مباحثات بشأن الحكومة وكتابة الدستور.. استنكار واسع بليبيا لإطلاق نار على موكب وزير الداخلية ودعوات لمحاسبة المتورطين

المنفي ودبيبة طلبا من الجهات القضائية والضبطية فتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات الحادثة وملاحقة مرتكبيها

مصادر أكدت للجزيرة تعرض موكب باشاغا لإطلاق نار من سيارة مصفحة (رويترز)

استنكرت السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا ما وصفت بأنها محاولة اغتيال نجا منها وزير الداخلية فتحي باشاغا في العاصمة طرابلس الأحد، بالتزامن مع وجود اتصالات مكثفة في طرابلس بشأن تشكيل الحكومة المرتقبة وكتابة الدستور.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن كل من رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد المنفي، ورئيس الحكومة المكلف، عبد الحميد الدبيبة، ونشره الأخير عبر حسابه بتويتر.

وشدد البيان على "الاستنكار والاستهجان الشديدين لهذه الحادثة"، ودعا "الجهات القضائية والضبطية لفتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات الحادثة وملاحقة مرتكبيها".

وقدم المنفي والدبيبة تعازيهما لمن فقدوا أبناءهم في الحادثة، وفق البيان.

كما استنكر المجلس الأعلى للدولة في بيان حادثة إطلاق النار أثناء مرور موكب وزير الداخلية في منطقة جنزور.

وأعرب رئيس مجلس النواب في طبرق (شرق)، عقيلة صالح، في تصريح صحفي، عن "استنكاره لما حدث ضد وزير الداخلية".

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الداخلية الليبية، في بيان، نجاة باشاغا من محاولة اغتيال، أثناء عودته إلى مقر إقامته بمنطقة جنزور.

وقالت مصادر للجزيرة إن موكب وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا تعرض لإطلاق نار من سيارة مصفحة أثناء مروره بمنطقة جنزور غربي طرابلس.

وأضافت المصادر أن أحد المهاجمين قتل، في حين تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على اثنين آخرين بعد انقلاب سيارتهما.

Abdul Hamid Dbeibeh
الدبيبة دعا السلطات القضائية والضبطية لفتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات الحادثة (الأناضول)

وأفاد مراسل الجزيرة في ليبيا ناصر شديد بأن باشاغا نجا من الهجوم ولم يصب بأذى، وأنه وصل إلى العاصمة طرابلس بسلام.

وقال المراسل إن باشاغا كان في طريق عودته من اجتماع مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، حيث بحث معه الاتفاق على عمل مشترك لتأمين قطاع النفط من أي تهديدات أمنية.

وأشار إلى أن وزير الداخلية الليبي كان قد كشف الشهر الماضي عن عملية أمنية في غرب البلاد تهدف إلى القضاء على المليشيات المسلحة.

وسبق أن حذر باشاغا من أن المتطرفين استعادوا موطئ قدم لهم في مدينة سرت خلال محاولة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الاستيلاء على العاصمة طرابلس عام 2019.

وأعرب الوزير الليبي عن عزمه على معالجة مشكلة المسلحين من خلال تحديد المليشيات التي يجب نزع سلاحها وتلك التي يمكن استيعابها في الأجهزة الأمنية.

ورصدت كاميرا مراقبة بعض تفاصيل الواقعة، وتُظهر مقاطع حصلت الأناضول على نسخة منها، انقلاب سيارة من نوع "تويوتا 27 هايلوكس مزدوجة"، تابعة لجهاز دعم الأمن والاستقرار، التابع للحكومة الليبية، ويستقلها 3 أشخاص، هم أبناء عمومة.

وترصد المقاطع صوت إطلاق نار، من دون رصد واضح بالصورة لما حدث حينها.

تطورات سياسية

تزامنت تلك التطورات مع وجود اتصالات ومباحثات مكثفة في طرابلس بشأن تشكيل الحكومة المرتقبة وكتابة الدستور.

وقد بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة "5+1" إمكانية عقد جلسة لمجلس النواب في مدينة سرت.

وعقد المنفي وعضوا المجلس الرئاسي عبد الله اللافي وموسى الكوني أول اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، وناقشوا تشكيل الحكومة ومساعي نيلها الثقة من مجلس النواب.

من جانبه، أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش اتصالا هاتفيا مع رئيس المجلس الرئاسي المنتخب محمد المنفي، وبحثا سبل المضي قدما في ترتيبات عقد جلسة لمجلس النواب لمنح الثقة للحكومة الجديدة.

وذكرت البعثة الأممية على موقعها الإلكتروني أن كوبيش التقى عددا من أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، والذين أطلعوه على مسار عملهم وإنجازهم مشروع الدستور في يوليو/تموز 2017.

وناقش كوبيش مع أعضاء هيئة صياغة مشروع الدستور الترتيبات التي يتعين على السلطات الليبية اتخاذها لإجراء الانتخابات العامة المحددة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات