واشنطن بوست: هل طبيعة مكتب التحقيقات الفدرالي مناسبة لمحاربة الإرهاب الداخلي؟
تحقيقات الإرهاب المحلي المفتوحة تضاعفت عما كانت عليه قبل 4 سنوات لتبلغ اليوم ألفي تحقيق.
![إدانة لأداء مكتب التحقيقات الفدرالي خلال الانتخابات الأخيرة](/wp-content/uploads/2018/06/a3e76fce-07b5-4700-a34a-11161d89df90.jpeg?resize=770%2C513&quality=80)
كتب مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) أن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول قبل 3 أشهر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لم يكن جميعهم إرهابيين محليين لكن بعضهم كانوا كذلك. وعدّ هذا الإرهاب المحلي تهديدا كبيرا للأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال تشك روزنبرغ، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)، إنه نظرا لأن "إف بي آي" ووزارة العدل مسؤولان عن حماية الشعب الأميركي من هذا التهديد، فلا بد من أن نسأل عما إذا كان المسؤولون هناك يستخدمون جميع الأدوات القانونية المتاحة لهم، وما إذا كانت طبيعة "إف بي آي" مناسبة للتصدي لهذا التهديد، وما إذا كانت ثقافته تساعد أو تعيق هذا الجهد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفورين بوليسي: التطرف الداخلي هو الخطر الحقيقي على المجتمع الأميركي
المخابرات الأميركية تحذر من الإرهاب المحلي والشرطة تقبض على رجل قرب مقر إقامة نائبة الرئيس
متطرفون وذئاب منفردة ومليشيات عنيفة.. تقرير استخباري سري يبحث الإرهاب المحلي بالولايات المتحدة
وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى مثال تاريخي للتوضيح، وهو أنه قبل 11 من سبتمبر/أيلول 2001 لم يقم مسؤولو استخبارات الـ"إف بي آي"، خاصة في قضايا مكافحة الإرهاب، بمشاركة المعلومات التي جمعت في تحقيقاتهم بشكل كامل مع زملائهم في التحقيقات الجنائية في المكتب نفسه بسبب "جدار" غامض من التستر حال حتى دون مشاركة المعلومات الكاملة داخل المكتب نفسه وبينه وبين مجتمع الاستخبارات ووزارة العدل.
وكان الجدار -يضيف روزنبرغ- متجذرا في السياسة والقانون. وقد عزز هذا الجدار عادة البيروقراطية والخوف والارتباك داخل وزارة العدل وجعل إف بي آي أقل فعالية، كما سلط الضوء على العجز عن إصلاح الهيكل المعيب. والآن سقط هذا الجدار، فهل ما زالت هناك حواجز أخرى؟ وفقا للكاتب.
وأفاض الكاتب في ذكر مسؤوليات إف بي آي المتعددة، وأن تحقيقات الإرهاب المحلي المفتوحة تضاعفت عما كانت عليه قبل 4 سنوات لتبلغ اليوم ألفي تحقيق.
![أنصار ترامب خلال اقتحام الكابيتول](/wp-content/uploads/2021/03/h_56696153.jpg?w=770&resize=770%2C513)
ومع ذلك يرى الكاتب أن العوامل التي ساهمت في بناء هذا الجدار -العادات والخوف والارتباك- لا تزال موجودة، كما هو الحال في أي منظمة كبيرة. وسواء كان ذلك يتجلى في عقلية "هذا ما وصلنا إليه" المغضبة والساذجة، أو العجز عن رؤية أوجه القصور الخاصة بها، فهذا هو الجزء السيئ من هذه الثقافة.
ووصف روزنبرغ التوجيهات الداخلية لـ"إف بي آي" مع أحداث الشغب، في ما يتعلق باتساع التحقيقات ومدتها، بأنها كانت مشوشة ومربكة، موضحا أن على عملاء المكتب الخاصين أن يفهموا الحدود والفروق بين "تقييم" مقابل "تحقيق سابق"، والفرق بين تحقيق "أولي" مقابل تحقيق "سابق كامل". وقال إن طرق التحقيق المختلفة مسموح بها تحت كل فئة.
ولذلك يحتاج عميل الـ"إف بي آي" الخاص إلى "غرض مصرح به" لتقييم شيء ما على وسائل التواصل الاجتماعي يستطيع الشخص الجالس في بيته مراجعته بحرية على حاسوبه المحمول.
وهنا تتوارد الأسئلة: هل حققنا التوازن المناسب للتعديل الأول للدستور في هذه الحالة؟ وهل توجيهات التحقيقات الخاصة بالمكتب فضفاضة جدا، ومقيدة فعلا؟ وحتى لو كان التوازن صحيحا، هل الارتباك والخوف يعيقان جهود التحقيق؟ وأخيرا، مع وجود نحو ألفي تحقيق إرهاب محلي مفتوح، هل يعرف المكتب حقا أيها أكثر إلحاحا؟ وهل حوّلت الموارد وفقا لذلك وبطريقة مستدامة؟ وهل طلبت المساعدة لتغطية الأمور الأكثر إلحاحا بشكل كامل؟
وأردف روزنبرغ بأن طلب المساعدة يعدّ علامة على القوة، على الرغم من أنه ينظر إليه في البيروقراطية غالبا على أنه علامة على الضعف.
واختتم مقاله بأنه قبل 11 من سبتمبر/أيلول فشلت أجهزة الدولة في تفكيك الجدار، وهذا كان خطأ. وتساءل "هل توجد نقاط ضعف مماثلة الآن -العادات والخوف والارتباك- تثقل كاهل مكتب التحقيقات الفدرالي في جهوده لإحباط الإرهاب المحلي؟".