العالم يندد وأميركا "قلقة".. قطر ترأس اجتماعا طارئا للجامعة العربية لبحث جرائم إسرائيل
تترأس دولة قطر الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية بعد غد الاثنين تلبية لطلب فلسطين لبحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي توالت الإدانات العربية والإسلامية والدولية لها رغم تفاوت العبارات من "الرفض والإدانة"، إلى التعبير عن "القلق"، خاصة من قبل أميركا.
وفي القاهرة، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي اليوم السبت إنه تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم الاثنين المقبل "حضوريا بمقر الأمانة العامة، بناء على طلب دولة فلسطين، وبرئاسة دولة قطر، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعدّها انتهاكا صارخا.. الأردن يوجه مذكرة لإسرائيل تشجب الانتهاكات في المسجد الأقصى
توتر متصاعد في الأقصى.. قلق أميركي وتضامن إسلامي وعربي مع قضية القدس
التنديد يتواصل.. إسرائيل تعتقل فلسطينيين وتتأهب للتصعيد بعد ليلة دامية في المسجد الأقصى
وأوضح أن الاجتماع مخصص "لبحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، والمخططات الإسرائيلية للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خاصة في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها".
فلسطين تنتظر أفعالا
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح -في وقت سابق اليوم السبت- "تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية لبحث مواجهة جرائم واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة.
وشدد اللوح على أنه "لا بد أن تنتج عن الاجتماع قرارات وإجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق، لتوصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية تؤكد ضرورة توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني ضد مثل هذه الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتواصلة والخطوات التصعيدية الخطيرة".
وأكد اللوح أن الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى تتطلب تحركا سريعا لاتخاذ إجراءات لمنع استمرار هذه الانتهاكات، ولجم قطعان وعصابات المستوطنين الغرباء، ووقف ممارساتهم الإجرامية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
إدانات عربية
وتوالت الإدانات العربية للجرائم الإسرائيلية، وأعربت قطر عن إدانتها بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء الوحشي على المصلين.
وقالت الخارجية القطرية إن اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين في العالم، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وأشارت إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وأكدت الخارجية موقف قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي الأردن، قالت الخارجية إن اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين انتهاك صارخ ومرفوض، وطالبت الوزارة بإخراج الشرطة الإسرائيلية فورا من المسجد الأقصى، والسماح للمصلين بأداء شعائرهم الدينية.
كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاستمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وما تمارسه من عمليات تهجير وإخلال في القدس الشرقية، ولاسيما في الشيخ جراح".
وأكدت الوزارة -في بيان لها- خطورة عملية بناء المستوطنات والاستمرار فيها لمخالفتها مبادئ القانون الدولي ونسفها الجهود الدولية الرامية إلى الوصول إلى حل نهائي للصراع الدائر في الشرق الأوسط، إضافة إلى تهديدها للاستقرار في المنطقة.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن بالغ إدانتها واستنكارها لاقتحام قوات أمن إسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المُصلين الفلسطينيين، وأكد المتحدث باسم الخارجية الرفض المصري الكامل لأي ممارسات غير قانونية، مثل سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين
وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة خطط وإجراءات إسرائيل من أجل إخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".
وشدد البيان على تنديد الرياض "بأي إجراءات أحادية الجانب، وبأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، وكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
كما نددت الإمارات -التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل العام الماضي- "بشدة" بالاشتباكات وعمليات الإخلاء المحتملة، في بيان لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية خليفة المرر، وحثت السلطات الإسرائيلية على "خفض التصعيد".
وأعربت وزارة خارجية البحرين -التي وقعت أيضا اتفاقا لتطبيع العلاقات- عن "استنكارها الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، ودعت المنامة الحكومة الإسرائيلية إلى "وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على منع قواتها من التعرض للمصلين في هذا الشهر الفضيل
مواقف إسلامية
وفي أنقرة، أدانت الخارجية التركية بشدة الاعتداءات التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى. ودعا بيان الخارجية التركية الحكومة الإسرائيلية إلى التعقل، ووضع حد لهذا الموقف الاستفزازي والعدواني على الفور".
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن -على تويتر في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة- "عار على إسرائيل ومن يلتزم الصمت في وجه الهجمات المشينة. وأضاف "ندعو الجميع للوقوف في وجه سياسات الاحتلال والعدوان لدولة الفصل العنصري هذه".
وقال مدير الاتصالات الرئاسية في تركيا فخر الدين ألتون للتلفزيون الرسمي إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وستدفع الثمن. كما نددت أحزاب معارضة بما حدث؛ في مؤشر نادر على الوحدة، وقال ألتون "مهاجمة أبرياء أثناء صلاتهم إرهاب واضح (…) نرى أن هذه الهجمات على الفلسطينيين انتهاك لأهم حقوق الإنسان الأساسية.
وفي طهران، قالت الخارجية الإيرانية "إن ما تقوم به قوات الكيان الصهيوني في القدس والأقصى يمثل جريمة حرب"، وأكدت ضرورة "التحرك الدولي العاجل"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن جريمة الحرب هذه أثبتت مرة أخرى للعالم الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير الشرعي".
وأضاف زاده "إن جريمة الكيان الصهيوني هذه تؤكد ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف انتهاك أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني"، وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة بـ"تحمل مسؤولياتها في اتخاذ الإجراءات ضد جريمة الحرب هذه".
كما أعلنت ماليزيا إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وقال وزير الخارجية الماليزي داتوك سيري هشام الدين حسين في بيان له اليوم "يجب إدانة مثل هذه الأعمال الشائنة، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية ومحاسبتها على الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي
قلق أميركي
وفي واشنطن، قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من التوترات المتصاعدة في القدس، بما في ذلك منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح. وأضافت الخارجية أنها تشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إجلاء عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان.
وحثت الخارجية الأميركية المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على التحرك بشكل حاسم، لتهدئة التوترات ووقف العنف، مشيرة إلى أنها على اتصال مع كبار القادة في الجانبين للعمل على تهدئة الوضع.
روسيا
وفي موسكو، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء التدهور الحاد للوضع في القدس الشرقية، وأدانت الخارجية بشدة -في بيان- الهجمات التي طالت المدنيين، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها أن تصعّد حدة العنف.
كما شددت على موقف موسكو المبدئي والثابت والمنعكس في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، التي تنص على أن مصادرة الأراضي والممتلكات الموجودة عليها، وكذلك إنشاء إسرائيل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية؛ لا تحمل أي قوة قانونية.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن مثل هذه الأعمال انتهاك للقانون الدولي، ومن شأنها أن تعيق إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية تقوم على أساس مبدأ إقامة دولتين.
وفي وقت سابق طالب الاتحاد الأوروبي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخفض مستوى التصعيد في القدس واحترام الأماكن الدينية بالمدينة.
كما حذر الاتحاد -في بيان له- من إمكانية زيادة التوتر على الأرض بعد طرد سلطات الاحتلال العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح وأماكن أخرى في القدس الشرقية، واصفا هذه الممارسات بغير القانونية بموجب القانون الدولي.
ودعا الاتحاد القادة الدينيين والسياسيين من الطرفين لضبط النفس ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف والتحريض عليه، حسب ما جاء في البيان.