صحفيو فلسطين يطالبون بحماية دولية لهم.. وزارة العدل تقدم غدا لعباس تقرير مقتل نزار بنات

اصابات في قمع أجهزة السلطة مسيرة حاشدة طالبت برحيل الرئيس عباس على خلفية اغتيال نزار بنات
احتجاجات كبيرة اندلعت في فلسطين بعد مقتل نزار بنات والسلطة ضيقت على الصحفيين أثناء تغطية المظاهرات (الجزيرة)

أعلن وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة أنه سيلسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس -غدا الثلاثاء- التقرير النهائي بشأن ظروف مقتل الناشط نزار بنات، ويتضمن التقرير التوصيات المقدمة من لجنة التحقيق، بينما طالب الصحفيون الفلسطينيون بحماية دولية لهم من انتهاكات يتعرضون لها أثناء عملهم.

وأضاف الشلالدة -في مقابلة إذاعية- أن الرئيس عباس اتصل به وطالبه بضرورة تسريع عمل اللجنة، واتخاذ الإجراءات القانونية للأفعال غير المشروعة التي رافقت اعتقال ووفاة بنات، بحسب تعبيره.

وشيّع الفلسطينيون -الجمعة- جثمان نزار، وظهرت شهادات عائلية وإفادات طبية بظروف اعتقاله في مركز أمني تابع للشرطة الفلسطينية، حيث "تعرَّض للضرب العنيف" قبل وفاته. وشارك آلاف الفلسطينيين في مراسم التشييع، وأطلقوا هتافات منددة بالأجهزة الأمنية.

وكان بنات توفي فجر الخميس على يد عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، بحسب شهود عيان كانوا معه، وذلك بعد الاعتداء عليه وضربه خلال مداهمة منزله واقتياده للاعتقال، وفق شهادات طبية وعائلية.

وقد طالبت عائلة الراحل بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في ظروف مقتل ابنها، واستبعاد السلطة الفلسطينية عن التحقيق بصفتها طرفا. وقال عمار بنات المتحدث باسم العائلة إن ما جرى هو اغتيال لنزار.

وكان تقرير أولي حول تشريح جثمان نزار بنات قد أشار إلى وجود آثار للعنف على جسده، مما يؤكد أن الوفاة لم تكن طبيعية. وأكد الطبيب سمير أبو زعرور -في مؤتمر صحافي في مقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان- أنه "من خلال المشاهدة والكشف الظاهري، هناك إصابات عديدة وكدمات في مناطق عديدة من الجسم، في الرأس والعنق والصدر والكتفين والأطراف العلوية والسفلية".

مهنية وشفافية

وكان رئيس الحكومة الفلسطيني محمد اشتية قد دعا لتشكيل لجنة تحقيق يرأسها وزير العدل، وقال إن اللجنة ستقوم بعملها بكل مهنية وشفافية.

وأكد اشتية أن كل من يثبت ضلوعه في هذه القضية ستتم إحالته إلى الجهات القضائية المختصة.

وشدد على احترام حكومته حق المواطن في التعبير عن رأيه، وفق الأصول الديمقراطية، واحترامها كذلك لاستقلال القضاء وقراراته.

مطالب بحماية دولية

لكن تصريحات اشتية عن حرية التعبير تزامنت مع تنظيم عشرات الصحفيين ومؤسسات إعلامية، وقفة احتجاجية أمام مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة في رام الله، رفضا لما تعرض له الصحفيون من اعتداءات ولإجراءات تقييد عملهم الصحفي.

ووجّه عدد من الصحفيين -في بيان- نداء إلى المفوض السامي للأمم المتحدة، لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتوفير الحماية للصحفيين.

وجاءت الدعوة في أعقاب قيام أفراد من أجهزة الأمن الفلسطيني بالتضييق على عمل الصحفيين، والاعتداء عليهم، ومنعِهم من تغطية مظاهرات نُظمت في رام الله احتجاجا على مقتل الناشط نزار بنات عقب اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني في مدينة الخليل.

وسلم الإعلاميون رسالة خطية للمفوض السامي جيمس هيلين، تطالب بتوفير الحماية الدولية لهم أثناء عملهم الصحفي.

وتحدث الصحفيون في الرسالة عن أن الساحة الفلسطينية شهدت خلال اليومين الماضيين "انتهاكات تتعلق بحرية العمل الصحفي"، وقالوا "نوجه إلى حضرتكم (المفوض السامي) نداء خاصا وعاجلا، لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتوفير الحماية الشخصية والمهنية للصحفيين".

ومنذ الخميس، تشهد مدن الضفة الغربية مظاهرات منددة بمقتل نزار بنات، تخللها الاعتداء على المتظاهرين والصحفيين في مدينة رام الله من قبل قوات الأمن وعناصر بالزي المدني، وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية.

وأوضحت الرسالة أن غالبية الانتهاكات "تتم من قبل أشخاص (فلسطينيين) يرتدون الزي المدني (…) في ظل غياب كامل لتواجد الشرطة وأجهزة الأمن بالزي العسكري".

المصدر : الجزيرة + وكالات