مصعب الدعجة وخليفة العنوز.. أردنيان في سجون إسرائيل بتهمة "عبور فلسطين"
مصعب الدعجة وخليفة العنوز شابان من بلدة صما قرب مدينة إربد (شمالي الأردن)، يخضعان منذ اعتقالهما يوم الاثنين 18 مايو/أيار الجاري للتحقيق في مركز الجلمة العسكري الإسرائيلي قرب حيفا، وتتهمهما سلطات الاحتلال بعبور الحدود لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين.
بعد أكثر من أسبوع على اعتقالهما ومنع لقائمها بالمحامين تمكن المحامي خالد محاجنة من زيارتهما في مركز الجلمة إثر قرار بتمديد اعتقالهما على ذمة التحقيق حتى الخميس المقبل.
ونقل المحامي عن الأسير مصعب الدعجة (29 عاما) وخليفة العنوز (40 عاما) أنهما قررا السير من بلدتهما باتجاه الحدود الفلسطينية لدخول فلسطين ومناصرة أهل القدس في الأحداث التي شهدتها على خلفية محاولات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى أواخر شهر رمضان وبعد عيد الفطر.
رحلة عبر الحدود
بدأت رحلة الشابين الأردنيين مساء السبت 16 مايو/أيار من صما القريبة من الحدود الفلسطينية، وعبرا البيّارات الأردنية، ثم قطعا نهر الأردن الواقع على السياج الحدودي، واستمرا مشيا على الأقدام ليوم ونصف ولمسافة تزيد على 30 كيلومترا حتى وصلا منطقة مأهولة بالسكان بين طبريا وبيسان شمال شرق فلسطين المحتلة عام 1948.
يقول المحامي محاجنة للجزيرة نت إن دورية لشرطة الاحتلال اعترضت طريقهما بعد الاشتباه بهما بسبب لباسهما البدوي، حيث كانا يرتديان "الكوفية والدشداشة"، وهكذا اعتقلا صدفة.
وروى الأسيران للمحامي أنه جرى نقلهما إلى مركز تحقيق غير معروف، وهناك تم تقييدهما ووضعهما تحت الشمس لنحو 7 ساعات، قبل أن يتم نقلهما إلى مركز الجلمة.
ضغوط في السجن
منذ ذلك الحين يخضع الدعجة والعنوز لتحقيق يومي يستمر لساعات، ويتناوب على التحقيق معهما عدة ضباط من المخابرات الإسرائيلية، وقال المحامي إنهما يتعرضان للإهانات والصراخ المستمر، كما منعا منذ اعتقالهما من الاتصال بعائلتيهما أو مع السفارة الأردنية في إسرائيل.
وتحاول سلطات الاحتلال -كما يقول المحامي- إجبار الأسيرين على الاعتراف بدخول فلسطين بنية تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، غير أن الشابين تمسكا بقولهما إنهما قطعا الحدود بنية التوجه إلى المسجد الأقصى للصلاة والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأشار المحامي إلى جهود تبذلها السفارة الأردنية للإفراج عنهما، لكنه يتوقع أن يقدم الاحتلال لائحة اتهام بحقهما تتضمن "قطع الحدود بصورة غير مشروعة بنية تنفيذ عمليات طعن أو فعل إجرامي"، كما جاء في حديث المحكمة.
وقال الأسيران للمحامي إن "المس بالمقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى خط أحمر عند كل المسلمين، وقررا الدخول إلى فلسطين بعد تأثرهما بما شهده المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية ومواجهات عنيفة أواخر شهر رمضان".
وكان الشابان يخططان للمشاركة في المسيرات الأردنية نحو الحدود مع فلسطين يوم الجمعة 14 مايو/أيار الجاري، غير أنهما قررا السير باتجاه الحدود القريبة من بلدتهما.
وحسب المحامي، كانت هذه الزيارة الأولى لهما إلى فلسطين.
22 أسيرا أردنيا
وذكّرت قصة اعتقال العنوز والدعجة بمن كانوا يعرفون بأسرى "الدوريات" العرب الذين اعتقلت إسرائيل العشرات منهم، كما قتلت العشرات لدى محاولتهم التسلل وعبور فلسطين لتنفيذ عمليات فدائية بعد حرب 1967، وكان من بينهم أردنيون وسوريون ولبنانيون وسعوديون.
ويفيد نادي الأسير الفلسطيني للجزيرة نت بأن الاحتلال ما زال يعتقل 20 أسيرا يحملون الجنسية الأردنية، ومعظمهم من أصل فلسطيني، بالإضافة إلى الأسيرين الأردنيين مصعب الدعجة وخليفة العنوز وأسيرين من الجولان السوري المحتل.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام قليلة عن الأسير الأردني عبد الله الزيتاوي بعد قضائه 7 سنوات في سجون الاحتلال، حيث اعتقل أثناء زيارته لعائلته في مدينة نابلس بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية.