تفاعلات التسجيل المسرب.. خامنئي ينتقد ظريف دون ذكره بالاسم ويشيد بالراحل سليماني وفيلق القدس
انتقد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وزير الخارجية محمد جواد ظريف، على خلفية التسريبات المسجلة للأخير، والتي قال فيها إن الحرس الثوري يملك نفوذا أكبر منه على الشؤون الخارجية والملف النووي، وكشفت أنه كان يعارض نفوذ الجنرال قاسم سليماني.
ولم يذكر خامنئي وزير الخارجية بالاسم، لكنه قال في كلمة بثها التلفزيون "كان هذا خطأ كبيرا ما كان ينبغي أن يصدر عن مسؤول بالجمهورية الإسلامية".
وأضاف قائلا إن وزارة الخارجية لا تحدد السياسة الخارجية في أي مكان بالعالم، "يوجد مسؤولون كبار هم من يتخذون القرارات ويحددون السياسات، بالطبع وزارة الخارجية تشارك في ذلك".
وأكد أن الوزارة "هي المنفذة"، مضيفا أنه "ثمة المجلس الأعلى للأمن القومي، وكل المسؤولين موجودون فيه، القرارات تتخذ وعلى وزارة الخارجية أن تنفذها وتدفع بها من خلال وسائلها الخاصة".
وقال خامنئي "إن قوة فيلق القدس تمكنت من وضع السياسة المستقلة للجمهورية الإسلامية بالمنطقة حيز التنفيذ".
واعتذر ظريف في منشور على إنستغرام، عقب كلمة خامنئي، على التعليقات التي "ضايقت" السلطة العليا بالبلاد، وقال "إن تصريحات قائد الثورة الإسلامية السديدة كما كانت دوما بالنسبة لي ولزملائي هي كلمة الفصل".
وأبدى وزير الخارجية أمله في أن يتمكن من العمل "بعقل واحد وقلب واحد" إلى جانب المسؤولين الآخرين، "لتنفيذ أوامر القائد الأعلى من أجل تقدم إيران العزيزة بشكل مثالي".
نفوذ سليماني
ويتناول الحديث المسرب لظريف عدة ملفات؛ منها التدخل الإيراني في الملف السوري، والعلاقات الإيرانية الروسية، وملف إسقاط الطائرة الأوكرانية.
ويتمحور التسريب أساسا حول دور قاسم سليماني في السياسة الخارجية الإيرانية، واشتكى ظريف، مستخدما لغة نادرة في أروقة السياسة الإيرانية، من المدى الذي وصل إليه تأثير القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في السياسة الخارجية، ملمحا إلى أنه حاول إفساد اتفاق إيران النووي بالتواطؤ مع روسيا.
وجاء نشر التسجيل قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى، لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي الذي كان ظريف أبرز مهندسيه.
وسبق لوزارة الخارجية أن أكدت أن التسجيل مقتطع من حديث يمتد 7 ساعات، وأتى في إطار توثيق عهد الرئيس حسن روحاني الذي يقترب من إتمام ولايتين متتاليتين في منصب الرئاسة.
وعقب الكشف عن التسريب الصوتي، فرضت إيران حظرا على سفر 15 شخصا، وقالت السلطات إن المقابلة أنتجت لسجلات الدولة وليس للنشر.
ويمثل ظريف واجهة الدبلوماسية الإيرانية، إذ يتعامل مع مجموعة من القضايا منها المحادثات التي تجريها بلاده مع القوى العالمية بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل 3 أعوام.