غارديان: صورة ماكرون كرجل خارق بدأت تتلاشى مع تزايد حالات كوفيد في فرنسا

French President Emmanuel Macron, wearing a protective face mask, accompanies Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi (not seen)after a meeting at the Elysee Palace in Paris during his official visit to France, December 7, 2020. REUTERS/Gonzalo Fuentes
الرئيس إيمانويل ماكرون (رويترز)

انتقد الأكاديمي بكلية لندن الجامعية فيليب مارليير الرئيسَ إيمانويل ماكرون بأن صورته كرجل خارق "سوبرمان" بدأت تتلاشي مع تزايد حالات كوفيد-19 في فرنسا.

وأشار مارليير، أستاذ السياسة الفرنسية والأوروبية، في مقال بصحيفة غارديان (Guardian) إلى إعلان ماكرون هذا الأسبوع بأن فرنسا "في سباق مع الزمن" ضد الفيروس، وذكر أنه في محاولته للحد من ارتفاع أعداد الحالات (المصابة) فرض إغلاقا وطنيا يمتد ليشمل إجراءات الدولة بأكملها التي كانت موجودة بالفعل في 19 مقاطعة.

وأردف بأنه على الرغم من إصرار ماكرون على أن فرنسا لم تفقد السيطرة، فقد اعترف بأنه "لا يمكننا إنكار ذلك أيضا".

وعلق الكاتب على ذلك بأن الرئيس قد لا يكون في حالة إنكار، لكن يبدو أن الوضع في بعض المناطق خارج عن السيطرة. فقد وصل عدد الحالات اليومية إلى 59 ألفا مقارنة مع 4000 حالة في بريطانيا.

وقال إن اعتراف ماكرون بحجم وشدة أزمة الوباء يشير إلى تغيير ملحوظ في الموقف. فعندما أجريت معه مقابلة في اليونان قبل نحو 10 أيام أقر بأن أوروبا "تفتقر إلى الطموح" في برنامج التطعيم الخاص بها، لكنه كرر أنه لا يرى أي سبب لإلزام فرنسا بإغلاق وطني جديد.

وانتقد كثيرون عملية اتخاذ ماكرون الغامضة للقرار، حيث قارنوا أسلوب قيادته "الغريب" بنهج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اعترفت بأخطائها السياسية وتشاورت مع زعماء المنطقة.

ولم يسعفه تصويره كقائد استفاد من العلم بشأن الفيروس وأصبح خبيرا بهذا المجال، كما قال عنه وزير التعليم جان ميشيل بلانكي إنه "اكتسب خبرة حقيقية" بعلم الأوبئة، في حين أعلن رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيرون أنه "يمكنه بسهولة كتابة أطروحة دكتوراه عن كوفيد-19".

وتابع الكاتب أن هذا المستوى من التملق جعل الناس أقل ترجيحا للثقة في إستراتيجية ماكرون، وقد استُهزئ به على تويتر باعتباره سوبرمان منتظرا، أي رجل دولة عالم قادر على صنع المعجزات. وكما تظهر حالات كوفيد المتزايدة في فرنسا، لا يمكن أن تكون هذه الصورة أبعد من الواقع.

واختتم مارليير مقاله بأنه قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية المقبلة يشعر ماكرون بالقلق من تقلب الرأي العام الفرنسي ويخشى أن يلجأ الناخبون إلى مارين لوبان واليمين المتطرف بأعداد كبيرة. ومع ذلك فإن سوء إدارته للوباء والغرور الضائع قد يكونان في مصلحة لوبان.

المصدر : غارديان