العراق.. تسجيل صوتي لوالد مقتدى الصدر يفتي بحرمة دخول أبنائه في السياسة

وزير الصدر برر دخول زعيمه في مجال السياسة، معتبرا أن المجتمع العراقي يعيش في غابة، وإن لم يلجوا فيها فستعضهم الكلاب

Iraqi Shi'ite cleric Muqtada al-Sadr arrives to attend Eid al-Fitr prayers marking the end of the fasting month of Ramadan at the Kufa Mosque near Najaf, Iraq June 5, 2019. REUTERS/Alaa Al-Marjani
الصدر يرسل توجيهاته السياسية من خلال كتلة "سائرون" البرلمانية التي تدين له بالولاء (رويترز)

فجّر تسجيل وصف بالنادر للمرجع الشيعي العراقي محمد صادق الصدر والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تداوله عراقيون على حساباتهم، ما دفع الصدر للرد عليه عبر وزيره.

وتضمن التسجيل للصدر الوالد الذي كان يعد أبرز مرجع ديني للشيعة في العراق في تسعينيات القرن الماضي، فتوى لأتباعه بحضور أبنائه دعاهم فيها إلى اتباع المجتهد، وأعلن براءته من أبنائه في حال توريثهم له كمراجع دينية أو الدخول في العمل السياسي.

ويأتي الحديث عن هذا التسجيل في وقت يخطط الصدر لأن يخوض الانتخابات المقبلة من خلال تحالف "سائرون" (الذي يدين بالولاء للصدر)، بهدف تحقيق أغلبية برلمانية تؤهله ليكون رئيس الوزراء من التحالف.

وكان تيار الصدر قد حصل على 54 مقعدا من خلال تحالف "سائرون" في انتخابات عام 2018 مقابل 32 مقعدا في انتخابات عام 2014. ويعتبر "سائرون" أكبر كتلة بالبرلمان العراقي الذي يشتمل على 329 مقعدا.

وفي أول رد للصدر، نشر صالح محمد العراقي والمعروف بصفة (وزير الصدر) في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تبريرا حول دخول الصدر بالعملية السياسية بالرغم من منع والده دخول طلبة العلم في السياسة، مبينا أن والد مقتدى الصدر كان يلزم طلبته بتوقيع تعهد التزام بعدم دخول السياسة، ولم يلزم ابنه مقتدى بذلك.

وقال العراقي إن الصدر الوالد منع ذلك بالفعل، إلا أن ما يتداول الآن كلمة حق يراد بها باطل، مشيرا إلى أن الوضع الذي يعيشه العراق الآن أشبه بغابة يحكمها الساسة وتتحكم فيها السياسة، وإن لم يدخل الصدريون في السياسة فستعضهم الكلاب، على حد قوله. ولفت إلى أن "من يشيع هذا الإشكال أغرته السياسة والأحزاب".

وأثار تسجيل الصدر الوالد ردود فعل عراقية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد أبرز خطباء منابر التيار الصدري علي الطالقاني على حسابه في تويتر، "كان السيد الصدر ضد تدخل العمامـة بالشؤون السياسية، بل ضد فكرة أن يقترب طالب العلوم الدينية من السياسة والسلطة".

وأوضح الطالقاني أن الصدر الوالد كان يرى أن ليس من عمل طالب العلم الدخول إلى السياسة، وأن عالم السياسة عالم ملوث وهو عالم التقلب والتناقضات ويمكن أن يؤثر عليه فيطعن في أخلاقه وتدينه.

وتعليقا على التسجيل، قال الباحث السياسي الكردي شاهو القره داغي، إن الصدر الوالد قال لأولاده في التسجيل الصوتي إن المرجعية ليست وراثة، وأوصاهم بأن لا يتكلموا باسمه بعد موته وأن لا يتصرفوا بالمرجعية والحوزة والمجتمع كأولاد المراجع السابقين. وتساءل شاهو، هل مقتدى الصدر اليوم يعتبر قد التزم بوصية وكلام والده، أو سار بعكس الوصية؟!

من جانبه، اعتبر الناشط العراقي عمر الجنابي في تغريدة له على تويتر أن الراحل محمد صادق الصدر تبرأ -في التسجيل الصوتي- من أولاده "بحضورهم" في حال إعلانهم وراثته كمرجعية شيعية، كما دعاهم إلى اتباع المجتهدين، عادًّا ذلك فتوى شرعية لأتباعه.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي