صحف بريطانية: بوريس جونسون يواجه انتقادات لاستقباله ولي عهد البحرين وتغليبه التجارة على التعذيب
قالت صحيفتا غارديان (Guardian) وإندبندنت (Independent) البريطانيتان إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يواجه انتقادات من سياسيين ومنظمات حقوقية بسبب استقباله أمس ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وأوضحت غارديان في تقرير لها أن الانتقادات لجونسون تقول إنه يضع التجارة قبل التعذيب، ورجحت أن تواجه حكومته تدقيقا برلمانيا مكثفا لأي صفقات تجارية مع دول الخليج بسبب سجلاتها في مجال حقوق الإنسان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبرلمانية إسبانية تسائل حكومتها بشأن الانتهاكات الحقوقية "الممنهجة" في البحرين
13 عضوا بالكونغرس الأميركي ينتقدون حقوق الإنسان في البحرين ويدعون لإطلاق سراح السجناء
مطالبات أممية وأوروبية بمساءلة البحرين بعد قمع اعتصام سلمي في سجن جو
وأضافت أن وزارة الخارجية ومكتب جونسون لم يعلنا عن الاجتماع مع ولي عهد البحرين مقدما، مع حديث أحد المسؤولين عن مخاوف أمنية.
شعر بالفزع
ونقلت الصحيفة عن الزعيم بالحزب الليبرالي الديمقراطي اللورد بول سكريفن قوله إنه يشعر بالفزع، لكنه لم يتفاجأ باستقبال جونسون ولي عهد البحرين، مضيفا أنه حتى البيان الصحفي الرسمي لم يذكر انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي علامة على ضغوط مقبلة، أوضحت غارديان أن مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد) سيد أحمد الوداعي قال "إذا كانت بريطانيا تسعى حقا إلى صفقة تجارة حرة مع نظام يحتجز السجناء السياسيين كرهائن، ويعذب الأطفال، ويلقي حتى بالنقاد المعتدلين في السجن؛ فمن الضروري أن تكون قضايا حقوق الإنسان في صميم أي علاقة تجارية مستقبلية معه".
كما نقلت الصحيفة عن مجموعة "ريبريف" (حملة مناهضة لعقوبة الإعدام) إشارتها إلى قضيتي محمد رمضان وحسين موسى، اللذين يواجهان الإعدام منذ 2017، بسبب ما "اعترفا به" تحت التعذيب.
سجل البحرين الحقوقي
وفي تقرير مشترك تزامن مع الزيارة، قالت ريبريف وبيرد "بين عامي 2011 و2020، حكمت البحرين على 51 شخصا على الأقل بالإعدام. وبين عامي 2001 و2010، أي العقد الذي سبق الربيع العربي، بلغ عدد الذين تم إعدامهم 7″، وأضافتا أن سجل البحرين لكل فرد من السكان لم يكن أفضل بكثير من سجل إيران.
ونقلت إندبندنت في تقرير لها أيضا عن جاد بسيوني من منظمة ريبريف قوله إن جونسون باستقباله ولي عهد البحرين يقوم بإذكاء القمع، في وقت تستخدم فيه البحرين التعذيب لقمع المعارضين السياسيين، مضيفا أن الحكومة البريطانية تقول دائما إنها فخورة بعلاقتها مع البحرين، ومع ذلك تستقبل ولي عهد البحرين من الأبواب الخلفية ودون الإعلان عن الزيارة.
القيم البريطانية
وقال بسيوني إن الحكومة البريطانية تعلم أن السلطات البحرينية تستخدم التعذيب بشكل ممنهج وأحكام الإعدام لقمع المعارضة، ورغم ذلك توفر دعما سخيا للمؤسسات عينها التي تقوم بهذه الانتهاكات، مضيفا أن هذا الدعم لا يتناسق مع القيم البريطانية، وعلى السلطات البريطانية سحبه حتى تتوقف حكومة البحرين عن استخدام التعذيب أثناء التحقيق لتنفيذ أحكام بالإعدام ضد المساجين السياسيين.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء البريطاني بعد الاجتماع أن الجانبين اتفقا على "زيادة تعزيز تعاوننا الاقتصادي والأمني والدبلوماسي".
وأشارت غارديان إلى أن بريطانيا تتطلع إلى إبرام صفقة تجارية جديدة مع دول الخليج.
وتعد دول مجلس التعاون الخليجي بالفعل من أكبر الشركاء التجاريين للمملكة المتحدة، حيث بلغت التجارة الثنائية ما يقرب من 45 مليار جنيه إسترليني عام 2019.
وكانت البحرين تضغط من أجل بدء محادثات التجارة الحرة قبل اكتمال المراجعة، لكن بريطانيا أرادت انتظار البحث حول العوائق التي يتعين على الجانبين معالجتها قبل بدء المحادثات.