بمناسبة مرور عام على اتفاق الدوحة.. تراشق الاتهامات بين حكومة كابل وحركة طالبان

مصدر في الوفد الحكومي لمفاوضات السلام الأفغانية قال إنه قدم اقتراحا لوقف إطلاق النار بين الحكومة وطالبان في اجتماع بين الجانبين بالعاصمة القطرية قبل يومين

قال مجلس الأمن القومي الأفغاني اليوم الأحد إن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة طالبان والولايات المتحدة حقق وقفا لإطلاق النار مع واشنطن فقط، ولم يلب مطالب الشعب الأفغاني، في حين اتهمت طالبان حكومة كابل بالتسبب في تأخير المفاوضات لأكثر من 6 أشهر.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني رحمة الله أندر في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاتفاق الدوحة بين طالبان وواشنطن إن الاتفاق "حقق وقفا لإطلاق النار مع واشنطن فقط، لكنه لم يوقف سلوك طالبان".

وأضاف أندر أن "علاقة طالبان بالشعب الأفغاني هي علاقة القتل والنهب ونشر الخوف، لا نجد من جانبنا في هذا الاتفاق ما يطمئن الشعب".

وشدد على أن تأخر المفاوضات الأفغانية كان بسبب تصرفات طالبان، مضيفا أن المحادثات هي الجزء الأهم في هذا الاتفاق.

اقتراح كابل

وكان مصدر في الوفد الحكومي لمفاوضات السلام الأفغانية قال إنه قدم اقتراحا لوقف إطلاق النار بين الحكومة وحركة طالبان في اجتماع بين الجانبين بالعاصمة القطرية الدوحة قبل يومين، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة.

وأضاف المصدر أن الجانب الحكومي ما زال ينتظر رد حركة طالبان على هذا المقترح، لكنه قال إنه لا يعقد كثيرا من الآمال على موافقة الحركة.

بالمقابل، اتهمت حركة طالبان الحكومة الأفغانية بالتسبب في تأخير مفاوضات السلام في الدوحة مع الحركة أكثر من 6 أشهر.

وأضافت الحركة في بيان بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق الدوحة أن الاتفاق "تاريخي للشعبين الأفغاني والأميركي"، مشيرة إلى أنه يهدف إلى إنهاء 20 عاما من الصراع في أفغانستان.

وجددت طالبان التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود اتفاق الدوحة تزامنا مع حلول الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق، مشيرة إلى أنه على الرغم من بعض الملاحظات الفنية بخصوص تنفيذ بنوده فإنه ما زال يسير في اتجاه إيجابي.

وطالبت الحركة واشنطن بتنفيذ الاتفاق كاملا، والإفراج عن باقي معتقليها، وشطب أسماء قادتها من القائمة السوداء، كما أكدت أن أي محاولة لإيجاد بديل لما تم الاتفاق عليه في الدوحة سيكون محكوما عليها بالفشل.

بحث عن ذريعة

وفي سياق متصل، قال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر إن اتفاق الدوحة هو ضمانة لإحلال السلام في أفغانستان.

وأضاف أن التفجيرات الأخيرة والتوتر الأمني في البلاد هي "محاولة لمنح ذريعة للإبقاء على القوات الأجنبية في البلاد".

وأشار الملا برادر إلى أنه "في الآونة الأخيرة هناك جهات تستهدف المدنيين، وتريد أن يظهر الوضع متدهورا، وذلك لمنح ذريعة للإبقاء على القوات الأجنبية في أفغانستان".

يذكر أن طالبان والحكومة الأميركية وقعتا في 29 فبراير/شباط 2020 اتفاقا في العاصمة القطرية يقضي بانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا، ويتضمن الاتفاق إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على قادة طالبان، وتبادل السجناء بين الحركة وحكومة كابل.

وبموجب الاتفاق، تتعهد طالبان بمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

مفاوضات الدوحة

وبعد توقيع الاتفاق شاركت طالبان وحكومة كابل في مفاوضات بالدوحة انطلقت في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك للبحث عن حل سياسي يفضي إلى وقف الحرب، وتشكيل سلطة موحدة في البلاد، إلا أنه لم يسجل أي تقدم ملموس بعد في المفاوضات السياسية، إذ يتهم كل طرف الآخر بانتهاك بنود الاتفاق والتسبب في تعثر مفاوضات السلام.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001 حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات