حليف مهم ولكن.. بلينكن يرسم خطوط العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا

U.S. Secretary of State Blinken holds videoconference with government leaders in Kenya from the State Department in Washington
حديث بلينكن جاء في مؤتمر صحفي افتراضي بمركز الصحافة الأجنبية (رويترز)

حدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خطوط العلاقة بين واشنطن وأنقرة، وتحدث -خلال مؤتمر صحفي افتراضي بمركز الصحافة الأجنبية- عن أهم الملفات التي تجمع البلدين الحليفين، ونقاط الخلاف بينهما.

وأشار الوزير الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى تركيا على أنها حليف مهم في المنطقة، لكن ذلك لن يمنع من فرض عقوبات عليها في حال شراء أسلحة روسية.

وتوترت العلاقات الأميركية التركية بسبب قضايا من بينها شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" (S-400)، وكذلك خلافات سياسية بشأن سوريا وحقوق الإنسان وقضية أمام المحاكم الأميركية تستهدف بنك خلق الذي ترجع معظم ملكيته للحكومة التركية.

من جانبها، عبرت أنقرة عن غضبها من تسليح الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وعدم تسليم المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في أميركا، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلاب عام 2016.

وتعرضت العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة -العضوين في حلف شمال الأطلسي (NATO)- لاختبار جديد في مطلع الأسبوع بعد أن اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الأحداث المتعلقة بالأرمن في عام 1915 ترقى إلى حد "الإبادة الجماعية"، مما أثار غضب أنقرة.

حلفاء في الناتو

وأكد وزير الخارجية الأميركية أن تركيا حليف مهم لواشنطن في حلف شمال الأطلسي، وعبّر عن أمله في أن يتمكن الجانبان من حل خلافاتهما، وقال "تجمعنا العديد من المصالح الإقليمية المشتركة والمصالح العالمية".

وقال بلينكن إن الرئيس جو بايدن أجرى محادثة جيدة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وهناك العديد من القضايا والمجالات التي يتشاركان ويعملان فيها عن كثب.

وأشار إلى وجود خلافات بين البلدين "لكننا ندين لتركيا احترامها لهذه الخلافات بشكل واضح ومباشر وصادق كما نتوقع منها، وهذا ما يميز علاقتنا".

منظومة "إس-400"

وتطرق الوزير الأميركي إلى منظومة الدفاع الصاروخي (إس-400) التي اشترتها تركيا من روسيا، مشيرا إلى أن موقفهم في هذا الموضوع واضح وأنه ينبغي ألا يكون مفاجئا لأحد، على حد تعبيره.

إعلان

وقال إن الصفقة جاءت مغايرة لكافة الوعود التي مُنحت بشكل مباشر، فكافة الحلفاء تعهدوا -في قمة الحلف عام 2016 بالعاصمة البولندية وارسو- بأنهم سيقللون الاعتماد على المعدات الروسية، مشيرا إلى أن شراء المنظومة يشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة، وللتكنولوجيا العسكرية المتحالفة، وللأفراد، كما أنها في نفس الوقت تقوض التماسك داخل الناتو.

وتابع أن المنظومة تلحق ضررا كبيرا بإمكانية التشغيل البيني اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجه الحلف، لافتا إلى أن تلك المنظومة مهدت الطريق أمام قطاع الدفاع بروسيا، وجيشها للوصول إلى تركيا.

وقال إن بلاده فرضت عقوبات على تركيا بسبب تلك الصفقة بموجب قانون كاتسا (مكافحة خصوم الولايات المتحدة عن طريق العقوبات)، معربا عن أمله في أن تجد أنقرة مخرجا بخصوص تلك الصفقة.

وقبل العقوبات، كانت الولايات المتحدة علقت مشاركة تركيا في برنامج إنتاج الطائرة الحربية الأميركية المتطورة "إف-35" (F-35)، معتبرة أن صواريخ إس-400 قد تسهم في خرق أسرارها التكنولوجية.

كومبو يجمع اردوغان وبايدن
بايدن (يسار) أبلغ نظيره التركي في مكالمة هاتفية عن نيته الحديث عن قضية الأرمن (وكالات)

الأرمن

وعلى صعيد آخر، قال بلينكن إن اعتراف الرئيس بايدن بأحداث عام 1915 على أنها "إبادة جماعية" لا يهدف لإلقاء أي لوم على تركيا، موضحا أن الأمر ليس مفاجئا لأن بايدن عبّر عن وجهات نظره التي يتبناها منذ سنوات عديدة.

وقال إن الرئيس أشار إلى أن الاحتفال بيوم الذكرى هو تكريم للضحايا، وليس لتوجيه اللوم، وبالطبع، "ما ركزنا عليه يتعلق بالأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة من الخلافة العثمانية".

واعترف الرئيس الأميركي جو بايدن السبت بالإبادة الأرمنية، في خطوة أثارت غضب تركيا التي استدعت السفير الأميركي احتجاجا على ذلك الاعتراف.

المصدر: وكالات

إعلان