بلومبيرغ: إيران والتوجس من طالبان.. أحيانا يكون عدو العدو أسوأ من العدو نفسه

طالبان نقلت معاركها مع القوات الأفغانية من الجنوب إلى الشمال والغرب (الجزيرة)

نشر موقع بلومبيرغ (Bloomberg) مقالا تحليليا يرى كاتبه أن هزيمة الولايات المتحدة المهينة في أفغانستان أفرزت عدواً لإيران أشد شراسة هو حركة طالبان.

وأوضح الكاتب الصحفي بوبي غوش، في مقاله بالموقع، أن التهديد الذي تشكله حركة طالبان بالنسبة لإيران قد لا يكون وجوديًا كما هو شأن الوجود العسكري الأميركي، الخصم الأقوى لإيران، ولكن مع ذلك فإن الحركة المنتصرة تشكل خطرًا جسيمًا على طهران في لحظة حساسة.

وقال إنه بالرغم من أن إيران كثفت تواصلها الدبلوماسي مع طالبان، فإن على حكومة الرئيس (الإيراني) المقبل إبراهيم رئيسي، التي تواجه استياءً متزايدًا في الداخل بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أن تتعامل الآن مع مخاطر متجددة مصدرها أفغانستان.

تحديات

كما يرى الكاتب أن طالبان قد لا تكون لديها مصلحة في إسقاط النظام الإيراني، لكن انتصارها في الحرب الأهلية الأفغانية سينجم عنه لا محالة تدفق موجات جديدة من اللاجئين نحو إيران عبر الحدود بين البلدين البالغ طولها 900 كيلومتر، مصحوبة بارتفاع في عمليات الاتجار بالمخدرات والبشر، فضلا عن زيادة الأنشطة الإرهابية.

وأوضح أن أي إحساس بالشماتة في طهران بشأن محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن تبرير انسحاب بلاده من أفغانستان ستخنقه الأنباء المقلقة المتعلقة بسيطرة طالبان على إسلام قلعة المعبر البري بولاية هرات الأفغانية الذي يعد نقطة حدودية رئيسية بين أفغانستان وإيران.

وتشير التقارير إلى فرار قوات الأمن الأفغانية ومسؤولي الجمارك، الذين كانوا يحرسون إسلام قلعة، نحو الجانب الإيراني عند وصول مقاتلي طالبان.

وإسلام قلعة ليست نقطة عبور مهمة للتجارة بين البلدين فحسب، بل أيضًا بوابة إلى مدينة هرات الأفغانية التي توجد بها القنصلية الإيرانية بأفغانستان.

المخدرات والإرهاب

وتطرق المقال لمجموعة أخرى من التهديدات لمصالح إيران التي يرجح أن تبرز مع بسط طالبان سيطرتها على أفغانستان، من ضمنها مشكلة الحشيش الذي يعد المصدر الرئيسي لإيرادات الحركة.

وقال إن قادة الحركة العمليين يدركون أن إيران ممر جيد لتصدير الحشيش إلى الأسواق الغربية، وإذا وقع جزء من تلك المخدرات من الشاحنات التي تحمله في الأراضي الإيرانية وأدى إلى تسميم الشعب الإيراني، فإن ذلك لا يمثل مشكلة بالنسبة لقادة طالبان.

ووفقا للمقال فإن إيران تمتلك أحد أعلى معدلات الإدمان على المخدرات في العالم، ويقول الكاتب إن من شبه المؤكد أن ترتفع تلك النسبة مع زيادة طالبان صادراتها من المخدرات بعد انسحاب القوات الأميركية، لتأمين مزيد من الأسلحة والمقاتلين في معاركها ضد القوات الحكومية، حسب ما يزعم الكاتب.

وهناك أيضا خطر الإرهاب، إذ يقول الكاتب إنه بالرغم من أن إيران وفرت المأوى والممر الآمن لكبار قادة القاعدة، فإن العديد من الجماعات المتطرفة الأخرى المتحالفة مع طالبان ترى فيها عدوا عنيدا.

كما يرى الكاتب أن تلك الجماعات ستبحث بعد التخلص من الأميركيين، عن أهداف جديدة في أماكن أخرى، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في الصين وروسيا، لكن إيران، بحكم العداء والقرب الجغرافي، تعد الأكثر عرضة للخطر.

المصدر : بلومبيرغ