ميديا بارت: صفعة ماكرون أحد تجليات "الكارثة إلى الأمام"

Demonstrators from the far right group 'La Ligue du midi' (lit.: The League of the South) light flares and hold flags during a demonstration in Montpellier, Southern France, 08 October 2016. Their protest is amied against the French government policy for migrants and refugees.
تظاهرة لليمين المتطرف في مونبلييه بفرنسا ضد المهاجرين (الأوروبية)

ندّد موقع "ميديا بارت" (Mediapart) بتقليل الرئيس الفرنسي من شأن الصفعة التي سددها له أحد المتطرفين البيض يوم الثلاثاء الماضي، وقال إن كل شيء ليس على ما يرام كما ادّعى إيمانويل ماكرون.

وقال المدير الناشر للموقع أدوي بلينل إن ماكرون جانبه الصواب في ذلك التقييم وإن الواقع هو أن كل شيء في فرنسا يسير من سيئ إلى أسوأ، وما هذه الصفعة، وفقا لبلينل، إلا أحد تجليات عنف اليمين المتطرف الذي أطلقت له السلطة "الماكرونية" العنان "بعدم مسؤوليتها وباستخفافها" بهذه الظاهرة.

واختار الكاتب لمقاله عنوان "الكارثة إلى الأمام"، في إشارة إلى حزب ماكرون الحاكم "الجمهورية إلى الأمام".

وذكّر بأن موقع ميديا بارت أدّى دور "النذير العريان" في هذه القضية إذ كتب في أوائل عام 2017، أي قبل أشهر قليلة من آخر انتخابات رئاسية "لم نعد ننتظر الكارثة، لقد حلّت بنا بالفعل، إنه انحدار نحو الضياع.. نحو هاوية الخوف والكراهية والأكاذيب والعنف، نحو تراجع الحريات ونحو رفض المساواة..".

كذلك أكدنا آنذاك، يقول للكاتب، أن "كل شيء ممكن، حتى ما لا يمكن تصوره"، و"ها هي نبوءتنا تتحقق، فها هو اليمين المتطرف يملي الآن أجندته في الحياة السياسية الفرنسية مع التواطؤ الساخر للسلطة القائمة، والرضا الوهمي لوسائل الإعلام والجبن الانتهازي لجزء من اليسار"، على حد تعبير بلينل.

ولذلك فإن الكاتب يرى أن صفعة ماكرون دليل على أن كل شيء يسير بطريقة سيئة والتقليل من شأن مثل هذه الحادثة يجعل هذه الكارثة أسوأ، فهي ضربة للسلطة التي تجاهلتها وقللت من شأنها وتسامحت معها، بل حتى شجعتها، من خلال شيطنة المعارضين اليساريين، وإضفاء الشرعية على الهواجس الأيديولوجية لـ"اليمين المتطرف".

ولفت بلينل إلى أن العنان الذي أطلق لليمين المتطرف في أقواله وأفعاله لن يجعله يكتفي بالعنصرية وكراهية الأجانب والتحيز الجنساني ومعاداة المسلمين والسود ومعاداة السامية بل سيشجع هؤلاء المتطرفين على استهداف من سهل لهم كل ذلك وإزالته من المشهد.

فلبّ الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة، وفقا للكاتب، هو رفض مبدأ المساواة الطبيعية والترويج، من وراء ستار الهوية أو الأمة أو الشعب، لعدم المساواة والتسلسل الهرمي والهيمنة.

وأضاف بلينل أن السلطة الفرنسية تلعب عن قصد لعبة اليمين المتطرف على أمل الاستفادة منه في الانتخابات المقبلة، "وهذا المناخ الضار لا يمكن إلا أن يطلق العنان للعنف"، حسب الكاتب.

ونظرا إلى ما استعرض من خلل خَطِر في المجتمع بسبب تنامي ظاهرة اليمين المتطرف، حذر بلينل من بقاء الفرنسيين يتفرجون على الانهيار الوطني والهلاك الأخلاقي الذي ينخر بلدهم.

المصدر : ميديابارت