تحقيق الجزيرة: الإمارات تعيد نشر معدات عسكرية من إريتريا إلى اليمن والحدود المصرية الليبية

التحقيق كشف عن تفكيك قاعدة عصب ونقل عتادها في الفترة من 28 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى الثاني من مارس/آذار 2021

الإمارات تعيد نشر منظوماتها وعتادها العسكري إلى اليمن وحدود مصر مع ليبيا (الجزيرة)

كشف تحقيق لغرفة أخبار الجزيرة عن تفكيك دولة الإمارات قاعدتها العسكرية في إريتريا، والتي تعرف بقاعدة عصب، ونقل منشآتها وآلياتها العسكرية إلى جزيرة ميون اليمنية، وإلى قاعدة سيدي براني العسكرية المصرية، التي تقع على مقربة من الحدود مع ليبيا.

وأفاد التحقيق، الذي عمل عليه فريق البحوث المتقدمة والاستقصاء بالتعاون مع فريق متخصص في تحليل صور الأقمار الصناعية، عن أن الإمارات فككت ثكنات عسكرية، ونقلت منظومة باتريوت وطائرات من قاعدة عصب العسكرية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية إنشاءات عسكرية في جزيرة ميون اليمنية في باب المندب، وذلك بالتزامن مع تفكيك القاعدة الإريترية.

وكشف تحقيق الجزيرة عن تحركات وتفكيك قاعدة عصب في الفترة من 28 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى الثاني من مارس/آذار 2021.

كما أظهر التحقيق إنشاء الإمارات مدرجا للطائرات في جزيرة ميون بطول 1800 متر، ونُقلت طائرات مسيرة من ميناء عصب إلى الجزيرة اليمنية.

وتعقيبا على هذه التطورات، قال رايان بول محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة ستراتفور للاستخبارات الخاصة إن تفكيك القاعدة يشير إلى رغبة إماراتية في تخفيف احتمالات التعرض لهجوم عسكري.

واستبعد بول -في مقابلة مع الجزيرة- أن تستخدم المعدات المنقولة إلى قاعدة سيدي براني في الداخل الليبي.

وكانت الإمارات شيدت ميناء ووسعت مهبطًا للطائرات في مدينة عصب بدءا من سبتمبر/أيلول 2015، مستخدمة المنشأة قاعدة لنقل القوات السودانية والأسلحة الثقيلة إلى اليمن أثناء قتالها إلى جانب قوات التحالف ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

سفينة إماراتية

وبالاستناد إلى صور الأقمار الصناعية، فقد أظهرت الصور سفينة الشحن الإماراتية "جبل علي 7" في قاعدة عصب بإريتريا يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي تنقل معدات ومنشآت تم تفكيكها في القاعدة، وهي السفينة التي انطلقت من ميناء الفجيرة العسكري في الإمارات، إذ كان آخر ظهور لها في الميناء بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، قبل أن توقف أجهزة الرادار التي تظهرها على أنظمة التتبع المفتوحة للسفن.

وتتبعت السفينة الإماراتية نمط التخفي والظهور من حين لآخر في طريقها من قاعدة عصب إلى ميناء الإسكندرية (شمالي مصر)، وهو ما نتج عنه تضارب في بيانات المنصات المفتوحة والمتعلقة بسير السفينة، إلا أن مصادر تتبع خاصة أظهرت توقف السفينة عند عدد من الأماكن، ومنها باب المندب والسويس، وصولا إلى ميناء الإسكندرية.

ونقلت سفينة الشحن الإماراتية أكثر من 1300 مركبة عسكرية من طراز "نمر" من قاعدة عصب إلى قاعدة سيدي براني المصرية، فضلا عن مدافع ذاتية الحركة "جي6" (G6)، إذ انخفض عدد مركبات نمر في القاعدة الإريترية من 2349 مركبة يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي إلى 1008 مركبات في الرابع من فبراير/شباط الماضي.

القاعدة المصرية

ونقلت الشحنات العسكرية بالقطار من ميناء الإسكندرية إلى قاعدة سيدي براني، إذ استطاعت الجزيرة التحقيق من 3 فيديوهات التقطت لحركة القطارات محملة بالعربات العسكرية في عدة مواقع على خط السكة الحديدية بين مدينة الإسكندرية وسيدي براني، وتظهر الوثائق تطابق الصور في الفيديو مع صور الأقمار الصناعية في مواقع على خط السكة الحديدية.

وفي قاعدة سيدي براني، أظهرت صور الأقمار الصناعية تضاعف عدد المركبات العسكرية بالقاعدة 5 مرات يوم 24 فبراير/شباط الماضي، مقارنة بمنتصف العام الماضي.

وقال محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة عبد الفتاح فايد إن قاعدة سيدي براني من أهم القواعد العسكرية في مصر، بل إنها -وفق التقييمات العسكرية المصرية والدولية- أكبر قاعدة عسكرية برية في مصر وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف عبد الفتاح فايد أن القاعدة كانت قبل عام 2017 مجرد مطار عسكري صغير، قبل أن تتحول إلى قاعدة عسكرية ضخمة، وقد زُودت بالعديد من التحديثات العسكرية الكبيرة، وأضاف أنه عقب تدشين القاعدة قبل 4 سنوات، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية إن القاعدة تضم أحد أكبر ميادين التدريب العسكري في المنطقة، كما تضم مساكن للقيادات العسكرية، ومخازن ومنشآت لأحدث الأسلحة المصرية.

والهدف من قاعدة سيدي براني هو حماية الأمن القومي المصري في المحور الغربي للبلاد، وأيضا لحماية المنشآت ذات الأهمية الإستراتيجية، مثل محطة الضبعة للطاقة النووية، وهي غير بعيدة عن القاعدة العسكرية، وهي قاعدة قيد التشييد بالتعاون مع روسيا.

المصدر : الجزيرة