"حتى يأتي الملكوت" وثائقي جديد يكشف خفايا العلاقة الغريبة بين المسيحيين الإنجيليين وإسرائيل

ميدان - المستوطنات الإسرائيلية المنية بالحجر الجيري
المستوطنات الإسرائيلية تواصل قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية رغم اعتراض المجتمع الدولي (رويترز)

صدر مؤخرا فيلم وثائقي جديد بعنوان "حتى يأتي الملكوت" (Til Kingdom Come)، يسلط الضوء على ما تسميه مخرجته "تحالفا غير مقدس" بين المسيحيين الإنجيليين بأميركا وإسرائيل، أدى لتغيير واقع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لصالح تل أبيب.

ويكشف الفيلم الوثائقي الجديد للمخرجة الإسرائيلية مايا زينشتاين، عن تشابكات السياسة والنبوة التي تربط المسيحيين الإنجيليين الأميركيين باليهود المتشددين الإسرائيليين، كما يكشف عن الدعم السياسي الهائل والأموال الطائلة التي يجنيها المستوطنون اليهود من إنجيليي أميركا، والتي مكنتهم من الاستيلاء المستمر على أراضي الضفة الغربية وتحويلها إلى مستوطنات.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية، تقول مخرجة الفيلم إنه كان من الواضح أن ترامب قد قطع وعودا للمسيحيين الإنجيليين خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016، لكن أحدا لم يتوقع أن يفي بوعوده تلك بالسرعة التي حدثت في الواقع.

وتضيف زينشتاين "أتذكر اجتماعا مع زعيم إنجيلي قال لي تحلَّي بالصبر، فربما بحلول أواخر عام 2019 أو أوائل عام 2020 سيعترف ترامب بالقدس عاصمة (لإسرائيل)، لكنه (ترامب) فعل ذلك بعد 3 أشهر، ونقل السفارة بعد ذلك بـ6 أشهر".

كما توضح أن "المسيحيين الإنجيليين هم القوة الوحيدة المهمة خارج إسرائيل التي تدعم بناء المستوطنات علنا، ولا أحد غيرهم يفعل ذلك".

ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن الإنجيليين يسعون من خلال ذلك الدعم إلى تحقيق النبوءة التي يؤمن بها العديد منهم، بأن المجيء الثاني للمسيح لا يمكن أن يحدث دون عودة يهود الشتات إلى الأرض المقدسة.

لكن تلك النبوءة لا تنتهي بخير بالنسبة لليهود، إذ تقضي بأن عليهم أن يقبلوا المسيح وإلا فإن مصيرهم القتل والخلود في الجحيم.

ويظهر الفيلم كيف أن الصهاينة المسيحيين واليمينيين الإسرائيليين متفقين على الاختلاف حول "نهاية العالم"، بينما يواصلون التعاون -بل استغلال بعضهم بعضا أحيانا- على نحو يجعل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر صعوبة.

حقائق صادمة

وسيُعرَض الفيلم في الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل، وقد أحدث بثه في إسرائيل موجة من الشعور بالذنب والبحث عن الذات في الأوساط الإسرائيلية، حيث كشف كيف يقوم قس بالتزلف للعائلات الفقيرة في إحدى مدن ولاية كنتاكي لتتبرع لجمعية خيرية إسرائيلية.

وتقول زينشتاين (39 عاما) -وهي إسرائيلية من أصل روسي- إن بعض المتبرعين هم أشخاص معوزون في إحدى أفقر الولايات الأميركية. وتشرح وضع بعض العائلات الفقيرة في أميركا التي يطلب منها التبرع لإسرائيل، فتقول "بكيت بشدة. كان الجو متجمدا وكنت أرتدي معطفا، وأرى أطفالا في منزل دون نوافذ يخرجون من دون أحذية. أطفال بدت على أرجلهم عضّات الفئران. وقد تساءل بعض الإسرائيليين الذين شاهدوا الفيلم عما إذا كان بإمكانهم إرسال أموال لهؤلاء".

وتوضح المخرجة الإسرائيلية أن المسيحيين الصهاينة يعتقدون أن التبرع لإسرائيل وبناء المستوطنات يساعدهم في تحسين حياتهم، وتضيف "إنه أمر مذهل أن ترى كل أولئك المسيحيين واليهود الأثرياء يجلسون معا، وتسمع بعض المسيحيين يدلون بشهادات من قبيل: لقد كان لدي متجر صغير في كليفلاند قبل أن أبدأ التبرع لإسرائيل، واليوم لدي سلسلة ضخمة من المتاجر، فقط لأنني بدأت التبرع لإسرائيل".

وتختم المخرجة بالقول إنها تسعى من خلال فيلمها الوثائقي إلى إيصال رسالة للمشاهدين الإنجيليين بأن الإسرائيليين لا يمكن اختزالهم في الرواية التي جاءت في الإنجيل، وأن الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون العيش بسلام، ولا يمكن للشعب الفلسطيني تحمل العواقب الوخيمة فقط لأن دين الإنجيليين يقول إن الرب أخبر إبراهيم أن هذه الأرض ملك للشعب اليهودي، ففي النهاية "نحن الذين سنعاني من العواقب في الحياة الدنيا قبل الآخرة".

المصدر : الصحافة الأميركية