مندوبها الأممي ينشق.. سلطات ميانمار تصعّد ضد المحتجين وتقتل 7 منهم وتصيب العشرات
قُتل 7 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 50 آخرين برصاص الشرطة في ميانمار، خلال محاولة قوات الأمن تفريق احتجاجات مناهضة للانقلاب، بينما أعلن مندوب البلاد في الأمم المتحدة كياو مو تون انشقاقه عن سلطة الانقلاب.
ونقلت وسائل إعلام محلية وعالمية عن مصادر طبية وسياسية في ميانمار قولهما إن الشرطة فتحت النار على المحتجين، مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 50 في مدن يانغون وداوي وماندالاي.
كما اعتقلت السلطات أكثر من 470 محتجا في مختلف أنحاء البلاد، وشنت الشرطة أوسع حملة منذ 3 أسابيع لقمع المظاهرات التي عمت ميانمار احتجاجا على الانقلاب العسكري. واحتشدت أعداد كبيرة من القوات الأمنية من أجل تفريق متظاهرين تجمعوا في أجزاء مختلفة من البلاد، استجابة لدعوات عبر الإنترنت للنزول إلى الشوارع مرة أخرى.
وصعّدت المجموعة العسكرية الحاكمة استخدامها للقوة في عطلة نهاية الأسبوع، ضد الاحتجاجات الضخمة التي تطالبها بالتخلي عن السلطة وإطلاق سراح الزعيمة المدنية المخلوعة أونغ سان سوتشي.
وهتف المحتجون "الشرطة تحمي دكتاتورا مجنونا"، وانتشروا في أحياء سكنيّة وأقاموا حواجز مؤقّتة من الأسلاك الشائكة والطاولات لمنع الشرطة من التقدم، وارتدى كثيرون خوذات ووضعوا أقنعة واقية من الغاز، وحملوا دروعا صنعوها يدويا لحماية أنفسهم.
وقبل أحداث اليوم، تم توقيف أكثر من 770 شخصا وتوجيه اتهامات لهم وإدانتهم، بحسب "رابطة مساعدة السجناء السياسيين"، كما سُجل مقتل 5 أشخاص على الأقل، منهم 4 توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها في مظاهرات رافضة للانقلاب، أطلقت خلالها قوّات الأمن النار على المتظاهرين، بينما قال الجيش إن شرطيا قُتل أثناء محاولة فض تظاهرة.
انشقاق المندوب الأممي
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن مندوب ميانمار في الأمم المتحدة كياو مو تون انشقاقه عن سلطة الانقلاب في بلاده، وناشد المجتمع الدولي التحرك ضد المجموعة العسكريّة التي استولت على الحكم منذ مطلع فبراير/شباط الجاري.
وقال كياو مو تون أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة "نحن في حاجة إلى أقوى إجراء ممكن من المجتمع الدولي لإنهاء الانقلاب العسكري على الفور، ووقف قمع الأبرياء وإعادة السلطة إلى الشعب واستعادة الديمقراطية".
وأعلن التلفزيون الرسمي مساء السبت أن كياو مو تون لم يعد سفيرا لميانمار لدى الأمم المتحدة، وأضاف أنه "لم يتبع أوامر الدولة وتوجيهاتها وخان البلاد. لهذا السبب تمت إقالته من منصبه".
لكن مسؤولا بالأمم المتحدة -طلب عدم نشر اسمه- قال إن المنظمة لا تعترف رسميا بالمجلس العسكري حاكما لميانمار، لأنها لم تتلق إخطارا رسميا بأي تغيير، وهو ما يعني استمرار كياو سفيرا لبلاده.
بدوره، وصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر عقد بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك مساء الجمعة، موقف مندوب ميانمار المناهض للانقلاب العسكري بـ"الشجاع".