وزير الخارجية القطري: عزل طالبان ليس الجواب الملائم

وزير الخارجية الألماني أكد أن المحادثات مع طالبان مهمة وستتواصل بالدوحة خلال الفترة المقبلة

وزير الخارجية القطري (يمين) ونظيره الألماني خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك بالدوحة (رويترز)

الدوحة – أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أهمية تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان تشمل جميع الأطياف، معتبرا في الوقت نفسه أن الاعتراف بحركة طالبان ليس في أولويات الدوحة حاليا، وأن عزلها ليس الجواب الملائم.

من جهته، أشاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بدور دولة قطر في المساعدة بعملية إجلاء المواطنين والدبلوماسيين الألمان والمدنيين الأفغان، مشددا على أن الدوحة تولت دورا رائدا في إجلاء المدنيين رغم الأوضاع الصعبة في مطار كابل.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره الألماني مساء الثلاثاء بالدوحة- إن دولة قطر حثت على أن تكون في أفغانستان حكومة موسعة وشاملة تشمل كل الأطياف دون إقصاء أي طرف، خاصة أن هذا الأمر سيكون مقياسا مهما للمجتمع الدولي.

وأوضح أن الاعتراف الدولي بحركة طالبان ليس بالمسألة الطارئة اليوم، لكن هناك أهمية للتواصل مع الحركة أكدت عليها جميع الدول الصديقة والحليفة، ودولة قطر تتفق مع هذا الموقف بحكم الوساطة القطرية في محادثات طالبان مع الولايات المتحدة، وتسهيل المفاوضات الأفغانية الأفغانية، مشيرا إلى أن دولة قطر ستستمر في التواصل مع جميع الأطراف في أفغانستان، وتتمنى أن تجد توافقا وطنيا ومحافظة على مكتسبات الشعب الأفغاني وحقوقه.

وزير الخارجية القطري اعتبر أن تشكيل طالبان حكومة موسعة وشاملة سيكون مقياسا مهما للمجتمع الدولي (رويترز)

وبشأن مسألة إعادة فتح مطار كابل، قال وزير الخارجية القطري إن هذه المسألة ما زالت في طور النقاش والتقييم، خاصة أن هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى التقييم بشقيه الأمني والفني، لافتا إلى أن قطر لا تستطيع الحكم اليوم على قدرتها على تقديم المساعدة في إعادة فتح مطار كابل، لكنه شدد على أن هذا الأمر سيتضح خلال الأيام المقبلة.

وأضاف أن مسألة إعادة فتح المطار من أهم المسائل لتحقيق أحد الالتزامات التي ذكرتها طالبان بالسماح بحرية الحركة التي تعد من أهم العوامل التي تثبت لدولة قطر وللعالم دورها في عودة الاستقرار إلى أفغانستان.

وردا على إمكانية اعتراف الدوحة بحركة طالبان، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الاعتراف بطالبان ليس على جدول الأولويات بالنسبة لدولة قطر، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن العزل ليس هو الجواب الملائم، فعزل طالبان عام 1996 هو الذي أدى إلى الوضع الذي نحن فيه الآن، حسب قوله.

واعتبر أن التفاعل مع حركة طالبان قد يؤدي إلى نتائج إيجابية، وهو ما حدث خلال الأيام العشرة الأخيرة، والتي شهدت تفاعلا كبيرا مع الحركة من أجل تنظيم عمليات الإجلاء، وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب.

ورأى وزير الخارجية القطري أن فرض الشروط وعرقلة التفاعل مع حركة طالبان سوف يتركان فراغا، لافتا إلى أن قطر دائما تحافظ على قنوات التواصل مفتوحة مع كل طرف يريد الحوار، وهذه سياستها الخارجية منذ عقود.

بدوره، توجه هايكو ماس بالشكر إلى دولة قطر على جهودها المتواصلة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان والمحافظة على حقوق ومكتسبات الشعب الأفغاني، لافتا إلى أن الدوحة لعبت دورا مهما جدا في عمليات النقل الجوي والإجلاء من مطار كابل، وأيضا بوصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

وزير الخارجية الألماني أكد على أهمية إعادة تشغيل مطار كابل للرحلات المدنية (رويترز)

وقال ماس إن الدوحة كانت مركزا لوجستيا خلال الفترة الماضية لعمليات الإجلاء من أفغانستان، وإن الدبلوماسيين الألمان غادروا كابل عن طريق الدوحة، مشددا على أن التحديات لن تنتهي مع انتهاء عمليات الإجلاء، لذلك فمن المهم جدا ضمان إعادة تشغيل مطار كابل للرحلات المدنية وغيرها من الأمور اللوجستية.

وشدد وزير الخارجية الألماني على أنه لا يمكن تحمل عدم الاستقرار في أفغانستان لأنه يخدم الإرهاب ويؤثر بشكل كبير على دول الجوار، مشيرا إلى أهمية إجراء المحادثات مع طالبان والتعامل المستقبلي معها.

وأوضح أن سفير ألمانيا لدى أفغانستان يجري مع طالبان محادثات في الدوحة منذ فترة، وسيواصل هذه المناقشات خلال الفترة المقبلة، معتبرا أن مسألة الاعتراف الدولي بحركة طالبان ليست المسألة الأهم حاليا، ولكن يجب التواصل مع الحركة من أجل التوصل إلى حلول.

وراهن ماس على المجتمع الدولي والتعاون المميز مع دولة قطر من أجل السيطرة على الوضع الصعب والمعقد في أفغانستان وتشكيل حكومة شاملة والالتزام بحقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة