كورونا.. الصحة العالمية تطلق تحذيرا من السلالة الهندية والصين بلا إصابات جديدة

ارتفع متوسط الإصابات الجديدة في الهند على مدار 7 أيام إلى مستوى قياسي جديد.

أهالي مريض بكورونا في الهند يشترون أنبوبة أكسجين من السوق السوداء لعدم توفرها في معظم المستشفيات (الأوروبية)

أطلقت السلطات الصحية العالمية تحذيرا من أن سلالة كورونا الهندية تشكل مصدرا للقلق على المستوى العالمي، في وقت أعلنت الصين التي ظهر فيها الفيروس أول مرة أنها لم تسجل أي إصابة محلية المنشأ، أما الولايات المتحدة فوسعت تصريح الاستخدام الطارئ للقاح ليشمل فئة الأطفال والمراهقين.

واستمرت مظاهر استحكام أزمة فيروس كورونا في الهند اليوم الثلاثاء إذ ارتفع متوسط الإصابات الجديدة على مدار 7 أيام إلى مستوى قياسي جديد.

وقالت وزارة الصحة الهندية إن الإصابات اليومية الجديدة في الهند الثلاثاء بلغت نحو 330 ألف حالة في حين بلغت الوفيات 3876 حالة. ويبلغ إجمالي الإصابات في الهند حتى اليوم نحو 23 مليونا في حين قارب عدد الوفيات ربع مليون وفاة.

وتظهر إحصاءات لوكالة رويترز أن الهند تتصدر دول العالم من حيث المتوسط اليومي المعلن لعدد الوفيات الجديدة إذ تشهد ثلث الوفيات العالمية المعلنة يوميا. وبلغ متوسط الإصابات في الهند على مدار 7 أيام مستوى قياسيا بتسجيله نحو 391 ألف حالة.

تحذير عالمي

وقالت منظمة الصحة العالمية إن سلالة الفيروس التي اكتُشفت المرة الأولى في الهند العام الماضي أصبحت مصدر قلق عالمي، وإن بعض الدراسات تظهر أنها تنتشر بسهولة أكبر.

ورغم أن دولا من مختلف أنحاء العالم أرسلت أسطوانات أكسجين ومعدّات طبية أخرى إلى الهند لدعمها في أزمتها فإن مستشفيات كثيرة في مختلف أنحاء البلاد لا تزال تعاني نقص الوسائل اللازمة لإنقاذ الأرواح.

وقال مسؤول حكومي إن 11 شخصا توفوا مساء أمس الاثنين في مستشفى حكومي بمدينة تيروباتي بولاية أندرا براديش الجنوبية بسبب تأخر وصول شاحنة الأكسجين.

وقالت جامعة أليجار الإسلامية، وهي من أرقى الجامعات في الهند، إن 16 من أعضاء هيئة التدريس وعددا من المدرسين المتقاعدين والعاملين الذين يعيشون في الحرم الجامعي توفوا بسبب الإصابة بالفيروس.

مستشفيات الهند ومحارق الجثث لم تعد تستوعب العدد الكبير للمصابين والمتوفين بفيروس كورونا (غيتي)

ومما يزيد الضغوط على المنشآت الطبية أن الحكومة طلبت من الأطباء ترقب ظهور أي علامات على الإصابة بالفطر العفني أو (الفطر الأسود) في المرضى المصابين بـ"كوفيد-19″ إذ أبلغت مستشفيات عن زيادة في الإصابات بالمرض النادر الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

واضطر الأطباء إلى تحذير الهنود من استخدام روث الأبقار إذ يعتقدون أنه يقي من "كوفيد-19″، وقالوا إنه لا توجد أدلة علمية على فاعليته وإن استخدامه يهدد بنشر أمراض أخرى.

وفي ولاية جوجارات بغرب البلاد، دأب بعض الهنود على التردد على حظائر الأبقار مرة أسبوعيا لتغطية أجسادهم بروثها وبولها ظنًّا بأنها تعزز المناعة أو تسهم في الشفاء من فيروس كورونا.

لا إصابات جديدة

أما في الصين التي تعدّ البؤرة الأولى للجائحة، فأعلنت اللجنة الوطنية للصحة، اليوم الثلاثاء، عدم تسجيل أي حالة وفاة أو إصابة محلية مرتبطة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت اللجنة -في بيان- إلى أنها تلقت تقارير عن 14 إصابة بكورونا جميعها وافدة من الخارج، وذلك رفع إجمالي المصابين إلى أكثر من 90 ألف حالة، وظل عدد الوفيات عند 4636 شخصا.

وأضافت أن 10 أشخاص غادروا المستشفيات أمس الاثنين ليبلغ إجمالي المتعافين أكثر من 85 ألف شخص.

آثار غير متوقعة

وحذّر المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية من أن جائحة كورونا قد تكون لها آثار غير متوقعة، تؤدي إلى زيادة البدانة بين الأطفال.

وخلص تقرير صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية نشر اليوم الثلاثاء إلى أن إغلاق المدارس بسبب الوباء قد يكون له آثار سلبية في التغذية والتمارين البدنية للأطفال، إذ تفوتهم وجبات الغداء في المدرسة والأنشطة المدرسية.

إغلاق الفصول الدراسية والاعتماد على التعليم عن بعد حرم الأطفال من الوجبات الصحية والأنشطة المدرسية المفيدة (الأوروبية)

وقال هانز كلوغ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا "يمكن أن يؤدي (كوفيد-19) إلى زيادة أحد أكثر المسارات إثارة للقلق في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية، ألا وهو زيادة البدانة لدى الأطفال".

وأضاف كلوغ أن زيادة الوزن والسمنة مرتبطتان بأمراض تهدد الحياة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان.

شريحة جديدة

وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أمس الاثنين إنها وسعت تصريح الاستخدام الطارئ لاستخدام لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer- BioNTech) المضاد لفيروس كورونا ليشمل الأطفال والمراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما.

واقتصرت الموافقة سابقا على إعطاء اللقاح الذي طورته شركة بيونتك الألمانية لصناعة اللقاحات وشريكتها الأميركية فايزر، في البلاد على الأشخاص الذين لا تقل أعمارهم عن 16 عاما.

ووصفت مفوضة إدارة الغذاء والدواء بالإنابة جانيت وودكوك التوسع بأنه "خطوة مهمة في مكافحة جائحة (كوفيد-19)".

وأبلغت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد بتسجيل نحو 1.5 مليون حالة إصابة بـ"كوفيد-19″ بين السكان الذين تراوح أعمارهم بين 11 و 17 عاما منذ بداية الجائحة.

إحصاءات

وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم بلغ نحو 159 مليونا حتى صباح اليوم الثلاثاء، في حين بلغ عدد جرعات اللقاحات التي أعطيت في مختلف أرجاء العالم 1.32 مليار جرعة.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، صباح الثلاثاء، أن إجمالي الإصابات بلغ 158 مليونا و957 ألف حالة.

كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 95 مليونا، في حين ارتفع إجمالي الوفيات إلى 3 ملايين و303 آلاف حالة.

وفي ما يتعلق بإعطاء اللقاحات، أظهرت البيانات المجمعة لوكالة "بلومبيرغ" للأنباء أن نحو 1.32 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس أعطيت في أنحاء العالم.

المصدر : الجزيرة + وكالات