فرض الطوارئ في اللد.. إسرائيليون يهاجمون الفلسطينيين وحملة اعتقالات داخل الخط الأخضر

اعتدى مئات الإسرائيليين -الأربعاء- على الفلسطينيين بضواحي تل أبيب والعديد من المدن والبلدات العربية داخل الخط الأخضر، بينما أعلن الاحتلال حالة الطوارئ في مدينة اللد.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية أنّ عشرات الإسرائيليين اعتدوا على المواطنين العرب في مدينة بات يام قرب تل أبيب، مما أدى لإصابة أحدهم بجروح خطيرة.
كما شهدت اللد مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، بحسب شهود عيان. وأشار الشهود إلى أنّ مئات الإسرائيليين هاجموا منازل المواطنين العرب في المدينة، وتصدى لهم الشبان العرب.
وقال أحد شهود العيان إنّ المعتدين الإسرائيليين وضعوا إشارات على المنازل العربية، حتى يتسنى لهم تمييزها عن المنازل الإسرائيلية، ومهاجمتها.
وتشهد مدن وبلدات عربية أخرى في إسرائيل مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين، خاصة مدينتي عكا وطبريا، بحسب قناة كان.
وأشارت القناة إلى وجود إصابات خطيرة في صفوف إسرائيليين إثر مواجهات مع العرب في مدينة عكا.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت مدن مختلطة في إسرائيل احتجاجات كبيرة نصرة للقدس والمسجد الاقصى، واعتقلت الشرطة عشرات الفلسطينيين في اللد والرملة وعكا وغيرها.
ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ في مدينة اللد قرب تل أبيب بعد اندلاع اشتباكات بين فلسطينيي الداخل وإسرائيليين في عدد من المدن والبلدات داخل الخط الأخضر.
وقال نتنياهو في بيان نشره مكتبه صباح اليوم الأربعاء إنه أعطى الضوء الأخضر لإعلان حال الطوارئ في اللد، كما وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنفسه مساء اليوم الأربعاء إلى المكان.
وأضاف أنه يزور مدينة عكا "لوضع حد للفوضى، وسنعيد سيادة الحكم والنظام بقوة الذراع إذا اقتضت الضرورة".
وقال "نحن في صراع على عدة جبهات، ونقوم بالرد بشكل متصاعد".
من جهته، ندد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين اليوم بما وصفه بأنه "اعتداء منظم ضد اليهود نفذته عصابة عربية متعطشة للدماء" في مدينة اللد.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن رجلا وفتاة قتلا اليوم في مدينة اللد أثناء وجودهما داخل سيارة أصابها صاروخ أطلق من قطاع غزة، وأعلنت أن مدينة اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي تحولت في الساعات الأخيرة "مسرحا لأعمال شغب ترتكبها الأقلية العربية".
تعزيزات واعتقالات
ولدعم الشرطة المحلية نشرت السلطات الإسرائيلية 16 سرية من شرطة الحدود من الضفة الغربية المحتلة إلى اللد "لمواجهة العنف"، في وقت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نيرانا أضرمت في 3 معابد يهودية وعدة متاجر عدة في اللد.
وقال رئيس بلدية اللد يائير ريفيفو لتلفزيون القناة الـ12 الإسرائيلية "لقد فقدنا السيطرة على المدينة والشوارع"، وذلك بعد عدة ليال من المواجهات العنيفة.
وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على العشرات خلال الليلة الماضية في اللد وبلدات تقطنها أغلبية عربية في وسط وشمال إسرائيل، منها أم الفحم على الحدود مع الضفة الغربية، وجسر الزرقاء على ساحل البحر المتوسط.
وكانت بلدات ومدن يسكنها عرب -ومنها اللد ويافا- من بين التي دوت فيها صفارات الإنذار تحذيرا من الصواريخ التي أطلقت من غزة.
وفي يافا القريبة من تل أبيب اشتبك محتجون عرب مع الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت قنابل صوت لتفريقهم مساء أمس الثلاثاء، فيما خرجت مظاهرات عدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، وكذلك في مدن عربية داخل الخط الأخضر بالتزامن مع تدهور الوضع في مدينة اللد.
وفي حيفا ويافا والناصرة رفع المحتجون العرب الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات دعما للفلسطينيين الذين يواجهون الطرد من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية الذي يدور بشأنه نزاع قضائي منذ فترة طويلة.
وامتدت الاشتباكات إلى عدد من البلدات العربية داخل الخط الأخضر، واعتقلت الشرطة 21 مشتبها بهم خلال احتجاجات عنيفة في جسر الزرقاء ووادي عارة (شمال).
دعوة القسام
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة قال مخاطبا فلسطينيي الداخل "انهضوا يا أهل البيت المبارك، يا حراس فلسطين الأوفياء، وقاوموا عدونا وعدوكم المشترك".
وفي وقت سابق، أفادت مواقع إسرائيلية بأن سكان مدينة سديروت تلقوا رسائل نصية من السلطات الإسرائيلية تأمرهم بالبقاء في بيوتهم وإغلاق الأبواب حتى إشعار آخر، للاشتباه بوقوع حدث أمني على الحدود ومخاوف من تسلل مسلحين.
وفي ظل حالة التصعيد يحضر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بيني غانتس جلسة خاصة للمجلس الأمني المصغر (الكابينت) مساء اليوم.