ترحيب أميركي ودولي.. رئيس حكومة ليبيا يتعهد بإحلال السلام وتحقيق التنمية

الدبيبة تحدث عن محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا، وقال إن القانون سيأخذ مجراه لكنه دعا لتقديم تنازلات لتحقيق المصالح الليبية في هذه المرحلة الصعبة

Abdul Hamid Dbeibeh
الدبيبة قال إن على الفرقاء الليبيين تقديم تنازلات لتحقيق السلم في البلاد (الأناضول)

قال رئيس الوزراء الليبي الجديد عبدالحميد محمد الدبيبة إن حكومته ستعمل على إحلال السلام بين الأطراف في البلاد وحل المشاكل الكبرى التي تواجهها، في حين شجعت واشنطن الدبيبة على تشكيل حكومة تكنوقراط.

وانتخب المهندس عبدالحميد محمد الدبيبة (61 عاما) الجمعة رئيسا للوزراء للفترة الانتقالية في ليبيا، وذلك من جانب المشاركين في الحوار الذي أطلق في نوفمبر/تشرين الثاني بين الفرقاء الليبيين في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وحصدت قائمته 39 صوتا من أصل 73.

وأضاف المسؤول الليبي في حوار مع وكالة الأناضول أن ملتقى الحوار السياسي تم تشكيله من جميع أنحاء ليبيا، وأنه يمثل كل جغرافية وقبائل وشرائح الشعب الليبي.

وأشار إلى أن أعضاء الملتقى اتخذوا قرارا لصالح ليبيا وشعبها، وأن هذا القرار مهم بالنسبة للتغيير السلمي والديمقراطي والحر في البلاد.

واعتبر أن العالم كله شهد عبر الإذاعات المرئية والمسموعة، ذلك الحدث (الانتخابات التي جرت في جنيف وأسفرت عن فوز قائمة الدبيبة)، وأنه استقبل الوفد في مطار معيتيقة (بالعاصمة طرابلس)، تكريما لهم.

وتابع "الوفد سعيد بالنتائج التي تحققت، وأنا لا أعرف منهم إلا القليل جدا".

تشكيل الحكومة

وكشف الدبيبة أنه في إطار القرارات المتخذة في الحوار السياسي، سيتم تشكيل الحكومة بعد 3 أسابيع، وبعدها ستُطرح الحكومة لأخذ الثقة من قِبَل البرلمان الليبي.

وردا على سؤال حول إمكانية تعيين شخصيات من الحكومة السابقة، قال "من الممكن ذلك، فنحن سنكون حكومة تكنوقراطية وكل من أثبت فعاليته وجديته وقوته في الأداء، سيكون ضمن فريق الحكومة".

وأردف "سيكون هناك تمثيل عادل للشعب الليبي بجميع طوائفه وجميع مناطقه، ولكن التركيز سيكون على الأهداف التكنوقراطية".

وفي معرض رده على سؤال حول أولويات حكومته، قال الدبيبة إن الحكومة ستهتم بفيروس كورونا وتسعى للحصول على اللقاح وتطعيم الشعب الليبي، كما ستعالج المصاعب الحياتية كانقطاع الكهرباء والصحة، إلى جانب "التفكير في لجان المصالحة والتفكير في فكرة إعداد الدستور مع المجلس الرئاسي".

وشدد على أهمية إرساء السلم الاجتماعي لحل الأزمة الليبية، قائلا "سنشكل لجان مصالحة داخلية ليبية ليبية للتصالح مع الشعب والقبائل والطوائف المتخاصمة والمتحاربة".

جرائم الحرب

وتطرق الدبيبة أيضا إلى مسألة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا. وقال في هذا الصدد "بالنسبة للجرائم المرتكبة، القانون سيأخذ مجراه، ولكن نحن في مرحلة صعبة من تأسيس السلام في ليبيا، ولا بد من تنازلات من كلا الطرفين ونلتقي في نقطة واحدة لتحقيق المصالح الليبية".

وكان محمد الدبيبة قد دعا السبت لإعادة إعمار البلاد، مؤكدا استعداده "للاستماع للجميع والعمل مع الجميع".

وفي خطاب متلفز دعا الدبيبة الليبيين "للالتفاف حول هذه الحكومة" من أجل "إعادة بناء" البلاد، مبديا استعداده "للاستماع للجميع والعمل مع الجميع باختلاف أفكارهم ومكوناتهم وأطيافهم ومناطقهم".

اتصال أميركي

من جانبه، شجّع السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند، رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، على تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة (بلا انتماءات سياسية).

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه نورلاند مع الدبيبة، بحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية في طرابلس.

وقال البيان إن "السفير شجع الدبيبة كذلك للعمل على تلبية الاحتياجات الملحة لليبيين المتعلقة بقضايا رئيسية مثل الكهرباء (..) والتحضير للانتخابات".

وأعرب عن استعداد واشنطن لمساعدة طرابلس "في سعيها لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر وديمقراطي".

ورحبت الأمم المتحدة بالاتفاق، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أعتقد أن ذلك يمثل اختراقا"، مضيفا أنها "أخبار جيدة جدا في بحثنا عن السلام"، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار.

وانضمت حكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى الولايات المتحدة في الترحيب بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها مع ذلك حذرت بأن الطريق "لا يزال طويلا".

المصدر : وكالات