بدأ في العراق صباح السبت لقاء غير مسبوق بين بابا الفاتيكان فرانشيسكو والمرجع الشيعي العراقي الأعلى علي السيستاني بالنجف، في واحدة من أهمّ محطات زيارة البابا التاريخية إلى البلاد.
اختتم بابا الفاتيكان فرانشيسكو زيارته التاريخية إلى العراق بإقامة قداس احتفالي في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وجّه خلاله تحية إلى العراق، قائلا "الآن، اقتربت لحظة العودة إلى روما. لكنّ العراق سيبقى دائماً معي وفي قلبي".
ودعا البابا في قداسه إلى تعاون الطوائف في خدمة الصالح العام، وقدم الشكر للحكومة والسلطات المحلية على إعداد هذه الزيارة وترحيبهم به بمودة، وتابع "العراق في قلبي وأصلي من أجل العراق والجماعات الدينية المختلفة".
واختار البابا أن يختم قداسه برسالة أمل، قائلا "في هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصوات ألمٍ وشدّة، ولكن سمعت أيضا أصواتا فيها رجاءٌ وعزاء"، خاتما بالقول "بارك الله بالعراق.. وأقول للعراقيين سلاما سلاما".
وفي ملعب امتلأ بآلاف المصلين، شارك أكثر من 10 آلاف مسيحي من إقليم كردستان وباقي مناطق العراق في هذا القداس الذي يعد أضخم نشاط للبابا من حيث حضور المسيحيين منذ بدء زيارته التاريخية للعراق.
ويأتي تنظيم القداس بعد زيارة البابا إلى بلدة قراقوش في سهل نينوى شمالي العراق، حيث ألقى كلمة في كنيسة مدمرة. وكان قد دعا في قداس أقيم صباح اليوم الأحد بمدينة الموصل إلى السلام ونبذ العنف والكراهية.
وفي قراقوش سمع البابا شهادات عدد من المسيحيين الذين هُجّروا لدى استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 على مناطقهم.
وفي كلمته في قداس أقيم بعد ظهر اليوم في كنيسة "الطاهرة الكبرى" في قراقوش، دعا البابا إلى ترميم الأواصر في المجتمع قبل ترميم الأبنية، وأعرب عن شعوره بالألم إزاء الدمار الذي حل بالبلدة، مطالبا بإعادة بناء كل شيء.
وفي قداس أقيم صباح اليوم بمدينة الموصل (مركز محافظة نينوى)، دعا البابا إلى السلام ونبذ العنف والكراهية.
وأقيم القداس في "حوش البيعة"، وهو ساحة تتوسط 4 كنائس في منطقة الموصل القديمة التي شهدت معارك عنيفة لطرد التنظيم خلال عام 2017.
وأزاح البابا الستار عن صليب، وهو الأول الذي يرفع في "حوش البيعة" منذ أن أزاله تنظيم الدولة إبان سيطرته على المدينة صيف عام 2014.
ومساء اليوم ينتظر أن يعود البابا إلى مدينة أربيل (مركز إقليم كردستان العراق)، حيث من المقرر أن يعقد قداسا جماهيريا في ملعب فرانسو الحريري، حيث من المقرر أن يحضره قرابة 10 آلاف شخص، بحسب برنامج الزيارة.
وكان بابا الفاتيكان قد وصل العراق الجمعة في زيارة تاريخية هي الأولى لبابا فاتيكان إلى البلاد على الإطلاق، وتستمر لغاية الاثنين.
وبغداد كانت محطته الأولى، ثم توجه أمس السبت إلى مدينة النجف (جنوب)، وعقد لقاء تاريخيا مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، قبل أن يصل إلى مدينة "أور" التاريخية ويقيم هناك قداسا موحدا للأديان.
وصباح الأحد وصل بابا الفاتيكان إلى مدينة أربيل، والتقى كلا من رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، ومنها توجه إلى الموصل.