قائد سابق بالناتو: أميركا والصين قد تدخلان حربا طاحنة في العام 2034

الصين والولايات المتحدة تسيران في مسار تصادمي ومن المرجح أن تجدا نفسيهما في وضع شبيه بالحرب الباردة في المستقبل القريب، وقد يقود ذلك إلى نشوب حرب طاحنة بين البلدين، ربما تستخدم فيها الأسلحة النووية.

سيناريوهات- كيف ستكون مآلات الحرب التجارية بين أميركا والصين؟
أميركا والصين تختلفان بشأن قضايا عديدة من ضمنها وضع بحر جنوب الصين (الجزيرة)

نشرت مجلة "تايم" (Time) الأميركية مقالا مشتركا بين القائد السابق للقيادة العليا لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس والروائي الجندي الأميركي أليوت أكرمان، قالا فيه إن احتمالات نشوب حرب غير مقصودة بين الولايات المتحدة والصين حقيقية ومتنامية، وإن على أميركا العمل بجد على وضع إستراتيجية توظف فيها شتى أدوات الدولة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية إذا كانت تريد تجنب الانجرار نحو حرب دون قصد في القرن الـ21.

ويرى المقال أن الصين والولايات المتحدة تسيران في مسار تصادمي، ومن المرجح أن تجدا نفسيهما في وضع شبيه بالحرب الباردة في المستقبل القريب، وتوقعا أن يقود ذلك إلى نشوب حرب طاحنة بين البلدين بحلول عام 2034، قد تستخدم فيها الأسلحة النووية.

وكان هنري كيسنجر -وزير الخارجية الأمريكي السابق ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس نيكسون- قد صرح العام الماضي بأن الولايات المتحدة والصين قد أصبحتا على أعتاب حرب باردة.

بؤرة الصراع

ويشير مقال التايم إلى أن واشنطن وبكين تختلفان حول جملة من القضايا من ضمنها وضع بحر جنوب الصين الذي تدعي الصين أنه ضمن مياهها الإقليمية، وهو ما يمنحها السيطرة على احتياطيات النفط والغاز التي يزخر بها البحر، ويمنحها كذلك السيطرة على 40% من التجارة العالمية التي تمر عبر هذا البحر الإستراتيجي.

في حين تعتبر الولايات المتحدة ومعظم دول العالم أن تلك المياه مياه دولية يحق للكل الإبحار فيها. وتعمل الصين -التي يفوق عدد سفنها الحربية عدد سفن أميركا- على توسيع أسطولها البحري بسرعة، كما تعكف على بناء جزر اصطناعية في أنحاء عديدة ببحر جنوب الصين، لتكون نقاطا عسكرية إستراتيجية.

وبالرغم من كثرة الملفات التي تعد محل خلاف بين واشنطن وبكين وتنوعها فإن ستافريديس وأكرمان يتوقعان أن بحر جنوب الصين سيكون البؤرة التي تنطلق منها شرارة الحرب بين البلدين، بسبب المياه المتنازع عليها.

حيث تقوم الولايات المتحدة بدوريات متكررة تطلق عليها اسم "حرية الملاحة"، وتبحر سفنها الحربية في المياه المتنازع عليها، وغالبا ما تكون قريبة جدا من الساحل الصيني.

وتنظر الصين إلى ذلك على أنه انتهاك لمياهها الإقليمية، لذلك فإن القوات البحرية والجوية الصينية عادة ما ترد على ذلك بشكل عدواني.

فتيل الحرب

وتوقع الكاتبان -اللذان ألفا رواية مشتركة تتنبأ بالمستقبل بعنوان "2034 رواية عن الحرب العالمية القادمة" (2034: A Novel of the Next World War) وتتحدث عن صراع مسلح وتكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين- أن تستمر أميركا في تسيير دورياتها، وأن تعمد للضغط على حلفائها للمشاركة في تلك الدوريات، ترسيخا لمبدأ حرية الملاحة في أعالي البحار.

وفي ظل هذا الوضع يمكن لأي من الطرفين، الصيني والأميركي، أن يرتكب خطأ يقابل برد أقوى من الطرف الآخر، وهو ما يقود بسهولة إلى زيادة التصعيد.

ووفقا للمقال فإن حادثا كإسقاط طائرة صينية أو إصابة مدمرة أميركية بصاروخ صيني إذا ما وقع يمكن أن تنجم عنه وفيات تؤدي إلى تأجيج المشاعر القومية في كل من بكين وواشنطن، خاصة في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية التي انصب فيها خطاب كل من الديمقراطيين والجمهوريين على الصين والخطر الذي تمثله، وعندها سيكون من الصعوبة بمكان التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور.

المصدر : تايم