دعا لفضح الفساد.. الآلاف يتظاهرون تأييدا لدعوة بشارة الراعي إلى عقد مؤتمر دولي بشأن لبنان

البطريرك بشارة الراعي قال إن إعلان حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي هدفهما تجديد وجود لبنان السيادي وإحياء هويته المعطلة

الراعي قال للمتظاهرين إنه يجب عدم السكوت عن الفساد والحدود السائبة وفشل الطبقة السياسية (الفرنسية)

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي اللبنانيين إلى عدم السكوت عن الفساد و"الحدود السائبة" و"فشل الطبقة السياسية" و"السلاح غير الشرعي"، وذلك بعد أيام من دعوته إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة الوضع المتأزم في لبنان.

وفي كلمة له أمام حشد في مقر البطريركية، قال الراعي إنه يريد من المؤتمر الدولي الذي يدعو إليه تثبيت الكيان اللبناني المعرض جديا للخطر.

وأشار إلى أن إعلان حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي هدفهما تجديد وجود لبنان السيادي وإحياء هويته المعطلة.

ووصلت إلى بكركي مواكب تقل آلاف اللبنانيين بدعوة من نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أتت من بيروت وغيرها من المناطق، وسط تدابير أمنية مشددة، لتأييد مواقف الراعي الداعية إلى عقد مؤتمر دولي بشأن لبنان تحت رعاية الأمم المتحدة.

وحمل المؤيدون لمواقف البطريرك الراعي لافتات كتبت عليها شعارات ورددوا أخرى منددة بسلاح "حزب الله"، من قبيل "ما بدنا (لا نريد) سلاح في لبنان إلا سلاح الجيش اللبناني".

وتعيش البلاد سجالات حادة بين الأحزاب السياسية، أحدثها دعوة الراعي، وهو ما اعتبره البعض دعوة إلى "تدويل الملف اللبناني".

وفي 6 فبراير/شباط الجاري دعا الراعي خلال قداس إلى "طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان، وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدي عليه والمس بشرعيته وتضع حدا لتعددية السلاح".

وفي 17 أغسطس/آب الماضي، أطلق الراعي وثيقة بعنوان "لبنان الحياد الناشط"، تؤكد ضرورة "تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي، وقضاء مستقل، ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء، سواء من إسرائيل أو غيرها".

موقف حزب الله

واعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله -في كلمة متلفزة يوم الثلاثاء الماضي- أن التهديد بتدويل أزمة لبنان أمميا هي "دعوة للحرب واستدعاء لقوات احتلال (لم يسمها)"، محذرا من أن ذلك "قد يصب في مصلحة إسرائيل".

ويغرق لبنان منذ خريف 2019 في أزمة اقتصادية غير مسبوقة فاقمها انفجار مروع في 4 أغسطس/آب الماضي في مرفأ بيروت، وتفشي فيروس كورونا.

وقد استقالت أول حكومة بعد انطلاق حركة احتجاجات شعبية عارمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وحكومة أخرى بعد نحو أسبوع من انفجار مرفأ بيروت.

وحتى اليوم، لم تتمكن القوى السياسية -رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا- من تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ إصلاحات ملحة اشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم مالي للبنان.

المصدر : الجزيرة + وكالات