معارك مستعرة في مأرب اليمنية وتحذيرات حكومية وأممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة

الأمم المتحدة تقول إن حوالي 16 مليون يمني يعانون الجوع وتأمل في جمع تبرعات لتفادي حدوث كارثة تمثل أسوأ ما شهده العالم من مجاعات منذ عشرات السنين

الأمم المتحدة تحذر من مجاعة غير مسبوقة إذا ما استمرت الحرب وقلت المساعدات (رويترز)

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن معارك -هي الأعنف بين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية- تدور في جبهات عدة بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، في وقت تحذر مصادر حكومية وأممية من كارثة إنسانية محدقة باليمنيين بسبب استمرار الحرب.

وأضافت المصادر أن الحوثيين شنوا هجوما واسعا على مواقع للجيش اليمني في جبل البلق، وسيطروا على أجزاء منه، قبل أن يشن الجيش هجوما معاكسا لاستعادة المواقع التي فقدها.

وذكرت مصادر أن القتلى بالعشرات، وأشارت إلى أن طائرات التحالف السعودي الإماراتي شنت غارات على مواقع وتعزيزات للحوثيين.

في المقابل، قالت مصادر محلية إن الحوثيين أطلقوا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه مواقع الجيش اليمني، ولم ترد تفاصيل بشأن نتائج الهجوم الصاروخي.

وقد ناشدت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على جماعة الحوثي لوقف الهجوم على محافظة مأرب.

كارثة إنسانية

وأعلنت السلطات اليمنية اليوم السبت عن نزوح أكثر من 12 ألف شخص جراء تصاعد القتال في مأرب (شرق)، محذرة من "كارثة إنسانية" بالمحافظة.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني.

وقال الإرياني إن "تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية لهجماتها على مأرب (منذ مطلع فبراير/شباط الجاري) أدى إلى نزوح جديد لـ1517 أسرة تتكون من 12 ألفا و5 أفراد".

وتوجد في مديرية صرواح بالمحافظة 9 مخيمات تضم 2460 عائلة نازحة تتكون من 17 ألفا و222 فردا، وفق الإرياني.

وأضاف أن "مليشيات الحوثي منعت 470 أسرة أخرى من المغادرة، واستخدمتها دروعا بشرية حتى اليوم، فيما لا تزال العديد من العائلات محاصرة من قبل الحوثيين".

كما حذر الوزير اليمني من "مخاطر كارثة إنسانية"، ودعا "المجتمع الدولي والأمم المتحدة لممارسة الضغط على مليشيا الحوثي لوقف هجماتها على مأرب".

وناشد "المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في اليمن للتحرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة للنازحين وتخفيف معاناتهم".

وأوضح أن مأرب "تضم أكبر تكتل للنازحين بالبلاد، حيث تستقبل نحو مليونين و231 ألف نازح فروا من العنف بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

ومنذ 7 فبراير/شباط الجاري تشهد جبهات القتال في محافظة مأرب معارك عنيفة، حيث يسعى الحوثيون إلى التقدم نحو مركز المحافظة الغنية بالنفط، والمعقل الرئيسي لقوات الحكومة.

قلق أممي

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون مواطن يمثلون أكثر من نصف سكان اليمن يعانون الجوع.

ويحذر مسؤول الإغاثة الأول في الأمم المتحدة مارك لوكوك من أن 5 ملايين من هؤلاء على شفا المجاعة.

وتأمل الأمم المتحدة أن تتمكن بعد غد الاثنين من جمع حوالي 3.85 مليارات دولار في اجتماع لإعلان التعهدات يعقد عبر الإنترنت، لتفادي ما يقول لوكوك إنها ستكون مجاعة واسعة النطاق "من صنع الإنسان" تمثل أسوأ ما شهده العالم من مجاعات منذ عشرات السنين.

وتوضح معلومات الأمم المتحدة أن حوالي 80% من اليمنيين يحتاجون للمساعدة، وأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.

وقال لوكوك للصحفيين "قبل الحرب كان اليمن دولة فقيرة فيها مشكلة سوء تغذية، لكنه كان دولة فيها اقتصاد فعال وحكومة توفر الخدمات لعدد كبير من أفراد شعبها، وقد دمرت الحرب ذلك إلى حد كبير".

وأضاف أن "المجاعات في العالم الحديث تتمثل في الأساس في عدم وجود دخل لدى الناس، ثم تعطيل آخرين المساعي الرامية لمساعدتهم، وهذا بالضبط ما نجده في اليمن".

وإلى جانب الحرب الدائرة، ازدادت معاناة الشعب اليمني بفعل انهيار الاقتصاد والعملة وجائحة كوفيد-19.

ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام، وقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن اليمن يمثل أولوية لإدارته، وأعلن وقف الدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية، وطالب بضرورة وقف الحرب.

وحذرت 12 منظمة إغاثة -من بينها أوكسفام (Oxfam) وهيئة إنقاذ الطفولة وكير إنترناشونال (CARE International)- من أن 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن سيعانون الجوع هذا العام إذا لم تعمل الحكومات على زيادة التمويل يوم الاثنين.

المصدر : الجزيرة + وكالات