أفغانستان.. استعدادات حثيثة لاجتماع تركيا وكابل تتهم طالبان بالتركيز على الحرب بدل السلام

قال الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان إن تلويح الحركة بالعودة للعمل المسلح ضد القوات الأجنبية رد فعل طبيعي على ما وصفها بالتصريحات المبهمة التي تصدر عن الولايات المتحدة.

محب: حركة طالبان ركزت خلال السنة الماضية على الحرب بدلا من السلام (الجزيرة)

قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب إن فريق الحكومة توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء وفد حركة طالبان من أجل بحث اجتماع تركيا، في حين توجه المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد إلى تركيا وعدد من دول المنطقة.

وذكر مستشار الأمن القومي الأفغاني أن الإعداد لاجتماع تركيا الشهر المقبل مستمر، وأن حكومة كابل تنتظر معرفة مستوى تمثيل حركة طالبان فيه كي تتخذ قرارا بشأن مستوى تمثيلها هي أيضا.
ويرمي اجتماع إسطنبول إلى تسريع عملية التفاوض بين الأطراف الأفغانية، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في البلاد.

وفي سياق متصل، شدد مستشار الأمن القومي الأفغاني على أنه لا علاقة بين انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان واتفاق الدوحة المبرم بين واشنطن وطالبان، وذلك "لأن طالبان لم تلتزم بمضامين الاتفاق، مثل خفض العنف ووقف إطلاق النار".

واتهم حمد الله محب حركة طالبان بالتركيز خلال السنة الماضية على الحرب بدلا من السلام في أفغانستان، وقال إن الأطراف المشاركة في مؤتمر موسكو رفضوا عودة حركة طالبان لحكم أفغانستان.

المبعوث الأميركي

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المبعوث الخاص لأفغانستان غادر البلاد إلى تركيا وعدد من دول المنطقة أول أمس الخميس، من أجل حث الأطراف الأفغانية على التسريع بالمفاوضات لإنهاء الصراع.

وأضافت الوزارة أن المبعوث زلماي خليل زاده سيشارك في التحضير لتسوية سياسية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وإحلال السلام.

وأوردت وكالة الأناضول اليوم السبت أن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن والمبعوث الأميركي لأفغانستان بحثا التطورات الأخيرة بخصوص عملية السلام الأفغانية والاجتماع المزمع عقده في إسطنبول بهذا الشأن.

وأكد الجانبان على أن اجتماع إسطنبول سيكون بمثابة دعم لمفاوضات السلام في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وأعربا عن تطلعهما في أن يسفر اجتماع إسطنبول عن إكساب عملية السلام زخما جديدا.

طالبان تبرر

من جهة أخرى، قال الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان وعضو وفد الحركة إلى المفاوضات محمد نعيم إن تلويح الحركة بالعودة إلى العمل المسلح ضد القوات الأجنبية رد فعل طبيعي على ما وصفها بالتصريحات المبهمة التي تصدر عن الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها من أفغانستان.

وأضاف نعيم للجزيرة أن موعد انسحاب القوات الأجنبية محدد في اتفاق السلام الذي وقعت عليه واشنطن وأيده مجلس الأمن الدولي، وأن على أميركا أن تلتزم بما وقعت عليه.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أول أمس الخميس إنه سيكون من الصعب سحب آخر القوات الأميركية في أفغانستان بحلول نهاية المهلة المتضمنة في اتفاق الدوحة والمبرم في فبراير/شباط 2020، والذي حدد 1 مايو/أيار المقبل آخر مهلة لسحب القوات الأميركية والأجنبية عموما من البلاد، وقال بايدن إنه لا يتصور بقاء الجنود الأميركيين في أفغانستان إلى العام المقبل.

بايدن: سيكون من الصعب سحب قواتنا من أفغانستان بحلول 1 مايو/أيار المقبل (الأوروبية)

هجوم هلمند

من ناحية أخرى، أفاد مسؤول أمني أفغاني للجزيرة مقتل قائد شرطة مديرية "سنغين" و10 من قوات الأمن في هجوم لطالبان بولاية هلمند جنوبي البلاد، اليوم السبت، كما قُتل 3 من أفراد الشرطة الأفغانية على الأقل في تفجير انتحاري بسيارة ملغمة أمام أحد مقارها في إقليم قندهار، جنوبي البلاد.

وقال مسؤولون حكوميون إن اشتباكات ما زالت جارية في مكان الهجوم بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية. ولم تعلق حركة طالبان على الهجمات حتى الآن.

وأفاد مراسل الجزيرة في كابل يونس آيت ياسين أن الجبهة الميدانية اشتغلت في اليومين الماضيين عقب التصريحات الأميركية التي تتحدث عن بقاء القوات الأجنبية لما بعد مهلة 1 مايو/أيار المقبل، وأضاف المراسل أن البلاد تشهد عددا من الهجمات في مناطق متعددة، ولم تتبنَّ حركة طالبان هذه الهجمات، ولكن السلطات توجه لها أصابع الاتهام.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية إن تقريرا استخباراتيا حذر إدارة بايدن من أن أفغانستان قد تقع إلى حد كبير تحت سيطرة طالبان في غضون عامين أو 3 أعوام، وذلك بعد انسحاب القوات الدولية، إذا غادرت القوات الأميركية قبل التوصل إلى تسوية لتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات