مع احتفالات السنة الفارسية الجديدة.. الموجة الرابعة لكورونا تغطي إيران باللون الأحمر
وصل تفشي كورونا في إيران إلى حد غير مسبوق، حيث ارتفع عدد الإصابات من 6 آلاف في مارس/آذار الماضي إلى نحو 22 ألف شخص بأبريل/نيسان الحالي، في حين قال وزير الصحة الإيراني إن "لجام التنين كورونا خرج من أيدينا ونواجه حاليا واحدة من أفظع موجات الفيروس في البلاد".

مع بداية العام الهجري الشمسي 1400 في إيران وعودة العائلات من رحلات عيد النوروز -الذي يصادف 21 مارس/آذار- ارتفعت معدلات تفشي فيروس كورونا في معظم أنحاء البلاد لأسباب منها التجمعات في تلك الرحلات.
وقد وصل تفشي كورونا في إيران إلى حد غير مسبوق، حيث ارتفع عدد الإصابات من 6 آلاف في مارس/آذار الماضي إلى نحو 22 ألف شخص في أبريل/نيسان الحالي، في حين قال وزير الصحة الإيراني الدكتور سعيد نمكي إن "لجام التنين كورونا خرج من أيادينا ونواجه حاليا واحدة من أفظع موجات الفيروس في البلاد".

مدن عالية الخطورة
كما أعلن إيرج حريرجي نائب وزير الصحة أول أمس الأربعاء أن 257 مدينة قد تحولت إلى اللون الأحمر الذي يرمز إلى شدة الخطورة، و129 مدينة للون البرتقالي عالي الخطورة، وتغطت 85% من المدن باللونين.
وخلال اليومين الماضيين تضاعف عدد "المدن الحمراء" إلى 3 أضعاف، ومن الممكن أن يصل عدد الوفيات جراء كورونا إلى 600 شخص في كل يوم.
ويحدث هذا الارتفاع الكبير في الإصابات بعد حالة من الاستقرار شهدتها البلاد قبل بداية عام جديد، حيث كانت 23 مدينة فقط باللون الأحمر والبرتقالي، ولكن مع بداية العام بدأت معدلات الإصابة والوفيات في الارتفاع مع ازدياد رحلات النوروز التي زادت بنسبة 60٪ عن العام السابق وبلغت في بعض المناطق 120٪، بحسب ما أعلنه قائد شرطة الطرقات في إيران.
وبينما يلوم بعض المسؤولين الفئات الشعبية على عدم اتباع البروتوكولات الصحية وانتشار الفيروس في البلاد؛ يلقي البعض باللوم على الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا بسبب سماحها بإقامة الرحلات السياحية على عكس العام الماضي الذي منعت فيه هذه الرحلات.

الفيروس البريطاني المتحور
وصرح نائب رئيس أركان إدارة كورونا بالعاصمة الدكتور نادر توكلي عن سبب الانتشار الواسع للفيروس، حيث أرجعه إلى وجود الفيروس البريطاني المتحور في إيران.
وقال توكلي -في حديثه للجزيرة نت- إننا "في الشهر الماضي واجهنا مخاطرتين في البلد؛ إحداهما هي تجمعات نهاية العام في الأسواق لشراء حاجيات العام الجديد، والأخرى كانت الرحلات بين المدن وزيارات النوروز؛ مما تسبب في انتشار الفيروس بين أقارب من الدرجة الأولى والثانية وتسريع انتشاره.
وتابع توكلي أنه -بسبب التعقيدات الموجودة في طهران ووجود الفيروس المتحور- من الممكن أن يُعلن عن عطلة لمدة أسبوعين، "وهذا هو الحل الوحيد لوقف انتشار الفيروس، وبسبب دخول أكثر من ألف مصاب إلى مستشفيات طهران في كل يوم، لا يبدو تنظيم الوضع سهلا". حسب توكلي.
نقص كبير باللقاحات
وإضافة إلى الرحلات النوروز وعدم مراعاة البروتوكولات الصحية من قبل بعض الأشخاص، فإن قلة لقاح كورونا في البلاد وعدم تلقيح معظم الناس -حتى الطاقم الطبي- قد سرعت عملية انتشار الفيروس.
وبحسب الإحصائيات المتوفرة، فإن معدل تطعيم الإيرانيين حتى الآن لا يتجاوز 1٪، وبحسب المتحدث باسم منظمة الغذاء والدواء، الإيراني كيانوش جهانبور، فإن إيران بحاجة إلى 120 مليون جرعة لقاح للتطعيم.
وقد أشار جهانبور -أول أمس الأربعاء- إلى إنه تم شراء 21 مليون جرعة من اللقاحات الأجنبية حتى الآن وستدخل البلاد تدريجيا، وأنه تم توزيع 895 ألف جرعة في البلاد حتى اللحظة، وسيبدأ الإنتاج الضخم للقاحات الإيرانية في أواخر الربيع.

فرض قيود
وفي الأيام الأخيرة وحسب لون كل مدينة تم فرض قيود من قبل الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا، ويسمح فقط بعمل مجموعة الفئة الأولى ذات اللون الأحمر في الوظائف الضرورية للمجتمع، ويتم إغلاق باقي المحلات لمدة أسبوعين.
كما تم منع أي تجمعات لأكثر من 10 أشخاص، وكذلك السفر من وإلى المدن التي باللون الأحمر، إضافة إلى حظر التجول ما بين الساعة الـ 10 مساء حتى الـ 3 صباحا.
ونظرا لعدم مراعاة بعض أصحاب المحلات وبعض المواطنين للبروتوكولات الصحية؛ من المتوقع أن تشهد البلاد في الأيام القادمة ارتفاعات قياسية في عدد المصابين والوفيات.
أرقام قياسية
وبحسب المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري، تم تسجيل 22 ألف و586 حالة جديدة خلال 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين بكورونا في إيران إلى مليونين و6 آلاف و934 شخصا.
وتم تسجيل 185 حالة وفاة جديدة منذ أول أمس الأربعاء، ليصل عدد الوفيات بكورونا في إيران إلى 63 ألف و884 شخصا حتى الآن.