واشنطن متفائلة وطهران تؤكد حسن نيتها.. استئناف مفاوضات النووي اليوم في فيينا
دبلوماسيون: سيعلَن هذا الأسبوع اتفاق يوضح التزامات طهران وواشنطن من أجل إحراز تقدم.
أعلن الاتحاد الأوروبي استئناف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني في جولتها الخامسة اليوم الثلاثاء في فيينا، في حين أكدت واشنطن أن الجولة الأخيرة من محادثات فيينا كانت بنّاءة وشهدت تقدما ملموسا.
ويأتي استئناف المحادثات غداة توصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تفاهم على تمديد اتفاقهما لمراقبة الأنشطة النووية، وهو ما ينظر إليه على أنه مؤشر إيجابي.
ورغم حديث أطراف مشارِكة عن قرب عن التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، ما زالت بعض الخلافات المتعلقة بنوعية العقوبات التي ترغب إيران رفعها وتعدّها خارج مضمون الاتفاق الأساسي.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي، في تغريدة على تويتر، إنه لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به، معربا عن أمله أن تمضي الجولة الخامسة من المحادثات قُدما نحو العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الاستعداد لبدء جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا هو مؤشر على تحقيق تقدم في الجهود الدبلوماسية، مضيفة أن تلك المحادثات هي السبيل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أعلن أمس الاثنين تمديد الاتفاق مع إيران لمراقبة المنشآت النووية مدة شهر دون شروط، على أن ينتهي في يونيو/حزيران المقبل.
الموقف الإيراني
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن قرار طهران تمديد الاتفاق المشروط مع الوكالة الذرية مدة شهر جاء بناء على تقدم المفاوضات في فيينا. وأضاف، في مؤتمر صحفي، أن طهران متفائلة بحل القضايا العالقة في فيينا وأن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق قريبا.
بدوره، قال مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب أبادي إن هذا القرار جاء على أساس حسن نية إيران.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده فقد رأى أن اتفاق التمديد فرصة لن تبقى إلى الأبد، وأن على واشنطن الاستفادة من تلك الفرصة.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير بالحكومة الإيرانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني "في نهاية المطاف يريد رفع العقوبات الأميركية، غير أنه لا يمانع أن تطول المحادثات مدة قصيرة".
وأضاف "إذا تم إنقاذ الاتفاق في آخر لحظة ممكنة فسيستفيد الرئيس التالي من رفع العقوبات في تحسين الاقتصاد، وهذا أفضل وقت إيجابي له" قبل الانتخابات المقررة في 18 يونيو/حزيران المقبل.
وقال دبلوماسي في المنطقة لرويترز -أطلعه مسؤولون غربيون مشاركون في المحادثات النووية على تطوراتها- إنه سيتم في فيينا هذا الأسبوع إعلان "اتفاق يوضح التزامات طهران وواشنطن من أجل إحراز تقدم".
الموقف الأوروبي
وكان مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال أمس إن إيران على استعداد للعودة إلى الالتزام الكامل لمقتضيات الاتفاق النووي، وإن المنشآت النووية الإيرانية هي الأكثر خضوعا للمراقبة في العالم.
وأضاف بوريل أن إيران مستعدة للوفاء بتعهداتها إذا التزمت واشنطن الشق الاقتصادي للاتفاق، وأخذت بالاعتبار الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإيراني جراء الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق.
وأشار إلى أنه كلما تأخر التوصل إلى اتفاق تعاظمت فرص إيران لتصبح قوة نووية، لذلك فإن الاتفاق هو السبيل الوحيد للحيلولة دون ذلك.
وانطلقت مفاوضات غير مباشرة بداية أبريل/نيسان الماضي في العاصمة النمساوية فيينا بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها الأوروبيون وبقية الموقعين على الاتفاق المبرم عام 2015 بغية منع طهران من تطوير سلاح نووي.
ويتمثل جوهر الاتفاق النووي في أن تلتزم إيران اتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي، بما يجعل الحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي صعبا عليها مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة، في حين تنفي طهران دائما السعي لامتلاك أسلحة نووية.