الانتخابات الإقليمية.. ماكرون ولوبان يتعرضان لعقوبة مزدوجة

الكاتب: حزبا ماكرون ولوبان أكبر الخاسرين في الانتخابات الإقليمية الأخيرة (الفرنسية)

تميزت الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية الفرنسية بعزوف واسع عن التصويت، واحتفظ اليمين واليسار بمناطقهم في حين كانت نتائج حزب "فرنسا إلى الأمام" وحزب اليمين المتطرف "التجمع الوطني" مخيبة للآمال.

هذا ما لخص به الكاتب فرنسوا إكزفيي بورمو تعليقا له بصحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) على نتائج الانتخابات الإقليمية الفرنسية التي أجريت الجولة الثانية منها أمس الأحد.

بورمو أبرز أن هذا الاقتراع فيه منتصر واحد هو الامتناع عن التصويت، وخاسران هما الأغلبية الرئاسية وحزب اليمين المتطرف، وصامدان هما الجمهوريون والاشتراكيون، وطرف آخر أثبت أنه لا بد أن يحسب له حسابه وهو "انصر البيئة".

وأضاف الكاتب أن الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية أوضحت تضاريس المشهد السياسي حتى لو ظل الامتناع الهائل عن التصويت -الذي سُجل في أثناء الاقتراع- يترك لغزا محيرا بشأن نية الفرنسيين في التصويت عشية الانتخابات الرئاسية العام المقبل 2022.

وأوضح أن اليمين، من خلال الاحتفاظ بـ7 مناطق، يدخل العام الانتخابي في وضع مريح أكثر بكثير من أي وقت مضى خلال ولاية إيمانويل ماكرون الحالية، وبإمكانه كونه قوة سياسية رائدة في البلاد أن يربك حسابات ماكرون وغريمته مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية 2022 شريطة التكاتف والابتعاد عن الخلافات الداخلية الضيقة والتوافق على مرشح موحد.

ويضيف الكاتب أن مسألة اختيار مرشح لرئاسيات 2022 مطروحة لليسار الفرنسي هو الآخر، منوها بأن الحزب الاشتراكي تمكن من الحفاظ بالمناطق الخمس التي كان يترأسها، بل عزز مكانته بفوزه بجزيرة لاريونيون، وشدد على أن ما ينقص اليسار الآن هو تقديم مرشح توافقي لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وإذا كانت الانتخابات الإقليمية قد أعطت الأمل لليمين واليسار، فإن الكاتب يرى أنها قد رسمت مشهدًا سياسيًا مفككا لا تزال شخصيتان تهيمنان عليه هما: إيمانويل ماكرون ومارين لوبان وذلك بغض النظر عن المرشح اليميني، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة إبسوس نُشر مساء أمس الأحد.

وختم الكاتب بالقول إن الذي فرض نفسه في الاقتراع الإقليمي الأخير أن المشهد السياسي غدا غامضا بخاصة في ظل الامتناع الهائل عن التصويت الذي يثير كل التساؤلات من قبيل: هل هو لامبالاة من قبل الفرنسيين؟ أم تعب ما بعد كورونا؟ أم رسالة سياسية؟ أم أزمة ديمقراطية؟..

المصدر : لوفيغارو