ديفيد هيرست ينتقد "تواطؤ الاتحاد الأوروبي الوقح في جرائم إسرائيل"

سيدة تقف أمام حطام منزل المعتقل الفلسطيني منتصر شلبي الذي دمرته القوات الإسرائيلية في قرية ترمسعيا بالضفة الغربية المحتلة (الفرنسية)

انتقد ديفيد هيرست، الإعلامي البريطاني البارز ورئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) صمت الاتحاد الأوروبي إزاء هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة وعملها الدؤوب على وأد مشروع الدولة الفلسطينية.

وقال إن الاتحاد الأوروبي يواصل سياسة غض الطرف عن جرائم إسرائيل، وإن أولئك الذين يغضون الطرف عن جرائم الاحتلال الفظيعة تلك يتحملون المسؤولية عنها تماما كما يتحملها أولئك الذين يرتكبونها.

وأوضح هيرست في مقال بموقع "ميدل إيست آي" أن وزير خارجية إسرائيل الجديد، يائير لبيد، قد أصبح الوجه المقبول لرفض إسرائيل للفلسطينيين، الذي يردد نفس الرسالة التي كان أسلافه يحملونها من قبل، وتمت الحفاوة به في مجلس الشؤون الخارجية -الهيئة السياسة الرئيسية للشؤون الخارجية- للاتحاد الأوروبي في بروكسل خلال الأسبوع الجاري.

وقال إن لبيد كان يشعر بالراحة وهو يخبر أعضاء المجلس أنه لا توجد إمكانية لقيام دولة فلسطينية، ولم يجد في مجلس الاتحاد الأوروبي من يذكّره بما تقوم به إسرائيل يوميا من هدم لمنازل الفلسطينيين ودفن لمشروع الدولة الفلسطينية.

وأضاف أنه لم يعترض أحد من المسؤولين الأوروبيين الحاضرين على لبيد عندما خاطب المجلس وهو يهز أصبعه "هناك شيء واحد علينا أن نتذكره، إذا كانت هناك دولة فلسطينية، فيجب أن تكون ديمقراطية تسعى إلى السلام.. لا يمكنكم أن تطلبوا منا أن نبني بأيدينا تهديدًا آخر لحياتنا."

حوار لغته الرصاص والجرافات!

وسرد هيرست -في مقاله- لائحة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تراوحت بين القتل والاعتقال وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وسن القوانين الجائرة التي تمزق شمل العائلات الفلسطينية، واعتبر أن ما يحدث في فلسطين من جرائم هو نتاج لصمت الاتحاد الأوروبي وغيره من القوى الدولية عن تلك الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال.

وقال "أود حقا أن أعرف كيف يبرر هايكو ماس وزير الخارجية الألماني، أو جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي، أو سيجريد كاج وزير الخارجية الهولندي، أو جاكوب كولهانك وزير الخارجية التشيكي، مصافحة لبيد".

وتساءل هيرست في استغراب "من فضلكم أخبروني كيف سُمح للبيد أن يقول للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إن إسرائيل والاتحاد الأوروبي تجمعهما قيم مشتركة؟"

وختم هيرست مقاله بالتنبيه إلى أن بيان الاتحاد الأوروبي المتعلق بالاجتماع مع وزير الخارجية الإسرائيلي جاء فيه أن الأطراف "ناقشت أهمية تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وسبل مواجهة التحديات القائمة من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك".

واستغرب ما ورد في بيان المجلس الأوروبي عن أن المجتمعين ناقشوا "سبل المضي قدما في الحوار مع الفلسطينيين" متسائلا كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل أوامر الإخلاء والجرافات والرصاص المطاطي التي تتعامل بها إسرائيل مع الفلسطينيين؟

المصدر : ميدل إيست آي