رئيس الوكالة الذرية يلتقي مسؤولين إيرانيين.. وظريف: يمكن العدول عن الخطوات التي اتخذتها طهران خارج الاتفاق النووي

أميركا قالت إنه لا خطط لديها لرفع العقوبات قبل حوار مع أوروبا

يأمل رافائيل غروسي (وسط) في إقناع الإيرانيين باستمرار وكالة الطاقة الذرية في نشاطات التفتيش بإيران (الفرنسية)

التقى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في العاصمة الإيرانية طهران، قبيل انتهاء مهلة حددتها إيران لتقليص عمل المفتشين الدوليين في حال عدم رفع العقوبات الأميركية.

ولم تحدد الوكالة أو السلطات الإيرانية ما إذا كان جدول أعمال غروسي يتضمن اجتماعات أخرى قبل اختتام زيارته في وقت لاحق من اليوم الأحد.

وكان غروسي قال إن الهدف من زيارته هو التوصل إلى "حل مقبول من الطرفين يتلاءم مع القانون الإيراني، لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة نشاطات التحقق الأساسية في إيران".

ومن المقرر أن يعقد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية -التي تتخذ من فيينا مقرا لها- مؤتمرا صحفيا مساء اليوم الأحد في العاصمة النمساوية بعد عودته من إيران.

وفي وقت سابق، كان صالحي قد قال إنه سيبحث مع غروسي التعاون بين إيران والوكالة الدولية، بعد أن توقف طهران العمل بالبروتوكول الإضافي في 23 فبراير/شباط الجاري.

وأضاف أن الحوار سيجري بشأن كيفية تنظيم عمليات التفتيش، وذلك وفق مقررات معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وانتقد صالحي تسريب الوكالة معلومات ترتبط بالأنشطة النووية الإيرانية، مؤكدا على أنه لا ينبغي الكشف عن أي معلومة حتى تنتهي عملية التفتيش، مشيرا إلى أن إيران وجهت اعتراضا كتابيا وشفهيا للوكالة بهذا الشأن.

مقترح أوروبي

وكانت طهران أعلنت أنها تدرس مقترحا قدمه الاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع غير رسمي تحضره الولايات المتحدة مع بقية أعضاء الاتفاق النووي، في حين أكد مسؤول إيراني أنه لا معنى لأي عودة للاتفاق دون التحقق من جدية واشنطن.

وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تدرس المقترح الأوروبي بعقد اجتماع لمجموعة "4+1" بمشاركة واشنطن وطهران.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه "يمكن بدء المحادثات مع الإدارة الأميركية عندما تفي كل الأطراف بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي"، مشددا على أنه من الممكن العدول عن الخطوات التي اتخذتها إيران خارج نطاق الاتفاق النووي.

وأكد الوزير الإيراني في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإيراني أن قرار طهران إنهاء عمليات التفتيش المفاجئ التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من 23 فبراير/شباط الجاري لا يعني التخلي عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ولكن يتعين على واشنطن رفع العقوبات عن طهران لإنقاذ الاتفاق.

واتهم إدارة بايدن بأنها لم تغير سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها إدارة ترامب مع طهران، مضيفا أن أميركا تدمن فرض العقوبات، وطهران لن ترضخ للضغوط.

وشدد على أن طهران ليس لديها ما تخفيه، ولا تسعى لامتلاك السلاح النووي.

يشار إلى أن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 يهدف بشكل أساسي إلى رفع العديد من العقوبات المفروضة على إيران مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح نووي.

لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات على طهران التي ردت بدورها بالتنصل من بعض الالتزامات التي يرتبها الاتفاق عليها.

جدية واشنطن

من جهته، قال ممثل إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إنه لا معنى لأي عودة إلى الاتفاق النووي دون التحقق من جدية رفع واشنطن العقوبات، مشددا على ضرورة توفير ضمانات لعودة عائدات النفط إلى إيران عبر النظام المصرفي العالمي في حال رفع العقوبات النفطية.

في المقابل، قالت واشنطن إنه لا خطط لديها لرفع العقوبات قبل حوار مع أوروبا.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقترح في وقت سابق من هذا الشهر وسيلة للتغلب على المأزق بين بلاده والولايات المتحدة بشأن من سيبدأ أولا العودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إنه يمكن للاتحاد الأوروبي "تنسيق" الخطوات.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربیعي إن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها واشنطن صغيرة، وهي إشارات غير كافية بشأن حسن نية الإدارة الأميركية الجديدة.

وأضاف ربيعي -في مقال بصحيفة "إيران"- أن المشكلات التي تواجه التحركات الدبلوماسية بشأن تنفيذ الاتفاق النووي تشكل مقدمة طبيعية لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها، بما في ذلك رفع جميع العقوبات في المستقبل القريب.

وأوضح ربيعي أن المبادرات الدبلوماسية قد تنجح في التوصل إلى نتائج إيجابية، وأكد أنه حتى لو عادت واشنطن إلى الاتفاق ورفعت جميع العقوبات فإن ذلك لن يعوض الخسائر التي تعرض لها الشعب الإيراني.

الخطوة الأولى

في السياق، قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هانز بليكس إنه من الواضح أن كل أطراف الاتفاق النووي تريد العودة إلى العمل به، لكن العقبة هي أن إيران تريد أن تخطو الولايات المتحدة الخطوة الأولى، في حين تريد واشنطن عودة طهران إلى الالتزام ببنود الاتفاق قبل رفع العقوبات عنها.

وأضاف بليكس -في لقاء مع الجزيرة- أن إزالة هذه العقبة ستُمكن من تحقيق تقدم من خلال خطوات متزامنة يتم التوصل إليها عبر الجهود الدبلوماسية، وقال إن قطر يمكنها لعب دور فيه.

واعتبر أن ما تتحدث عنه الولايات المتحدة بخصوص ضرورة وقف تدخلات إيران في شؤون المنطقة هو أمر مهم، لكنه غير مرتبط بالاتفاق النووي، مؤكدا أن ما يجب التركيز عليه الآن هو الالتزام بالاتفاق حفاظا على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة + وكالات