كورونا.. أوروبا تواصل العودة للحياة الطبيعية وإصابات الهند تنخفض عن ذروتها
تزايدت الدعوات إلى فرض إجراءات عزل عام في الهند مع استمرار تسجيل إصابات ووفيات بفيروس كورونا قرب مستويات قياسية
تواصل دول أوروبا، وعلى رأسها إسبانيا، تخفيف القيود المرتبطة بكورونا وعودتها التدريجية إلى "الحياة الطبيعية"، في وقت ما تزال الهند تعاني من موجة عالية من الإصابات رغم انكسار حدتها اليوم الاثنين، في حين تتعامل كل دولة بطريقتها الخاصة مع تطبيق إجراءاتها الاحترازية وفرض عقوبات على المخالفين تحمل بعضها صفة الطرافة.
وفي وقت تتكثّف حملات التلقيح، بدأت دول أوروبية عدة نهاية الأسبوع الفائت رفع بعض القيود المفروضة منذ أشهر على أمل احتواء أعداد الإصابات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل أدى الاحتفال المبكر بالانتصار على كورونا في الهند إلى الموجة الفتاكة؟
بعد الهند.. هل تكون الموجة الفتاكة القادمة من كورونا في أفريقيا؟
مرحلة ما بعد كورونا.. هل تنجح السياسات الاقتصادية المستقبلية في مواجهة تداعيات الوباء؟
وهبّت رياح الحرية أمس الأحد مع إنهاء حال الطوارئ الصحية في إسبانيا، حيث بات بإمكان السكان أخيرا الخروج من مناطقهم أو التجمع في الشارع مساءً.
في مدن عدة في البلاد، علت الهتافات والتصفيق والموسيقى عند منتصف ليل السبت موعد انتهاء القيود المفروضة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي ورفع حظر التجوّل في معظم المناطق.
أما في بريطانيا، يُتوقع أن يؤكد رئيس الوزراء بوريس جونسون اليوم الاثنين تخفيف القيود المرتبطة بالوباء، مستندا إلى تحسن الوضع الصحي، وفق ما أعلن مكتبه الإعلامي الأحد.
وفي ألمانيا، بات أكثر من 7 ملايين شخص تلقوا اللقاح، يستفيدون من تخفيف القيود الصحية الصارمة. وسيسمح لهم هذا الأمر بالتجمع وبالدخول إلى أي متجر كان دون تقديم فحص سلبي، كما هي الحال في الوقت الراهن لسائر المواطنين، باستثناء المتاجر التي تُعتبر "أساسية" مثل متاجر الأغذية والصيدليات.
في مدن عدة بمنطقة بافاريا في جنوب ألمانيا، تفتح الحانات والمطاعم باحاتها الخارجية الاثنين. وكذلك في ميلانو بشمال إيطاليا، يعيد مسرح "لا سكالا" الشهير فتح أبوابه أمام الجمهور اليوم.
وتُعيد جزيرة قبرص المتوسطية فتح حدودها الاثنين أمام السياح الملقّحين الوافدين من 65 بلدا.
شكوك حول أسترازينيكا
ومع بدء عودة أوروبا للحياة الطبيعية تترك الشكوك تحوم حول إستراتيجيتها في حملات التلقيح ضد فيروس كورونا بعد إعلانها عدم تجديد طلبياتها من لقاح أسترازينيكا.
ولم يجدّد الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن عقده للحصول على مزيد من جرعات لقاح أسترازينيكا لفترة ما بعد يونيو/حزيران المقبل، وفق ما أعلن أمس الأحد المفوض الأوروبي تييري بروتون.
وبهذا التصريح، ترك المسؤول الأوروبي الشكوك تحوم حول ما إذا كان هذا القرار يعني رفضا نهائيا للقاح أسترازينيكا. وقال "لم ينته الأمر بعد، انتظروا"، مضيفا "لقد بدأنا" تجديد العقود مع "فايزر-بيونتك" لكن "ستكون لدينا (عقود) أخرى".
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين السبت إبرام عقد جديد لشراء ما يصل إلى 1.8 مليار جرعة من لقاح "فايزر-بيونتك".
وأضافت أن "عقودا أخرى وتقنيات أخرى ستلي". وينصّ العقد مع المختبرين الألماني والأميركي المتحالفين في إنتاج اللقاح، على عمليات تسليم اعتبارا من هذا العام وصولا إلى عام 2023.
ويتوجه خبراء من وكالة الأدوية الأوروبية الاثنين إلى روسيا، لتفقّد مصانع لقاح "سبوتنيك-في" الذي لم يُرخّص له بعد في الاتحاد الأوروبي رغم أن المجر بدأت باستخدامه.
دعوات للإغلاق في الهند
تزايدت الدعوات إلى فرض إجراءات عزل عام في الهند مع استمرار تسجيل إصابات ووفيات بفيروس كورونا قرب مستويات قياسية اليوم الاثنين، مما يزيد الضغط على حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وسجلت وزارة الصحة أكثر من 366 ألف إصابة جديدة بالفيروس إلى جانب 3754 وفاة، في انخفاض عن المستويات القياسية التي سجلتها في الأيام الماضية، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 22 مليونا والوفيات إلى أكثر من 246 ألفا.
وفي الوقت الذي تواجه فيه العديد من المستشفيات نقصا حادا في الأسرّة والأكسجين وبينما تكتظ المشارح والمحارق بجثث الموتى، يرى خبراء أن الأعداد الحقيقية للضحايا أكبر بكثير مما يجري تسجيله.
وفرضت العديد من الولايات قيود إغلاق صارمة خلال الشهر الماضي، في حين فرضت ولايات أخرى قيودا على السفر وأغلقت دور السينما والمطاعم والحانات ومراكز التسوق.
غير أن الضغط من قبل مؤسسات طبية هندية ما يزال يتزايد على مودي لإعلان إجراءات إغلاق شامل في أنحاء البلاد، كما فعل خلال الموجة الأولى من تفشي المرض العام الماضي.
وأعطت الهند، أكبر منتج للقاحات في العالم، حتى الآن اللّقاح بجرعتيه لـ2% فقط من سكّانها.
عقوبة طريفة
وبينما تتعامل كل دولة بطريقتها الخاصة مع تطبيق إجراءاتها الاحترازية وفرض عقوبات على المخالفين، عاقبت الشرطة في العاصمة الكمبودية منتهكي حظر التجول الذي يبدأ في الثامنة مساء حتى الخامسة صباحا، والذي تم فرضه لاحتواء وباء كورونا، من خلال إجبارهم على الركض.
وجاءت العقوبة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من موجة لتفشي فيروس كورونا سجلت فيها ما يقرب من 20 ألف حالة في أقل من 3 أشهر. وتم تسجيل نحو 500 حالة جديدة اليوم الاثنين.
واعتقلت الشرطة وغرَّمت مئات الأشخاص لخرقهم قواعد مكافحة الفيروس، وأسفرت عدة قضايا عن أحكام بالسجن. في حين أطلق الضباط في منطقة تشروي تشانجفار في شمال شرق العاصمة "بنوم بنه" عقوبة الركض كرادع، حسبما أفاد موقع "كوه سانتيفيب" المحلي.
ووفقا للتقرير، تم إجبار الأشخاص الذين تم ضبطهم يقودون سياراتهم بعد الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة على الركض 10 لفات حول ميدان كبير في المنطقة "لتلقينهم درسا".