تحركات دبلوماسية مكثفة.. رئيس الحكومة الليبية يزور موسكو لمناقشة قضايا تهم البلدين

تشهد الساحة الليبية نشاطا لافتا حيث زار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تركيا الاثنين الماضي فيما حل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي باليونان أمس

Libya's Prime Minister Abdulhamid Dbeibeh meets community elders in Sirte, Libya, March 10, 2021. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori
زيارة الدبيبة لروسيا تعتبر الأولى من نوعها له منذ تسلمه مهامه الشهر الماضي (رويترز-أرشيف)

يبدأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة زيارة إلى روسيا اليوم الخميس على رأس وفد حكومي يضم وزراء ومسؤولين عسكريين.

وقال الناطق باسم الدبيبة ومجلس الوزراء الليبي محمد حمودة لمراسل الأناضول إن وفدا يرأسه الدبيبة يزور روسيا الخميس.

وأضاف حمودة أن الوفد يضم وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، ووزير النفط محمد عون، ومسؤولا في رئاسة الأركان الليبية.

ولم يوضح حمودة مدة الزيارة، لكنه أفاد بأن هدفها "إجراء مباحثات في قضايا تهم الجانبين الليبي والروسي".

وتعتبر هذه هي أول زيارة يجريها الدبيبة إلى روسيا عقب تسلمه مهامه في 16 مارس/آذار الماضي.

واتهمت مجموعة فاغنر الروسية بالتورط في معارك ليبيا، وتعد هذه المجموعة أشهر شركة أمنية روسية، وتماثل شركة "بلاك ووتر" الأميركية، ويعمل تحت لافتتها مئات المرتزقة.

حركة نشطة

وتشهد الساحة الليبية تحركات دبلوماسية نشطة، حيث زار الدبيبة تركيا الاثنين الماضي على رأس وفد حكومي رفيع المستوى ضم 14 وزيرا، وقع خلالها 5 اتفاقيات مع الجانب التركي.

وأمس الأربعاء، التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي صرح بعد الاجتماع بأن الطرفين اتفقا على إجراء محادثات بشأن ترسيم مناطقهما البحرية في البحر المتوسط.

إعلان

وقال ميتسوتاكيس إن اليونان تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات مع ليبيا، والتي توترت بسبب توقيع حكومة طرابلس اتفاق الحدود البحرية عام 2019 مع تركيا.

وأثارت هذه المسألة التوتر بين أثينا وأنقرة بشأن قضايا السيادة والطاقة في شرق البحر المتوسط، الأمر الذي كاد يتحول إلى نزاع عسكري بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) العام الماضي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي إن تركيا وليبيا ملتزمتان باتفاق 2019 بعد محادثات مع رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة في أنقرة.

ورسم هذا الاتفاق -الذي دفع اليونان إلى طرد السفير الليبي حينها- حدودا بحرية بين تركيا وليبيا بالقرب من جزيرة كريت اليونانية، وقالت أثينا إنه ليس له صفة قانونية، ويجب أن يلغى.

وخلال لقائه مع ميتسوتاكيس أكد محمد المنفي بذل "كل الجهود الممكنة" من أجل "مغادرة جميع المليشيات" الأجنبية بلاده.

وأكد رئيس المجلس الرئاسي أنه جرت نقاشات حول الموضوع "لتحقيق هدف مغادرة المليشيات"، وفق بيان لمكتب ميتسوتاكيس.

ووعد رئيس الوزراء اليوناني بتقديم الدعم لإعادة إعمار ليبيا، مؤكدا أن "الشرط الضروري" للحل السياسي في البلاد هو "مغادرة كل القوات (الأجنبية) الأراضي الليبية" في ضوء الانتخابات المقررة نهاية العام.

كما شدد على نية البلدين المتوسطين معالجة "مسائل حيوية على غرار تحديد الحدود البحرية" في شرق المتوسط.

وتأتي زيارة المنفي لأثينا بعد أسبوع من زيارة كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير خارجيته نيكوس دندياس إلى طرابلس لإعلان إعادة فتح سفارة اليونان في العاصمة الليبية.

وتريد اليونان الاستفادة من الانفراج السياسي في ليبيا المدعوم من الأمم المتحدة، للإسراع باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتصدي لتركيا المجاورة، وسط توتر العلاقات معها.

إعلان

وجدد دندياس رفض اليونان "الاتفاقين غير القانونيين اللذين أبرمتهما الحكومة (الليبية) السابقة مع تركيا"، في إشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع عام 2019 بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وكان حينها محمد المنفي سفير ليبيا في أثينا، وقد طرد لرفض الاستجابة لطلب الحكومة اليونانية إطلاعها على مضمون الاتفاق المثير للجدل.

وأغلقت سفارة اليونان في طرابلس في يوليو/تموز 2014، وأجلت حينها فرقاطة يونانية نحو 200 يوناني وأجنبي من البلد الذي شهد فوضى أمنية.

وكانت أثينا قد دعمت اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

والعام الماضي، وقعت اليونان اتفاقا مع مصر لتحديد منطقة اقتصادية خالصة في شرق البحر المتوسط قالت تركيا إنها تنتهك جرفها القاري وتتداخل مع المناطق البحرية التي اتفقت مع ليبيا بشأنها.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس تركيا اليوم الخميس لإجراء محادثات بشأن القضايا الخلافية.

وقبل أيام، قال رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق الأميرال جهاد يايجي إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية كانت خيارا إستراتيجيا من قبل ساسة البلدين، وإن هذه الاتفاقية منحت ليبيا 39 ألف كيلومتر من المياه.

وأضاف لو أن ليبيا وقعت الاتفاقية مع اليونان لما كان لها أن تحصل على هذه المسافة المائية الكبيرة، مشددا في السياق ذاته على أن اليونان تريد نهب المساحات المائية الخاصة بليبيا ومصر والدول العربية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان