جرحى واعتقالات في القدس.. سكان "الشيخ جراح" يرفضون التنازل عن حقوقهم وتنديد دولي بإجراءات "التطهير العرقي"

العائلات الفلسطينية أعلنت رفضها أي تسوية تتضمن نزع حقها في ملكية البيوت واعترافا بحق المستوطنين فيها

Israeli police detain a Palestinian protester amid ongoing tension ahead of an upcoming court hearing in an Israel-Palestinian land-ownership dispute in the Sheikh Jarrah neighbourhood of East Jerusalem May 5, 2021. REUTERS/Ammar Awad TPX IMAGES OF THE DAY
قوات الاحتلال اعتقلت محتجين على طرد فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح (رويترز)

قدم محامو العائلات الفلسطينية المهددة بالإجلاء من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة -مع انتهاء المهلة الممنوحة من المحكمة الإسرائيلية العليا- ردهم بعدم التوصل إلى اتفاق مع الشركة الاستيطانية التي تدعي ملكيتها للأرض المقامة عليها المنازل.

وأكدت العائلات الفلسطينية رفضها أي تسوية تتضمن نزع حقها في ملكية البيوت واعترافا بحق المستوطنين فيها.

تزامن ذلك مع انتهاء المهلة التي حددتها المحكمة الإسرائيلية العليا ظهر اليوم الخميس لـ4 عائلات فلسطينية مهددة بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة من أجل التوصل إلى اتفاق مع المستوطنين بشأن ملكية الأراضي المقامة عليها المنازل.

ودعت المحكمة الإسرائيلية العليا إلى عقد جلسة بشأن عائلات حي الشيخ جراح يوم 10 مايو/أيار الجاري.

 

جرحى واعتقالات

وشهدت الليلة الماضية مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، مما أسفر عن إصابة أكثر من 20 فلسطينيا واعتقال 5 شبان.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان الخميس ارتفاع حصيلة الإصابات خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية إلى 22 إصابة.

وأوضح البيان أن بعض المواطنين أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق جيش الاحتلال الغاز المدمع باتجاه المعتصمين، في حين أصيب آخرون بالرصاص المطاطي، وتعرض آخرون للضرب.

وقالت قوات الاحتلال إنها اعتقلت 5 شبان على الأقل، كما أفاد الأهالي بأنها اقتحمت منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء واعتدت على أفراد المنزل، وأطلقت قنبلة غاز مدمع داخله.

وأضافوا أن جنود الاحتلال رشوا عددا من المعتصمين بالمياه العادمة، في حين ردد المستوطنون الهتافات العنصرية الداعية إلى الاعتداء على العرب وتفريغ حي الشيخ جراح من سكانه.

ضد التطهير العرقي

ووقّعت 14 نقابة ومنظمة من المجتمع المدني في بريطانيا بيانا تطالب فيه الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات بشأن التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وأدانت المنظمات الموقعة على البيان إجلاء إسرائيل غير القانوني للعائلات الفلسطينية وتسليم منازلها لمستوطنين.

وأشارت المنظمات إلى ما وصفته بالتلاعب الديمغرافي والتطهير العرقي من جانب إسرائيل، مستشهدة بما يحدث في حي الشيخ جراح.

ومن بين الموقعين على البيان الاتحاد الوطني لعمال النقل، والاتحاد الوطني للمعلمين، ومنظمة حملة التضامن مع فلسطين، ومنظمة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين، ومنظمة "أوقفوا الحرب"، إضافة إلى منظمة اللجنة الإسرائيلية ضد تدمير المنازل.

وتسعى الجمعيات الإسرائيلية المطالبة بالأملاك حاليا إلى إخلاء منازل 58 فلسطينيا آخر، وفقا لمنظمة "السلام الآن".

ويقول الفلسطينيون إن خطر الإخلاء يتهدد بشكل عام نحو 500 فلسطيني.

تحذيرات

وحذرت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي من رد لا يتوقعه إذا لم يتراجع عن قراراته واستمرار اعتداءاته بحق أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

ودعت الحركة الجماهير الفلسطينية في القدس المحتلة إلى التصدي بكل قوة لمخططات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان.

كما حذرت الجبهة الشعبية من عواقب اقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى، وإصرار الاحتلال على طرد مئات السكان المقدسيين من حي الشيخ جراح.

وأمس الأربعاء، حذر محمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من أنه "إن لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة في الحال فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع الاحتلال الثمن غاليا".

وأكد الضيف أن قيادة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام تراقب ما يحدث في القدس عن كثب، موجها التحية إلى أهالي حي الشيخ جراح.

رفض للاستيطان

بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بوقف بناء المستوطنات، وقال إنه لن يعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، واصفا بناء المستوطنات بغير الشرعي بموجب القانون الدولي.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن عزم إسرائيل بناء 540 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة أبو غنيم بالقدس المحتلة من شأنه أن يفصل القدس الشرقية عن بيت لحم، وأن يقوض المفاوضات المستقبلية بشأن حل الدولتين.

كما اعتبر أن زيادة عمليات الإخلاء والهدم -ولا سيما في الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية واحتمال هدم المباني في قرية الولجة الفلسطينية- أمر يبعث على القلق وغير قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي.

المصدر : الجزيرة + وكالات