مظاهرات تطالب بمحاكمة نتنياهو وسجنه.. حكومة بينيت تعقد جلسة احتفالية وترحيب دولي واسع بتشكيلها

Israelis celebrate end of Netanyahu term
الآلاف انطلقوا في مسيرة بتل أبيب رافعين العلم الإسرائيلي ولافتات كتب عليها "وداعا بيبي" (الأناضول)

عقدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت جلسة احتفالية في مقر البرلمان (كنيست) بعد نيلها الثقة البرلمانية، في حين خرج الآلاف في تل أبيب والقدس المحتلة احتفالا بالإطاحة ببنيامين نتنياهو. في الأثناء، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة في أغلبها بتشكيل هذه الحكومة.

وأعلن بينيت -الذي سيتناوب على رئاسة الحكومة مع زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد- أن حكومته ستعمل على رأب الصدع الداخلي في إسرائيل، وأن أمامها الكثير لتفعله.

في الأثناء، تظاهر عشرات الإسرائيليين المعارضين لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو أمام مبنى الكنيست، بالتزامن مع الجلسة الخاصة المنعقدة للتصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة.

ورفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية ولافتات داعمة للحكومة الجديدة، كما رددوا هتافات ضد نتنياهو، وطالبوا بمحاكمته وسجنه في قضايا الفساد المتهم بها.

وفي ميدان رابين في تل أبيب، تجمّع آلاف من معارضي نتنياهو احتفالا بانتهاء حكمه، وانطلقوا في مسيرة رافعين العلم الإسرائيلي ولافتات كتب عليها "وداعًا بيبي".

أغلبية هشة

جاء ذلك بعد أن أدى بينيت اليمين القانونية رئيسا للحكومة الجديدة التي اجتازت تصويتا بمنح الثقة في الكنيست بفارق صوت واحد، حيث منحها 60 نائبا ثقتهم، وعارضها 59، وامتنع عضو عن التصويت.

وكان بينيت قال إن الحكومة الجديدة ستبدأ عملها بمواجهة المشروع النووي الإيراني، الذي قال إنه التهديد الأكبر لإسرائيل، كما تعهد بتعزيز الاستيطان في كل المناطق، لا سيما في الأراضي المصنفة "ج".

في المقابل، وعد نتنياهو -في كلمته أمام البرلمان قبل التصويت على الائتلاف الجديد- بالعودة إلى قيادة البلاد "قريبا"، معتبرًا أن "إيران تحتفل اليوم" بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأضاف أن بينيت وأصدقاءه يمثّلون "يمينا مزيفا"، وأن الناس يعون ذلك جيدا.

ترحيب أميركي

وفي أول رد فعل دولي، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن اتفق في اتصال مع بينيت على تشاورهما وتشاور فريقيهما عن كثب بشأن جميع الأمور المتعلقة بالأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران.

وأضاف البيت الأبيض أن بايدن أوضح أن إدارته تعتزم العمل بشكل وثيق مع الحكومة الإسرائيلية في إطار الجهود المبذولة لدفع السلام وتحقيق الأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين.

وأوضح أن بايدن أشار في الاتصال مع بينيت إلى عقود من دعمه الثابت للعلاقات بين البلدين، والتزامه الراسخ بأمن إسرائيل.

من جهته، هنّأ أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي يائير لبيد على تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وتعيينه رئيسا مناوبا للوزراء ووزيرا للخارجية.

وقالت الخارجية الأميركية -في بيان- إن بلينكن ولبيد ناقشا في اتصال هاتفي التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وأهمية الحفاظ على وقف الأعمال العدائية.

كما ناقش الوزيران فرص توسيع تطبيع العلاقات الدبلوماسية، والتهديد الذي تشكله إيران، والأولويات الإقليمية الأخرى. وذكر البيان أن بلينكن أبلغ لبيد أنه يتطلع إلى الترحيب به في واشنطن قريبا.

تهان أوروبية كندية

بدوره، هنّأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس بينيت، مؤكدا "التطلع إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل من أجل ازدهار مشترك ونحو سلام واستقرار إقليمي دائم".

كما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رغبتها في العمل "بشكل وثيق" مع بينيت.

وبعث رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أيضا تهانيه إلى بينيت، قائلا إنه "يتطلّع" إلى العمل معه ومع نائب رئيس الوزراء يائير لبيد.

من جانيه، أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن "سروره لمواصلة التعاون في مجالات الأمن والتجارة وتغيّر المناخ والعمل معًا لضمان السلام في المنطقة".

موقف حماس

وفي قطاع غزة، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن شكل أي حكومة إسرائيلية لن يغير طبيعة تعامل الحركة مع إسرائيل ككيان احتلالي استيطاني تجب مقاومته.

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم -في بيان- إن تكرار العملية الانتخابية الإسرائيلية وما تفرزه داخل إسرائيل دليل على عمق الأزمة السياسية التي تعيشها بالتوازي مع أزماتها العسكرية والأمنية المتواصلة.

وشدد برهوم على أن الحركة مستمرة في ترسيخ معادلة أن الدم الفلسطيني والمقدسات خط أحمر، وأن سلوك الحكومة الجديدة على الأرض يحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال.

كما دعت حركة حماس للنفير والرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة غدا الثلاثاء لتفويت الفرصة على المستوطنين في تنظيم مسيرة الأعلام.

يوم نفير

ودعت الحركة -في بيان- أهالي القدس للتصدي لمحاولات الاحتلال فرض إرادته وتغيير معالم مدينة القدس، ونادت بأن يكون يوم الثلاثاء يوم نفير ورباط نحو المسجد الأقصى، ويومَ غضب وتحدّ للاحتلال.

يذكر أن حكومة بينيت تواجه فور توليها السلطة تحديات عدة؛ أبرزها ما تعرف بـ"مسيرة الأعلام" لليمين المتطرف غدا الثلاثاء، والتي قد تتوجه نحو الأحياء العربية في القدس المحتلة.

وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من مايو/أيار الماضي، ومجددا الخميس الماضي؛ سعى نتنياهو إلى السماح بتنظيمها قبل تصويت أمس، وفق اتفاق محدد بين الشرطة والمنظمين. وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم المسيرة في اتهامه من قبل خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة "الأرض المحروقة".

المصدر : وكالات