النيجر.. البلد الذي نسيته جائحة كورونا

منظمة الصحة العالمية كانت قد تنبّأت بأن تكون هذه الدولة الشاسعة الواقعة في غرب أفريقيا واحدة من أكثر الدول عرضة لتفشي فيروس كورونا في قارة توقعت الأمم المتحدة أن الفيروس سيفتك فيها بالملايين.

الحياة في العاصمة نيامي طبيعية كما قال يوسفو "هنا، ما زلنا نعيش مثل ما كنا عام 2019" (غيتي)

هنا في هذا البلد الأفريقي خلت الشوارع، أو كادت، من أي أحد يلبس كمامة، تمر الأيام تترا دون أن يُصاب شخص واحد بفيروس "كوفيد-19″، أما الطلب على اللقاحات فهو قليل لدرجة أن الحكومة أرسلت آلاف الجرعات منها إلى الخارج.

بهذا يلخص الكاتب بنوا فوكون، في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal)، الوضع الوبائي في النيجر في ظل تفشي جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، موضحا أن الجناح الرئيسي لفيروس كورونا في العاصمة نيامي فارغ منذ شهور، وقد تراكم الغبار على منشآت العزل التي أقيمت على عجل.

والمفارقة العجيبة، حسب ما أورده الكاتب، هي أن منظمة الصحة العالمية كانت قد تنبّأت بأن تكون هذه الدولة الشاسعة الواقعة في غرب أفريقيا واحدة من أكثر الدول عرضة لتفشي فيروس كورونا في قارة توقعت الأمم المتحدة أن الفيروس سيفتك فيها بالملايين.

وينقل الكاتب عن الإيطالي فيتوريو جيوني صاحب مطعم لوبيليي المعروف بين السكان المحليين الأثرياء والمغتربين قوله إن الإقبال الكبير على هذا المطعم في عطلات نهاية الأسبوع لم يتغير وإن المواد التي كان يستوردها قبل عامين من أوروبا هي هي اليوم، وهو ما علق عليه وزير النفط النيجري ساني يوسفو، أحد زبائن المطعم النظاميين، قائلا "هنا، ما زلنا نعيش مثل ما كنا عام 2019".

وتبلغ مساحة دولة النيجر مليونا و267 ألف كيلومتر مربع وسكانه 24 مليون نسمة، ولم تسجل، حتى منتصف يونيو/حزيران الماضي سوى 194 حالة وفاة ونحو 5500 حالة إصابة بفيروس "كوفيد-19″، وهو ما يعدّ ضئيلا مقارنة بالبلدان الأخرى المشابهة، بل إنه لا يوجد، حسب آمادو فوماكويو غادو، طبيب التخدير الذي يرأس أكبر وحد للعناية المركزة مخصصة لـ"كوفيد-19″ في البلاد، لا يوجد أي مريض بـ"كوفيد-19" في العناية المركزة اليوم، والاهتمام الآن منصب على مكافحة الملاريا، وفقا لهذا الطبيب.

وقد اتخذ هذا البلد في أواخر شهر مايو/أيار الماضي خطوة غير عادية بإقراضه 100 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) لساحل العاج، وهي دولة أخرى في غرب أفريقيا بها عدد السكان نفسه تقريبًا ولكنها أصغر بـ4 أضعاف جغرافيًا وبها 10 أضعاف حالات "كوفيد-19″ مقارنة بالنيجر.

ولئن كان هذا البلد الفقير يكافح للتغلب على مجموعة من التحديات الاقتصادية والأمنية، فإنه، وفقا للكاتب، يعدّ حتى الآن أحد البلدان الأفريقية القليلة جنوب الصحراء التي لم تقع في قبضة جائحة كورونا.

ويضيف فوكون أن علماء الفيروسات المنهمكين في دراسة تطور هذه الجائحة جعلوا النيجر حالة حاسمة للدراسة لاكتشاف أسباب هذه المناعة التي جاءت على عكس التوقعات، فقد خلصوا الآن إلى أن النيجر بشمسها الساطعة وحرها الشديد، هي واحدة من أكثر البيئات في العالم عدائية لـ"كوفيد-19".

ويبدو، حسب الكاتب، أن من بين تلك الأسباب إذن المناخ الحار والجاف لهذه المنطقة واتساع البلد وقلة سكانه وضعف اتصالهم ببعضهم فضلا عن الارتفاع الكبير للشباب بينهم.

المصدر : وول ستريت جورنال