أربع بؤر توتر قد تشعل حربا بحرية بين أميركا والصين

Chinese Navy's destroyer Taiyuan takes part in a naval parade off the eastern port city of Qingdao, to mark the 70th anniversary of the founding of Chinese People's Liberation Army Navy
استعراض لإحدى مدمرات البحرية الصينية (رويترز)

قال ضابط أميركي إن بإمكانه تمييز أربع مناطق بحرية تمثل "بؤر توتر"، بين الصين من جهة وأميركا وحلفائها من جهة أخرى وقد تتطور الأمور فيها إلى حرب بين الطرفين.

وبدأ الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس مقاله الذي نشره بموقع بلومبيرغ (Bloomberg) الأميركي باستطراد تطور الصراع البحري بين الولايات المتحدة والصين منذ منتصف السبعينيات إلى الآن.

وقال الضابط إن آخر شيء كان يمكن أن يخطر على باله في أول رحلة له في البحر في السبعينيات هو أن تمثل الصين تهديدا لأميركا في البحر، مضيفا أن تلك الرحلة استمرت 6 أشهر في مياه غرب المحيط الهادي وطاف فيها حول شمال أستراليا وسنغافورة وهونغ كونغ وتايوان.

ولفت إلى أن بحرية الصين الشيوعية، كما كانوا يسمونها، كانت تقتصر على قوة ساحلية في تلك الأيام، ولم تكن السفن والطائرات التابعة لبحرية "جيش التحرير الشعبي الصيني ببساطة منافسًا ذا شأن يذكر لأميركا"، على حد تعبيره.

لكن الأمور تغيرت بشكل ملحوظ، وفقا للكاتب الذي يتابع قائلا: "على مدى مسيرتي البحرية، راقبت الصين وهي تحسن بروية ودقة وذكاء كل جانب من جوانب قدراتها البحرية"، مشيرا إلى أن ذلك الاتجاه تسارع بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث ضاعفت الصين عدد سفنها الحربية المتطورة، ونشرتها بقوة في جميع أنحاء المنطقة، وبنت جزرًا اصطناعية لاستخدامها كقواعد عسكرية في بحر جنوب الصين.

واستنتج الأدميرال المتقاعد أن الصين بذلك أصبحت الآن ندا حقيقيا للولايات المتحدة في تلك المياه، وهو ما ينطوي على مخاطر حقيقية، حسب رأيه.

وهنا حدد الكاتب 4 مناطق بحرية متميزة قال إنها "بؤر التوتر"، قد تقوم فيها البحرية الصينية بمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها وأصدقائها، وهي مضيق تايوان، واليابان وبحر شرق الصين ومنطقة بحر جنوب الصين، ناهيك عن مياه أبعد كمياه جيران الصين الآخرين، بما في ذلك إندونيسيا وسنغافورة وأستراليا والهند.

وتظل تايوان، وفقا للكاتب، هي الأولوية الإقليمية القصوى للجيش الصيني، وهدفه للسيطرة عليها يشمل ضمان قدرته على التحكم في البحر وإظهار القوة في المياه التي تحيط بهذه الجزيرة، وقد قطع الرئيس الصين شي جين بينغ على نفسه وعدا وأيده في ذلك قادة الحزب الشيوعي بأن يعيدوا تلك "المقاطعة المنشقة" إلى البلد الأم.

ولا تبعد تايوان عن الصين سوى 400 كيلومتر بينما تبعد عن الولايات المتحدة حوالي 13 ألف كيلومتر، ولئن كان ثمة شبه إجماع في الكونغرس على الدفاع عن تايوان، فإن السياسة الأميركية في هذا الشأن تقوم منذ أمد بعيد على ما يسمى "الغموض الإستراتيجي" وينبني على دعم تايوان عسكريا دون التزام رسمي بالدفاع عنها، مما يعد "أمرا غامضا بشكل خطير"، وفقا للكاتب.

وإذا ما أرادت الصين أن تنهي قضية استقلال تايوان بطريقة عسكرية، فسيكون هدفها الأساسي هو جعل الولايات المتحدة غير قادرة على الدفاع عن الجزيرة، وذلك باستخدام تدابير دفاعية لإبقاء البحرية الأميركية -التي تعاني أصلا من انتشارها على مناطق مترامية الأطراف- بعيدة قدر الإمكان.

ومن بين 4 نقاط اشتعال بحرية محتملة في شرق آسيا، تظل تايوان الأكثر خطورة والأكثر احتمالًا للانفجار.

ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة ستحتاج، في حالة نشوب صراع عسكري مع الصين في أي من البؤر المذكورة، أن تعتمد على حلفائها اليابانيين والهنود والأستراليين والتايلنديين كما أن الصين ستضطر لتخصيص قوة بحرية تضمن لها استمرار تدفق إمداداتها النفطية عبر شمال المحيط الهندي.

المصدر : بلومبيرغ