بينها احتمال انهيار الحكومة والجيش واندلاع حرب أهلية.. تحذيرات أميركية بشأن مستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال إن الولايات المتحدة تنهي التزامها العسكري تجاه أفغانستان لكنها لا تنهي التزامها بالمساعدة الأمنية والمدنية والإنسانية

Joe Biden and Lloyd Austin at Fort Bragg, North Carolina, April 2008
بايدن تعهد بسحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول سبتمر/أيلول القادم (رويترز)

اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي -اليوم الأربعاء- أنه من المستحيل التنبؤ بمستقبل أفغانستان في المرحلة القادمة، وأشار إلى مخاطر "سقوط كابل"، مؤكدا أن ذلك "ليس نتيجة محسومة"، فيما تستمر الاستعدادات على قدم وساق للانسحاب من هذا البلد بعد نحو 20 عاما من الحرب.

وقال الجنرال ميلي -خلال مؤتمر نظمه "معهد ماكين" (McCain Institute)- إن "هناك مجموعة من النتائج المحتملة، بعضها سيئ للغاية، والبعض الآخر أقل سوءا".

وأضاف العسكري الأعلى رتبة في الجيش الأميركي -بأول حديث عام منذ إعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب الكامل للجيش من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول- أنه "في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".

وتابع "من جهة ثانية، يوجد جيش قوي من 350 ألف رجل". وشدد أنه "توجد اليوم حكومة أفغانية، وهي تشن عمليات ضد طالبان منذ فترة طويلة".

وقدّر مارك ميلي -بناءً على ذلك- أن "سقوط كابل ليس نتيجة محسومة" على غرار سقوط سايغون بعد سويعات من مغادرة القوات الأميركية فيتنام عام 1975.

ورغم ذلك، أشار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى أن "هناك مجموعة واسعة من النتائج المحتملة" وقال "اليوم أتردد في التنبؤ… علينا أن نراقب كيف سيتطور الوضع".

التزامات

من جهته أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الولايات المتحدة تنهي التزامها العسكري تجاه أفغانستان، لكنها لا تنهي التزامها بالمساعدة الأمنية والمدنية والإنسانية لحماية حقوق المرأة.

وبحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا مسألة الانسحاب من أفغانستان.

وناقش المسؤولان في اتصال هاتفي أهمية الاستقرار الإقليمي ورغبة الولايات المتحدة وباكستان في العمل معا على الأهداف المشتركة.

وأمرت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء بمغادرة الطاقم غير الأساسي من سفارتها في كابل، وهو ما يسلط الضوء على التهديدات المتزايدة مع استعداد الجيش الأميركي لمغادرة البلاد بعد 20 عاما من الحرب.

وتعتزم الحكومة الأميركية سحب كلّ قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول القادم، وهو تاريخ الذكرى الـ20 لهجمات عام 2001.

تأمين الانسحاب

وأرسل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قاذفتين إضافيتين من طراز "بي-52" (B-52) إلى الخليج، ومدّد مهمة حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" (USS Dwight D. Eisenhower) في المنطقة، وذلك لتأمين الانسحاب المقرر لقوات التحالف الدولي من أفغانستان، بحسب ما أعلن البنتاغون.

ولم يستبعد البنتاغون إرسال تعزيزات أخرى للمشاركة في العملية اللوجستية الهائلة المتمثلة بسحب نحو 2500 عسكري أميركي، يضاف إليهم أكثر من 16 ألف متعاقد مدني مع تجهيزاتهم.

علاوة على ذلك، سيشمل الانسحاب قرابة 7 آلاف عسكري من حلف شمال الأطلسي يعتمدون -إلى حد بعيد- على الجيش الأميركي في نقل العديد والعتاد.

ولم يستبعد السكرتير الصحفي لدى وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي "احتمال أخذ إجراءات إضافية مؤقتة لحماية القوات"، مشيرا إلى أنه إذا كانت الآليات المدرعة الأكثر تطورا ستُسحب من أفغانستان عن طريق الجو؛ فإن مدرعات أخرى لن تُسحب من هذا البلد، بل ستُعطى للجيش الأفغاني.

وأعلنت دول الحلف الأطلسي أنها ستباشر سحب قواتها المنتشرة في إطار مهمة التحالف في أفغانستان بحلول 1 مايو/أيار، على أن تنجزها "في غضون بضعة أشهر".

وأمس الثلاثاء قال مبعوث الولايات المتحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن الولايات المتحدة تساعد الحكومة الأفغانية في إيجاد متعاقدين ليحلوا محل المتعاقدين الأميركيين الذين يقدمون خدمات حيوية للحكومة، لكن يجب أن يغادروا أفغانستان بموجب اتفاق عام 2020 بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وقال خليل زاد -للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي- "يبحث الأفغان بمساعدتنا عن آخرين ليكونوا قادرين على تقديم تلك الخدمة لهم، ونحن ندعمهم بوضوح لإيجاد بدائل".

المصدر : الجزيرة + وكالات