مقال بناشيونال إنترست: كيف السبيل لاتفاق نووي دائم مع إيران؟

اتخذت إيران ست خطوات تقليصية حتى الآن تقول إنها تهدف لإنقاذ الاتفاق النووي (الصحافة الإيرانية)
إيران اتخذت خطوات تقول إنها تهدف لإنقاذ الاتفاق النووي (الصحافة الإيرانية)

نشرت مجلة ناشيونال إنترست (National Interest) الأميركية مقالا مشتركا للدبلوماسي الإيراني سيد حسين موسويان المتحدث السابق باسم فريق التفاوض الإيراني، وأبي القاسم بينات الباحث في شؤون الأمن النووي بجامعة هارفارد، يحث على ضرورة سعي الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى تسوية تُبقي نزاعهما السياسي ضمن حدود يمكن إدارتها.

ويرى الكاتبان أنه في وقت يناور فيه الدبلوماسيون للتوصل إلى سبل لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، فإن السؤال الأكبر الذي يدور في أذهان صانعي القرار السياسي هو كيفية منع ذلك الاتفاق بعد إحيائه أو أي اتفاق آخر مشابه مع طهران من التعرض لمصير مشابه لما حدث خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وضمان استدامته.

أين الخلل؟

يشير المقال إلى أنه بالعودة إلى سجل تطبيق الاتفاق النووي مع إيران خلال السنوات الخمس الماضية، يتبين أن التهديد الرئيسي لأي اتفاق نووي مع طهران يأتي من رغبة واشنطن في الحفاظ على معظم نفوذها الاقتصادي على إيران، وتقليل استفادة طهران من رفع العقوبات المفروضة عليها، والسبب في ذلك هو أن الخلاف الأساسي بين الولايات المتحدة وإيران يدور حول المنطقة لا على البرنامج النووي الإيراني فحسب.

كما أن الخوف من تراجع واشنطن عن الاتفاق، إلى جانب دوافع طهران الأمنية، يحفزان إيران على الامتناع عن التعهد بالتزامات لا رجعة فيها، والحفاظ على جزء كبير من قدراتها النووية وسيلة للضغط على واشنطن.

ويرى الكاتبان أن عدم التكافؤ في إمكانية التراجع عن الالتزامات بين واشنطن وطهران، والسهولة النسبية والسرعة التي قد تعيد بها أميركا فرض عقوباتها على إيران، إلى جانب المشقة والمدة الطويلة التي تكتنف إعادة بناء إيران بنيتها التحتية النووية واحتياطات اليورانيوم منخفض التخصيب، كلها عوامل تعزز مخاوف صانعي القرار السياسي في إيران.

وقد أدى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران إلى إثبات صحة مخاوف طهران، وفاقم جو عدم الثقة المتبادل بين البلدين.

خفض التصعيد

ويرى الكاتبان أن السبيل لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني على المدى الطويل هو إعادة بناء العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، والتوصل إلى  تسوية ترضي الطرفين.

ويوضحان أن الخروج من هذا المأزق لن يكون ممكنا دون التخلي عن العقلية الحالية غير المجدية التي تدار بها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وأن على واشنطن وطهران الاعتراف بأن صراعهما المستعصي على الحل على مدى العقود الأربعة الماضية لم يقد إلى فوز أي منهما، وإنما تسبب في خسائر لكلا البلدين.

ويشير المقال إلى أن التوصل إلى تسوية ترضي الطرفين لن يكون أمرًا سهل التحقيق بين عشية وضحاها من قبل حكومتين دأبتا على تشويه صورة بعضهما بعضا باستمرار على مدى العقود الأربعة الماضية، لكن طهران وواشنطن تستطيعان خفض التصعيد من خلال القيام بإجراءات متبادلة لبناء الثقة والمبادرات التي تعكس حسن النية، بما في ذلك تخفيف حدة خطابهما التحريضي والاتهام.

ويختتم الكاتبان بأن خفض التصعيد وبناء العلاقات بين طهران وواشنطن يجب أن يبدآ بإحياء الاتفاق النووي وتطبيق بنوده، وتحقيق التعاون الاقتصادي ضمن ما تمليه بنود ذلك الاتفاق.

المصدر : الصحافة الأميركية