مخاوف على حياته.. أنصار المعارض الروسي نافالني يعتزمون التظاهر وتحذيرات غربية لموسكو
من المقرر تنظيم الاحتجاجات، التي تعتبرها موسكو غير قانونية وفضتها في السابق بالقوة، في اليوم نفسه الذي يلقي فيه الرئيس فلاديمير بوتين خطابا سنويا للنخبة السياسية

قال أنصار المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني إنهم يخططون لما يأملون أن يكون أكبر احتجاجات في الشوارع في تاريخ روسيا الحديث، الأربعاء المقبل، وذلك بسبب تدهور صحة نافالني الذي دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف حبسه، في حين حذرت أميركا والاتحاد الأوروبي موسكو من مغبة ترك نافالني يموت بالسجن.
وكتب أنصار المعارض الروسي، في بيان على موقع نافالني على الإنترنت، يعلنون فيه عن خططهم للاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد أن "الأمور تتطور بسرعة كبيرة وبشكل سيئ جدا… ولم يعد بإمكاننا الانتظار والتأجيل، فالوضع المتطرف يتطلب قرارات متطرفة".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsفيلم نافالني عن قصر بوتين يحظى بـ 100 مليون مشاهدة
من وراء القضبان.. نافالني يدعو إلى تحرير روسيا من "حكامها اللصوص"
ومن المقرر تنظيم الاحتجاجات، التي تعتبرها السلطات الروسية غير قانونية وفضتها في السابق بالقوة، في اليوم نفسه الذي يلقي فيه الرئيس فلاديمير بوتين خطابا سنويا إلى النخبة السياسية، وسبق لأنصار المعارض نافالني أن نظموا مظاهرة كبيرة في يناير/كانون الثاني الماضي تطالب بتنحي بوتين وبمحاربة الفساد في البلاد.
إضراب عن الطعام
ونافالني (44 عاما) معارض شرس للرئيس بوتين، بدأ إضرابه عن الطعام يوم 31 مارس/آذار الماضي، احتجاجا على رفض سلطات السجن تقديم الرعاية الطبية الملائمة له بعد إصابته بانزلاق غضروفي مزدوج، وفقا لمحاميه.
وكانت نقابة طبية على صلات بالمعارض الروسي قد قالت أمس السبت إن حالته حرجة في ضوء فحوص طبية أظهرت أن كليتيه قد تصابان بالفشل قريبا مما قد يؤدي إلى سكتة قلبية، في حين تقول سلطات السجن إنها قدمت لنافالني الرعاية الطبية الملائمة، لكنه رفضها وأصر على أن يتولى علاجه طبيب يختاره من خارج السجن، وهو ما رفضته إدارة السجن.
ودعت داشا ابنة أليكسي نافالني، التي تدرس في جامعة ستانفورد الأميركية، السلطات الروسية عبر تويتر اليوم إلى السماح لطبيب يختاره والدها بعلاجه في السجن.
تحذيرات غربية
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "سي إن إن" (CNN) اليوم، إن الإدارة الأميركية أبلغت روسيا بأنه "ستكون هناك عواقب" إذا لقي نافالني حتفه في السجن، كما أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم عن "قلقه البالغ" بشأن التقارير التي تفيد بأن صحة نافالني تتدهور في السجن، ودعا الاتحاد إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عنه".
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بويل في بيان، إن ملف المعارض الروسي مدرج على جدول اجتماع عن بُعد لوزراء خارجية الاتحاد سيعقد غدا الاثنين.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي جو إيف لودريان إن الاتحاد الاوروبي يراقب ملف نافالني عن كثب، محذرا من احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
بالمقابل، قال السفير الروسي في بريطانيا أندريه كيلين لشبكة "بي بي سي" (BBC) التلفزيونية البريطانية، إن بلاده لن تترك نافالني يموت في السجن، وأضاف السفير أن نافالني "يتصرف بطريقة همجية".
وكانت السلطات الروسية قد اعتقلت نافالني في يناير/كانون الثاني الماضي لدى عودته إلى روسيا بعد فترة نقاهة أمضاها في ألمانيا، عقب تعرضه لعملية تسميم اتهم موسكو بالوقوف خلفها، وهو ما نفته السلطات الروسية، وحُكِم على نافالني بالحبس عامين ونصف العام لإدانته بانتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة، وسجن في معسكر بوكروف الواقع على مسافة 100 كيلومتر شرق موسكو.