ميدل إيست آي: ما الذي تبنيه إسرائيل في مفاعل ديمونا النووي؟

الصور التي رصدتها الأقمار الصناعية تظهر حفرة بحجم ملعب كرة قدم في محيط مفاعل ديمونا (الجزيرة)

أثارت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرت مؤخرا، تظهر أعمال بناء واسعة في المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا بصحراء النقب، فضول المختصين في الشأن النووي ووكالات الاستخبارات المختلفة، كما أثارت العديد من الأسئلة حول طبيعتها والهدف الذي تبنى لأجله.

وبالرغم من التكهنات التي تقول إن إسرائيل ربما تبني مفاعلا جديدا لإنتاج معدن البلوتونيوم الذي يستخدم وقودا للمفاعلات النووية، حيث إن مفاعل ديمونا قد تجاوز العمر المتوقع له، فإن تقريرا نشره موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) لا يرجّح هذه الفرضية.

لماذا الكيل بمكيالين؟

وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي الأميركي ريتشارد سيلفرشتاين، المتابع للشأن الإسرائيلي، فإن المفارقة الكبرى في مشروع ديمونا الغامض هي أنه ما من أحد يشكك في حق إسرائيل في صنع أسلحة نووية أو تعزيز قدرة ترسانتها النووية على الفتك، حتى عندما كشفت صور الأقمار الصناعية حفر الإسرائيليين حفرة بحجم ملعب كرة قدم للمشروع الذي لا تعرف ماهيته، كان الرد منحها الضوء الأخضر.

وفي المقابل -والكلام للكاتب- فإنه إذا سقط جزيء من اليورانيوم على الأرض في مكان لا ينبغي أن يكون فيه بإيران، فإن المجتمع الدولي بأسره يتداعى للحديث عن أن طهران باتت على بعد أسابيع قليلة من ارتكاب خرق نووي، والتحذير من كارثة وشيكة.

ويتساءل سيلفرشتاين عن أسباب سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي إزاء برنامجي إسرائيل وإيران النوويين، وعن أسباب اعتقاد العالم أن لإسرائيل الحق في امتلاك ترسانة نووية هائلة، وثقته في أنها ستحافظ على تلك الترسانة بشكل مسؤول، بينما يمنع إيران الحق في إنتاج سلاح نووي واحد، ويتوقع أنها ستقدم على تفجير العالم إذا امتلكته؟

مفاعل جديد

ويشير المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة داريل كيمبال، في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس (Associated Press)، إلى أن إسرائيل قد تكون تسعى لتصنيع المزيد من مادة "التريتيوم"، وهي من نظائر الهيدروجين المستخدمة لتعزيز كفاءة بعض الرؤوس الحربية النووية وقدرتها على الانفجار.

ويقول تقرير ميدل إيست آي إنه إذا كان مفاعل ديمونا القديم سيحال للتقاعد كما توقع الخبير النووي البارز أفنير كوهين، فإن إسرائيل ستحتاج إلى مصدر جديد لإنتاج مادة "التريتيوم"، وربما تكون بصدد بناء مفاعل جديد لهذا الغرض.

ويخلص التقرير إلى أنه إذا كان الغرض من أعمال البناء التي كُشف عنها مؤخرا هو إنتاج "التريتيوم"، فإن ذلك يشير إلى أن إسرائيل ليست بصدد بناء نوع جديد من الأسلحة النووية في ديمونا، على غرار تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وتفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأنها، بل يرجح أن تكون إسرائيل عاكفة على تحسين قوة ترسانتها النووية الحالية.

وتظهر الصور التي نشرتها منظمة دولية غير حكومية تسعى للحد من انتشار الأسلحة النووية الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تقوم بأعمال بناء جديدة هي الأولى منذ عقود في مفاعل ديمونا الذي بدأ نشاطه في ستينيات القرن الماضي، ويصنع مادة البلوتونيوم وقودا لترسانة إسرائيل التي تقدر بـ80 رأسا نوويا.

المصدر : ميدل إيست آي