الناتو يوسع مهمته في العراق ولا قرار نهائيا بشأن وجوده بأفغانستان

NATO Defense Ministers’ meeting
ستولتنبرغ أعرب عن أمله في التوصل لاتفاق سياسي في أفغانستان قبل الأول من مايو/أيار القادم (الأناضول)

أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن وزراء دفاع الدول المنضوية في التحالف قرروا الخميس رفع عدد قوات المهمات التدريبية في العراق إلى 4 آلاف عسكري، في حين تم إرجاء القرار بشأن الانسحاب من أفغانستان.

وقال الأمين العام للناتو -في مؤتمر صحفي بعد اجتماع عبر الفيديو مع وزراء دفاع الحلف- إنه تقرر رفع عدد القوات لمهمات التدريب في العراق لدعم القوات العراقية في تصديها للإرهاب وضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأوضح أنه "سيرتفع عدد أفراد مهمتنا تدريجيا من 500 إلى 4 آلاف شخص".

وأضاف أنه سيتم تعزيز البعثة في الأشهر المقبلة، وينبغي أن تسمح للعراقيين بتحقيق الاستقرار في بلدهم، وأشار إلى أن القرار يهدف إلى تجنب الحاجة في المستقبل إلى توفير قوات مقاتلة من الناتو.

لا قرار بشأن أفغانستان

وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام للناتو إن الحلف لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن مستقبل وجود قواته في أفغانستان، مشيرا أنه سيتم اتخاذ القرار بهذا الصدد وفقا للأوضاع على الأرض.

وحسب اتفاق سلام الدوحة، الذي وقعته واشنطن وطالبان العام الماضي؛ فمن المقرر سحب جميع قوات الناتو بحلول الأول من مايو/أيار المقبل.

وأعرب ستولتنبرغ عن أمله في التوصل لاتفاق سياسي في أفغانستان قبل الأول من مايو/أيار المقبل، والنجاح في خفض مستوى العنف هذا العام، إضافة إلى التوصل لسلام دائم، بما في ذلك وقف إطلاق النار.

وقال "إننا نواجه موقفا صعبا ومعضلات معقدة؛ إذا بقينا إلى ما بعد الأول من مايو/أيار المقبل، فإننا نخاطر بتعريض قواتنا لهجمات، وبالالتزام باستمرار وجودنا" فيها، وتابع "إذا غادرنا، فإننا نخاطر بخسارة كل ما أُحرز من تقدم".

وتصدّر مصير مهمة الحلف -البالغ قوامها 9600 جندي- في أفغانستان جدول الأعمال، في ضوء الاتفاقية التي كانت الإدارة الأميركية السابقة وقعتها مع حركة طالبان لسحب القوات.

وخلال مشاركته في مؤتمر نظرائه في حلف الناتو قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أفغانستان. وأضاف أن بلاده تجري مراجعة شاملة لشروط الاتفاقية مع طالبان لتحديد ما إذا كانت جميع الأطراف قد التزمت بهذه الشروط.

كما أكد وزير الدفاع الأميركي التزام واشنطن بالتشاور مع الحلفاء والشركاء طوال هذه العملية وأن الولايات المتحدة لن تقوم بالانسحاب المتسرع أو غير المنضبط من أفغانستان.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مسؤولين أميركيين أن أوستن أبلغ نظراءه الأوروبيين في الناتو بأن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بشأن وجودها في أفغانستان.

وقال مسؤولون أوروبيون من دول لها وجود عسكري كبير في أفغانستان إنهم يربطون مستقبل وجود قواتهم هناك بالخطط الأميركية، نظرا إلى أنهم يعتمدون عليها في عدة مسائل مثل المهام اللوجستية.

اتهامات لحركة طالبان

من جهة أخرى، قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكنزي إن حركة طالبان هي "المسؤولة بشكل واضح" عن العنف المستمر في أفغانستان.

وخلال جولة له في الشرق الأوسط، أضاف ماكنزي أن مستوى العنف في أفغانستان مرتفع جدا وأن مصدره بشكل أساسي هو طالبان.

وبينما شدد ماكنزي على أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد أي قرار بشأن الانسحاب من أفغانستان، عبر عن قلقه من خطر عودة ما وصفها بالجماعات المتطرفة إلى الظهور هناك بعد رحيل القوات الأجنبية.

وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، انطلقت مفاوضات سلام تاريخية في العاصمة القطرية الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وذلك بعد أن وقعت الحركة والولايات المتحدة في 29 فبراير/شباط الماضي اتفاقا تاريخيا يقضي بانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات