المخرج أوليفر ستون للوفيغارو: كينيدي كان ضحية السي آي إيه
ستون: المهم ليس من قتل كينيدي ولا كيف، ولكن لماذا؟
في وثائقي جديد يعرض في مهرجان "كان" الدولي بفرنسا، يلقي المخرج الأميركي أوليفر ستون (74 عاما) نظرة إلى الخلف على اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون فيتزجيرالد كينيدي بعد 58 عاما من المأساة التي حدثت يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 في دالاس، وذلك في ضوء أكثر من مليوني وثيقة رُفعت عنها السرية.
وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية، قال مخرج فيلم "جون فيتزجيرالد كينيدي" من بطولة كيفن كوستنر الذي صدر قبل 30 عاما، إنه ظل متحمسا لهذه الدراما منذ إصدار كتاب المدعي العام جيم غاريسون عام 1988، وإنه ما يزال عالقا في هذه القصة التي استقى كثيرا من معلوماتها من لقائه مع مؤلف الكتاب وكذلك من فليتشر بروتي الذي كان ضابط إمداد عسكري لوكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أوليفر ستون أن بوني هو من جعله يربط بين اغتيال كينيدي والحرب الباردة، لأنه كان يعرف ما كانت تفعله وكالة المخابرات المركزية، وما أسموه "العمليات السوداء" في الدول الأجنبية، ولذلك يرى المخرج أن المهم ليس من قتل كينيدي ولا كيف، ولكن لماذا، مؤكدا أهمية الحرب الباردة في هذا الاغتيال، وأنها هي السبب الرئيسي فيه.
حجاب أسود
وفي المقابلة التي أجراها أوليفييه ديلكروا معه، قال منتج الوثائقي الجديد "مراجعة اغتيال جون كينيدي: نظرة في المرآة"، إن الوصول إلى ما يقرب من مليوني صفحة من الوثائق المختومة بعد الجولة الثالثة من التحقيق في عام 1976، التي رفعت عنها السرية، هو ما سمح له ولفريقه بإنتاج هذا الوثائقي الجديد.
وعند السؤال عن تفسير الغموض الذي ما زال يكتنف هذه القضية بعد مرور 58 عاما على الأحداث، يقول ستون إن القضية تتعلق بخلق "منظر" يكون بمثابة حجاب أسود يحول دون رؤية حقيقة ما حدث بالفعل، مشيرا إلى أن هارفي أوزوالد، المتهم بإطلاق النار وما صاحب ذلك من حديث عن المافيا، مجرد خيوط كاذبة تبعد عن الحقيقة، لأن من يريد إعداد "عملية خاصة" يحتاج إلى خلق الإرباك واستمراره، "بالنسبة لي، من الواضح أن وكالة المخابرات المركزية هي من أنشأت هذه الشاشة السوداء"، خاصة أن كينيدي اعتقد أنه يستطيع كسر نفوذ الوكالة في ذلك الوقت.
وأشار المخرج إلى أن طموحه في الوثائقي الجديد هو عرض القضية من منظور جديد، وتقديم لمحة عامة عن اغتيال كينيدي، لتكون كل قطع اللغز في متناول المشاهدين، خاصة أنه عثر على أشياء لم يسمع بها من قبل، مثل جورج بيركلي، طبيب جون كينيدي الشخصي الذي حضر تشريح جثته ورأى كل شيء، والذي يقول ببساطة إنه من المستحيل أن يُصاب كينيدي برصاصة في رأسه من الخلف، كما أن رفع السرية أظهر أن ما يقرب من 40 شخصًا رأوا إصابة كينيدي قادمة من الأمام وليس من الخلف.
واستعاد المخرج محادثة بين الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان والأميركي جيرالد فورد بشأن اغتيال كينيدي في السبعينيات، قال فيها فورد "كنا على يقين من أنها كانت مسألة مدبرة، ولكننا لا نعرف من دبرها"، علما أن فورد هو من رتب لإصدار الرواية الرسمية لاغتيال جون كينيدي التي تقول إن الرصاصة القاتلة أطلقت من الخلف.
ستون: لماذا عندما نكتشف أن مؤامرة وقعت على الأراضي الأميركية، نخفي رؤوسنا في الرمال؟ إنه أغبى شيء على الإطلاق
مؤامرة محققة
وعلق المخرج على هذا الكلام في الفيلم بقوله إن نظرية المؤامرة أصبحت "مؤامرة محققة"، مشيرا إلى أن هذه المكالمة تم الكشف عنها في عام 2013 في الصحافة المكتوبة وفي الإذاعة.
وسيصدر الوثائقي، الذي رفضته نتفليكس بحجة أن "التأكد من الحقائق لم يتم اعتماده"، كما يقول المخرج ساخرا، إلا أن مؤسسة "لاتليي ديماج" قد اشترته لفرنسا، وسيكون مهرجان "كان" بمثابة منصة انطلاق له.
وخلص المخرج إلى أن الهدف الأساسي من فيلمه هو التخلي عما يزال البعض يعتبره اليوم مؤامرة وذلك من أجل التاريخ، موضحا "لا أفهم سبب تشكك الناس في وقوع المؤامرات، لأنه على مر التاريخ، كان هناك عدد كبير من المؤامرات، فلماذا عندما نكتشف أن مؤامرة وقعت على الأراضي الأميركية، نخفي رؤوسنا في الرمال؟ إنه أغبى شيء على الإطلاق!"، حسب قوله.
وختم ستون بأنه تعرض للهجوم فترة طويلة من حياته إلى درجة أنه لم يعد يهتم لذلك، "أنا عجوز الآن، وأنا بالنسبة لهم -بعد كل الأفلام التي صنعتها- صانع أفلام مناهض لأميركا، أتمنى لو عرفوا كم هم مخطئون وكم أنا وطني".