توتر في العلاقات الأوروبية الصينية.. فرنسا وبلجيكا وألمانيا تستدعي سفراء بكين لديها
أعلنت بكين الثلاثاء أنها استدعت "خلال الليل" سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين نيكولا شابوي بهدف "إدانة بأشد العبارات" العقوبات الأوروبية "المبنية على أكاذيب ومعلومات مضللة".

استدعت كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا سفراء الصين المعتمدين لديها، حيث أرجعت باريس سبب هذا الاستدعاء لما أسمته سلسلة "مآخذ" عقب التصريحات المتعلقة بباحث وبرلمانيين فرنسيين، في حين قالت بروكسل وبرلين إن هذه الخطوة جاءت بعد فرض بكين عقوبات على شخصيات أوروبية.
وذكرت الخارجية الفرنسية أنه "بناء على طلب وزير الخارجية جان إيف لودريان، استدعينا هذا الصباح السفير لو شاي لإبلاغه بجميع مآخذنا عليه".
اقرأ أيضا
list of 2 itemsوتوالت تصريحات السفارة الصينية في الأيام الأخيرة ضد أنطوان بونداز، الخبير في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية؛ إذ نعتته بأنه "بلطجي صغير" و"ضبع مجنون" و"قزم عقائدي"، وانتقدت مواقفه "المناهضة للصين".
كما أعلن السفير لو شاي أنه "يعارض بشدة" نية البرلمانيين الفرنسيين زيارة تايوان، إذ تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وتدين كل زيارة يقوم بها مسؤولون غربيون إلى الجزيرة، وتهدد باللجوء إلى القوة إذا أعلنت تايبيه رسميا استقلالها.

أساليب ورفض
وأبلغ مدير قسم آسيا في الخارجية برتراند لورثولاري السفير الصيني أن "أساليب السفارة ونبرة اتصالاتها العلنية غير مقبولة إطلاقًا، وتتخطى جميع الحدود المسموحة للسفارة، أينما وجدت".
وأشار مصدر في الوزارة إلى أن "الإهانة والقدح والتهديد ضد البرلمانيين والباحثين والصحفيين؛ تطرح قضايا جوهرية ترقى إلى أساليب الترهيب".
كما ذكّرت فرنسا السفير الصيني برفضها قرار بكين القاضي بفرض عقوبات على 10 مواطنين أوروبيين، بينهم نائب فرنسي في البرلمان الأوروبي، ردًّا على عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضها بسبب حملة بكين القمعية ضد أقلية الإيغور المسلمة.
وكان السفير ألمح في تغريدة إلى أنه لم يُلب طلب الاستدعاء الأول الاثنين بسبب "انشغاله"، وأنه سيتوجه إلى وزارة الخارجية الثلاثاء لمناقشة "العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي "بسبب الإيغور والأمور المتعلقة بتايوان".
وتم إبلاغ السفير أن "هذه القضايا لا تشكل موضوع الاستدعاء".
وقالت الوزارة إنه "كان يشعر على ما يبدو بالصدمة أمام النبرة المباشرة للغاية للتصريحات التي تم الإدلاء بها".
من جانبها، استدعت وزيرة الخارجية البلجيكية صوفي ويلمز الثلاثاء إلى مكتبها السفير الصيني في بلجيكا، غداة قرار بكين الذي ندد به الأوروبيون بشدة بفرض عقوبات على 10 شخصيات أوروبية، كما أفاد به مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- أن "الاستدعاء أُرسل، والاجتماع مرتقب بعد الظهر" مع السفير ساو تجونغمينغ.
وفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين عقوبات على 4 قادة حاليين وسابقين لمنطقة شينجيانغ الصينية (شمال غرب) بسبب معاملة بكين لأقلية الإيغور. وقامت كندا وبريطانيا بالمثل.
وسيُمنع المسؤولون الأوروبيون المستهدفون من دخول أراضي الصين القارية وهونغ كونغ وماكاو.

استهداف وعقوبات
واستهدفت بكين أيضا بالعقوبات 4 مؤسسات أوروبية، من بينها "تحالف الديمقراطيات"، وهي مؤسسة دانماركية يرأسها الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن.
وأعلنت بكين الثلاثاء أنها استدعت "خلال الليل" سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين نيكولا شابوي بهدف "إدانة بأشد العبارات" العقوبات الأوروبية "المبنية على أكاذيب ومعلومات مضللة".
وردًّا على ذلك، فرضت بكين عقوبات على 10 شخصيات أوروبية بتهمة "نشر أكاذيب" استنادا إلى دراسات تعتبرها الصين منحازة.
وبين هذه الشخصيات 5 نواب في البرلمان الأوروبي، ونائب بلجيكي يُدعى سامويل كوغولاتي قدّم الشهر الماضي اقتراح قانون للبرلمان البلجيكي لاعتبار ما تمارسه بكين ضد الإيغور "جريمة إبادة جماعية".
و"رفضت" وزيرة الخارجية البلجيكية بشدة باسم بلادها العقوبات الصينية التي تقررت ردا على إجراءات مماثلة اتخذها الغربيون تهدف إلى "الدفاع عن حقوق الإنسان".
من جانبه، استدعى وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ميغيل بيرغر الثلاثاء السفير الصيني في برلين "لإجراء محادثات طارئة" غداة قرار بكين فرض عقوبات على 10 شخصيات أوروبية، كما أفاد به مصدر وزاري للوكالة ذاتها.
واعتبر وزير الدولة أمام السفير وين كين أن هذه العقوبات "تلقي بثقلها من دون فائدة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين"، وطلب باسم حكومته أن يتم إلغاء هذا القرار الذي ندد به الأوروبيون بشدة، "على الفور".