قمة ثلاثية لبحث التوتر مع موسكو.. روسيا تحذر الناتو وتركيا من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة

أبلغ اثنان من قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية الكونغرس اليوم بأنهما يعتبران التحركات العسكرية الروسية الحالية قرب أوكرانيا "استعراضا للقوة"

Ukraine's President Volodymyr Zelenskiy visits positions of armed forces in Donbass region
الرئيس الأوكراني يتفقد القوات المرابطة عند جبهة القتال مع الانفصاليين شرقي البلاد (رويترز)

حذرت روسيا من تداعيات قيام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن ضمنه تركيا، بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بينما يناقش غدا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مخاطر التصعيد بعد الحشد العسكري الروسي عند الحدود الأوكرانية الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إن موسكو طلبت من أنقرة التخلي عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تحفيز ما وصفتها بالتطلعات الانتقامية لدى أوكرانيا، واعتبرت الخارجية الروسية أن تزويد كييف بالأسلحة والطائرات المسيرة لا يسهم في تسوية الصراع بالطرق السلمية.

وتشهد العلاقات الروسية الأوكرانية تصعيدا على خلفية التوتر العسكري في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وما تسميه كييف الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها روسيا، وحشد قواتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

القمة الثلاثية

من ناحية أخرى، قالت الرئاسة الفرنسية اليوم إن الرئيس ماكرون سيستقبل نظيره الأوكراني زيلينكسي غدا على وجبة الغداء، ويعقدان بعد ذلك محادثة عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية لبحث مخاطر التصعيد عقب حشد روسيا قوات كبيرة عند الحدود مع أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إن القمة الثلاثية ستبحث وضع أرضية لعقد اجتماع لما يسمى "رباعية النورماندي"، وهي مجموعة تضم فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا تشكلت في عام 2014 من أجل حل النزاع الدائر في شرقي أوكرانيا.

ولم تعقد الرباعية أي اجتماع لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.

وتتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن تصعيد التوتر في مناطق شرقي أوكرانيا، إذ تقع اشتباكات بين الجيش الأوكراني وقوات الانفصاليين المدعومين من روسيا، وذلك في نزاع اندلع منذ عام 2014 وتسبب بمقتل 14 ألف شخص.

وفي سياق متصل، بحث الرئيس الأوكراني اليوم مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الحشود العسكرية الروسية شرقي أوكرانيا. وذكر الرئيس زيلينسكي في تغريدة عبر تويتر، أن الاتحاد الأوروبي يتفهم جيدا الأوضاع الراهنة في منطقة دونباس.

كما ندد وزراء خارجية أوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا بالتصعيد العسكري الروسي في شرق أوكرانيا، وطالبوا موسكو بتخفيف التوترات في المنطقة والعودة إلى المفاوضات.

وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا في مؤتمر صحفي مشترك في كييف مع نظرائه في دول البلطيق، إن من المهم أن نوضح لروسيا أن التصعيد الزائد في منطقة دونباس ستترتب عليه عواقب "مؤلمة للغاية".

استعراض للقوة

من جهة أخرى، أبلغ اثنان من قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية الكونغرس اليوم بأنهما يعتبران التحركات العسكرية الروسية الحالية قرب أوكرانيا "استعراضا للقوة"، وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للجنة الاستخبارات في مجلس النواب إن الوكالتين تراقبان التحركات الروسية.

وقال قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال تود والترز اليوم، إن هناك خطرا ضعيفا إلى متوسط بأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا في الأسابيع القليلة المقبلة.

وأضاف القائد العسكري الأميركي خلال جلسة في الكونغرس أن احتمالات غزو روسيا لأوكرانيا تعتمد على عدة عوامل، ولكنها ترتكز أساسا على الحشد العسكري الروسي قرب الحدود مع أوكرانيا.

ونشرت روسيا عشرات الآلاف من جنودها في الأسابيع الأخيرة عند الحدود مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، وقالت موسكو إن تلك القوات لا تهدد أوكرانيا ولكنها تشارك في مناورات عسكرية داخل الأراضي الروسية ردا على أعمال "تشكل تهديدا" من قبل حلف الناتو الذي تطمح كييف إلى الانضمام إليه.

المصدر : الجزيرة + وكالات