نيوزويك: مشكلة العنصرية البيضاء في أميركا تخاطر بتأجيج موجة الإرهاب العالمي التالية

أعضاء منزمة براود بويز يؤدون القسم الخاص بهم قبل التظاهر
مجموعات مثل براود بويز اليمينة المتطرفة تحالفت بشكل وثيق مع الرئيس السابق دونالد ترامب (الجزيرة)

أشار تقرير لمجلة "نيوزويك" (Newsweek) إلى دخول "الحرب الدولية على الإرهاب" -التي شنتها الولايات المتحدة ضد التطرف- عامها الـ20، وذكر أن خبراء ومسؤولين سابقين حذروا المجلة من أن الولايات المتحدة نفسها هي التي قد تغذي الموجة الثانية من الإرهاب العالمي إذا استمرت الأيديولوجيات البغيضة مثل ازدهار العنصرية البيضاء داخل أميركا.

وتقول تريسي والدر -وهي ضابطة سابقة في وكالة المخابرات المركزية وعميلة خاصة لمكتب التحقيقات الفدرالي- إن الجماعات والأفراد الذين يلوّحون بمعتقدات اليمين المتطرف الخطيرة في الداخل يتسللون إلى الخارج.

وأشارت والدر إلى التأثير الدولي لمجموعات مثل براود بويز (Proud Boys) اليمينة المتطرفة التي تحالفت بشكل وثيق مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وشاركت في أعمال الشغب العنيفة بالكابيتول في الأشهر الماضية.

صندوق الشرور

وقالت والدر إن المجموعة شهدت زيادة كبيرة في التجنيد الدولي عبر حلفاء الولايات المتحدة في الخارج، بما في ذلك أستراليا وألمانيا وبريطانيا.

وأضافت "أعتقد أنها مسألة وقت فقط حتى ينمو نفوذها بشكل أكبر في جميع أنحاء أوروبا وروسيا ودول أخرى، وهي مثل الكثير من الشبكات الإرهابية الأجنبية، حيث تجند مجندين في الخارج عبر الإنترنت بشكل أساسي، ومن السهل جدا جعلهم متطرفين فعليا".

وأضافت أنه ليس فقط وكالات الاستخبارات الأميركية، بل أيضا وكالات إنفاذ القانون بحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا النوع من التطرف قبل فوات الأوان.

مكتب التحقيقات الفدرالي سيحتاج إلى توازن دقيق بين احترام حرية الرأي والتعبير السياسي وفي الوقت نفسه معالجة أي علاقة بالإرهاب الدولي

ووصف مسؤول كبير سابق في مكافحة الإرهاب -طلب إخفاء هويته- القضية بأنها "صندوق الشرور"، وأيد دعوة والدر إلى اتخاذ إجراءات أكبر لإنفاذ القانون، وقال إن مكتب التحقيقات الفدرالي سيحتاج إلى توازن دقيق بين احترام حرية الرأي والتعبير السياسي، وفي الوقت نفسه معالجة أي علاقة بالإرهاب الدولي.

وبوضع هذه الخطوط الدقيقة في الاعتبار أشار المسؤول السابق إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية المكلفة بمراقبة واعتراض التهديدات اليمينية المتطرفة ستواجه تهديدا فريدا، وهو أن "قضايا التهديد من الداخل لا تختلف عما كانت عليه بعض الدول خلال حروب القاعدة وداعش".

وذكرت المجلة أنها كتبت في وقت سابق عن مدى تغلغل التطرف في الخدمة الفعلية والمجتمعات العسكرية وإنفاذ القانون المخضرمة.

الأيديولوجيات المتطرفة

وأشارت إلى ما ذكره مسؤول أوروبي، حيث قال إن "شغب الكابيتول كان صدمة للجميع، للجمهور الأميركي بالطبع، لكنها كانت صدمة للعالم كله، وذلك مع الوضع في الاعتبار أن جميع القنوات التلفزيونية الإخبارية كانت مباشرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وبشكل عام في أوروبا ".

ومع ارتفاع عدد الأعمال العنيفة المرتبطة باليمين المتطرف في الولايات المتحدة أكد المسؤول الأوروبي أنه "حتى الآن هناك تعاون جيد جدا وقوي للغاية لمكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة مع فرنسا". وتمتد جهود الحد من هذه المعتقدات المنظمة من الداخل والخارج إلى حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في أوروبا أيضا.

وصرح مسؤول ألماني للمجلة أن ألمانيا لديها العديد من برامج الوقاية في أغلب الأماكن، بما في ذلك المدارس، وهي برامج تشمل المستويات المحلية ومستوى الولايات والمستوى الفدرالي، وذكر أن هذه البرامج "تتصدى أيضا للتهديدات من الخارج، وهي ليست جديدة تماما، لأن الأيديولوجيات المتطرفة تنتشر عبر الإنترنت".

وأشارت نيوزويك إلى أن أعمال العنف المرتبطة بأيديولوجيات اليمين المتطرف التي تسببت في مقتل أشخاص في الولايات المتحدة هي أكبر من جميع الهجمات المرتبطة بجماعات أجنبية مثل "القاعدة" و"داعش" منذ 11 سبتمبر/أيلول.

المصدر : نيوزويك