أنباء متضاربة بإسرائيل عن خفض التصعيد.. أكثر من 50 غارة على رفح وخان يونس والمقاومة تواصل القصف

تضاربت الأنباء في إسرائيل بشأن خفض التصعيد ووقف العمليات العسكرية على قطاع غزة، في وقت واصل فيه الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع جوا وبرا وبحرا. في المقابل، استمرت المقاومة الفلسطينية في قصفها الصاروخي، مستهدفة عددا من المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.

وقال مراسل الجزيرة إن طائرات الاحتلال نفذت أكثر من 50 غارة على جنوب قطاع غزة خلال الساعات الماضية، وتسببت إحداها في سقوط شهيدة و5 جرحى في خان يونس ورفح (جنوبي القطاع)، حيث استهدف القصف موقعا للمقاومة وأرضا زراعية.

وفي وقت سابق لهذه الغارات، قال مراسل الجزيرة إن غارات استهدفت غربي النصيرات (وسط قطاع غزة)، وخلفت عددا من المصابين.

أنباء متضاربة

وفي تصريحات له اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستتواصل لأيام قادمة، ملوحا بأن "المعادلة سوف تتغير بعدها".

وأضاف نتنياهو "أعدنا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي سنوات إلى الوراء، والعملية مستمرة مهما تطلب ذلك من وقت".

غير أن القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين في المجلس الوزاري المصغر للحكومة أن العملية في غزة بلغت مرحلتها الأخيرة، كما نقلت وكالة أسوشيتد برس أن الإسرائيليين أبلغوا المسؤولين الأميركيين أن العمليات يمكن أن تنتهي في غضون أيام.

وفي السياق ذاته، لوّح وزير المخابرات الإسرائيلي بأن "الخطوة التالية هي قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة".

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان إن "القتال لن يتوقف حتى نصل إلى تهدئة شاملة وطويلة الأمد".

كما أعلن متحدث باسم الاحتلال أن الجيش سيواصل عملياته في غزة تماشيا مع قائمة أهدافه للساعات الـ24 المقبلة، مضيفا -في تصريحات للإذاعة العسكرية- "نحن لا نتحدث عن وقف لإطلاق النار، نحن نركز على إطلاق النار".

وأقر المتحدث بسقوط 11 قتيلا من الإسرائيليين إثر الهجمات الصاروخية من غزة منذ بداية التصعيد، وأن 3300 صاروخ انطلقت من غزة، وأغلبها من شمال القطاع، واعترضت القبة الحديدية 90% منها، مؤكدا أن "هدفنا هو إضعاف قدرات حماس العسكرية".

وقال "ما دامت هجمات حماس والجهاد الإسلامي متواصلة فلن نبحث خفض التصعيد"، مشيرا إلى أنهما تمتلكان نحو 12 ألف صاروخ من الصعب تدميرها بالكامل".

وأضاف "استهدفنا 3 شقق سكنية لقياديين في حركة حماس في غزة، ومستودعا لتطوير وإنتاج الصواريخ التابع للحركة".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن 270 صاروخا وقذيفة صاروخية أطلقت من غزة على إسرائيل منذ الساعة السابعة من صباح اليوم، معترفا بأن "الصواريخ التي استهدفتنا في هذه الحرب هي الأكبر عددا في تاريخ إسرائيل".

المقاومة ترد

ومقابل تواصل العدوان، تجدد القصف من غزة على أسدود وعسقلان ومجمع أشكول في النقب الغربي وبلدات إسرائيلية عدة متاخمة للقطاع، بينها كيسوفيم.

من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) "نفذنا عملية مشتركة مع سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين لقصف بلدة سديروت وموقع زيكيم". كما قالت سرايا القدس "أطلقنا دفعة صواريخ باتجاه مناطق ياد مردخاي ونتيف هعتسراه شمال قطاع غزة".

وفي وقت سابق، قالت كتائب القسام إنها قصفت حشدا عسكريا قرب مستوطنة "نير عام" المحاذية لقطاع غزة بقذائف الهاون.

وبُثت مقاطع مصورة تظهر آثار قصف صاروخي من غزة استهدف بئر السبع، ومقاطع أخرى لنقل جرحى في قصف على أشكول إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.

وقالت كتائب القسام إن "الضربة الصاروخية التي وجهناها ضد أشكول وأدت إلى مقتل اثنين كانت بصواريخ من طراز "كيو20″ (Q20)".

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش طلب من سكان مجلس أشكول الإقليمي الدخول إلى الملاجئ والمناطق المحصنة، ووقف حركة القطارات بين تل أبيب وبئر السبع بداية من الساعة السابعة مساء بسبب الأوضاع الأمنية.

من جهته، قال مراسل الجزيرة إن صواريخ سقطت على معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوّت في عسقلان مع إطلاق الفصائل الفلسطينية دفعة صاروخية جديدة.

غارات منذ الفجر

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت مصادر محلية إن مقاتلات الاحتلال شنت أكثر من 70 غارة جوية على مناطق شمالي القطاع منذ ساعات الفجر الأولى، كما أكد الجيش أنه بدأ تنفيذ هجمات تستهدف حي الرمال في مدينة غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم موقعا للفصائل الفلسطينية شرق خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، وشقة في مبنى قرب مقر الأونروا، ومقر الجامعات في قطاع غزة.

كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة استهدفت مجمع أنصار الحكومي في حي الكتيبة (غرب القطاع) فجر اليوم، وقصفت أيضا الطوابق العليا من مبنى سكني في حي النصر بغزة.

وقال مراسل الجزيرة إن نحو 60 طائرة أطلقت أكثر من 110 صواريخ على نحو 65 هدفا في قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن استشهاد 220 فلسطينيا، بينهم 61 طفلا و36 امرأة، في حين أصيب نحو 1400 بجروح مختلفة.

استهداف مؤسسات إغاثية وصحية

في غضون ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر مؤسسات أممية باعتزامه قصف مدرستي البراق والأقصى في قطاع غزة، موضحا أن هاتين المدرستين معدتان لإيواء العائلات، وأن إحداثياتهما موجودة لدى الجهات الدولية.

من جهتها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى مدارسها في قطاع غزة هربا من القصف الإسرائيلي.

وكان المتحدث باسم وكالة الأونروا قال للجزيرة إن مراكز الوكالة تستطيع إيواء 50 ألف شخص، ولكن الأعداد قد تزيد على ذلك.

وعلى الصعيد الطبي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدوة إن الوزارة تواجه أزمة حقيقية في ما يتعلق بالأدوية والمستهلكات الطبية وسيارات الإسعاف، وبحاجة فورية لمساعدات الإغاثة الدولية.

وأضاف القدوة أن الانتهاكات والاستهدافات الإسرائيلية طالت حتى الآن 21 مؤسسة صحية، مما تسبب في إعاقة عمل هذه المؤسسات وإعاقة وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق الاستهداف.

من جانبها، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المناطق تحسبا لوقوع مواجهات على نقاط التماس في الضفة الغربية وداخل مناطق الخط الأخضر.

المصدر : الجزيرة + وكالات