بعد تصريحات ملبسة بشأن الحوثيين.. واشنطن: حكومة اليمن هي الحكومة الشرعية الوحيدة

إدارة بايدن سبق أن شددت على ضرورة التعامل مع الحوثيين لحل الأزمة اليمنية، سواء في الشق الإنساني لتخفيف معاناة اليمنيين، أو بالاعتراف بوجودهم لإيجاد حل سياسي للأزمة.

تيموثي ليندركينغ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج - المصدر: (وزارة الخارجية الأميريكية)
المبعوث الأميركي لليمن قال إن بلاده تعترف بالحوثيين طرفا شرعيا في اليمن (وزارة الخارجية الأميريكية)

قالت وزارة الخارجية الأميركية -اليوم الجمعة- إن واشنطن تعترف كبقية المجتمع الدولي بحكومة اليمن المعترف بها دوليا حكومة شرعية وحيدة، وأضافت الوزارة أنه ثمة تقارير إعلامية خاطئة بشأن التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ بشأن الحوثيين.

في المقابل، قالت جماعة الحوثي إنها لا تسعى لنيل رضا الولايات المتحدة ولا لنيل الاعتراف بها، فيما قالت الحكومة اليمنية إنها لا ترى أي تغيير في الموقف الأميركي تجاه اليمن.

وذكرت الخارجية الأميركية -في سلسلة تغريدات- إنه لا يمكن إبعاد الحوثيين من الصراع عبر التمني فقط، ويجب التعامل مع الحقائق على الأرض، وأوضحت الوزارة أن الحوثيين يسيطرون على الناس والأراضي في اليمن، غير أنهم بحاجة إلى أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من أية عملية سلام في اليمن.

وقالت الوزارة إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء تركيز الحوثيين على شن الحرب وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين، أكثر من كونهم جزءا من حل الصراع، كما أكدت وزارة الخارجية أن الحكومة الأميركية تعترف كبقية المجتمع الدولي بحكومة اليمن المعترف بها دوليا حكومة شرعية وحيدة.

تصريحات المبعوث

وكان المبعوث الأميركي الخاص لليمن ليندركينغ قد قال -في وقت سابق- إن الولايات المتحدة تعترف بجماعة الحوثي طرفا شرعيا في اليمن.

ودعا المبعوث الأميركي -خلال مشاركته أمس الخميس بندوة للمجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية- الحوثيين إلى دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للصراع.

وصرح ليندركينغ -خلال الندوة- قائلا إنني "تحدثت في مناسبات عدة عن شرعية الحوثيين، وأكدت أن الولايات المتحدة تعترف بهم طرفا شرعيا، والجماعة حققت مكاسب كبيرة، ولا أحد يتمنى إبعادهم خارج الصراع؛ ولذا فعلينا التعامل مع هذه الحقائق".

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إن الخارجية الأميركية أرادت توضيح موقف واشنطن تجاه الحوثيين بعد أن فسرت تقارير إعلامية تصريحات المبعوث الأميركي بشأن سيطرة الحوثيين على مناطق في اليمن بأنه اعتراف من أميركا بالحوثيين حكومة شرعية في اليمن.

وأضاف المراسل أن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن -وفي قطيعة مع سياسة حكومة سلفه دونالد ترامب- أقرت بضرورة التعامل مع الحوثيين، سواء في الشق الإنساني لتخفيف معاناة اليمنيين، أو في الشق السياسي عبر الاعتراف بوجود الجماعة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

وكان بايدن قال -بخطاب في فبراير/شباط الماضي داخل مقر الخارجية الأميركية- إن إنهاء الحرب في اليمن هي من أولويات سياسته الخارجية.

 

تعليق الحوثيين

وتعليقا على تصريحات ليندركينغ، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي إن جماعته لا تسعى لنيل رضا الولايات المتحدة، ولا تسعى لتحصيل الاعتراف بها من قبل "عدو الأمة أميركا"، حسب وصفه.

وأوضح البخيتي أن الاعتراف الأميركي بالحوثيين لا يعني شيئا بالنسبة للجماعة، وأنها لا تكترث بهذا الموقف الأميركي. وأضاف "لا نريد من أميركا أن تعترف بشرعيتنا، وما فائدة وقيمة اعترافها بنا إذا كانت تواصل حصار وتجويع اليمنيين والحرب عليهم؟"، حسب قوله.

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن تصريحات ليندركينغ فهمت خارج سياقها فيما يتعلق بالحوثيين، وأضاف بادي -في لقاء سابق مع الجزيرة- أن الحكومة اليمنية لا ترى أي تغير في الموقف الأميركي تجاه اليمن.

قاعدة سعودية

من جهة أخرى، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إن طائرة مسيرة استهدفت قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط جنوب غربي المملكة العربية السعودية. وكانت وكالة الأنباء السعودية قد قالت -في تغريدة بوقت سابق- إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت طائرة من دون طيار مفخخة، أطلقتها مليشيا الحوثي تجاه مدينة خميس مشيط.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، ويضاف إلى ذلك مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- لانفصال المحافظات الجنوبية عن باقي اليمن، وهو المجلس الذي يسيطر على عدن وعلى مناطق أخرى في الجنوب.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين آخرين، ودفع نحو 80% من السكان للاعتماد على الإغاثة لتصنف الأمم المتحدة الأزمة اليمنية بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

المصدر : الجزيرة + الأناضول