خامنئي يطالب أميركا بالأفعال لإحياء الاتفاق النووي.. وميركل تدعو روحاني لتعزيز الحل الدبلوماسي
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أبلغتها بأنها تخطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في محطة نطنز النووية
دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم إلى ضرورة أن تبعث طهران رسائل إيجابية لزيادة فرص العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015، وإنهاء المواجهة مع القوى الغربية، وذلك قبل يوم من اجتماع بين وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا يبحث الملف النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم ميركل إن المستشارة الألمانية أبلغت روحاني في اتصال هاتفي أنها قلقة بخصوص انتهاك طهران التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، والذي يرغب الرئيس الأميركي جو بايدن في العودة إليه إذا أوقفت إيران أنشطتها النووية.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsمع اقتراب المهلة الإيرانية.. هل يستطيع بايدن إنقاذ الاتفاق النووي؟
أي خيارات لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني؟
وأضاف المتحدث باسم المستشارة الألمانية في بيان "حان الوقت لبوادر إيجابية تثير الثقة، وتزيد من فرص الحل الدبلوماسي".
بالمقابل، قال روحاني في اتصاله مع ميركل إنه "إذا كان الأوربيون يريدون الحفاظ على الاتفاق النووي فعليهم إثبات ذلك عمليا".
وتصر القيادة الإيرانية على ضرورة أن تبادر واشنطن أولا للعودة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018، والتراجع عن العقوبات المشددة التي فرضتها إدارة ترامب عقب الانسحاب.
وقبل الاتصال الهاتفي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم إن المطلوب من الولايات المتحدة "الأفعال لا الأقوال" إذا كانت تريد إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف خامنئي في كلمة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي أن رد بلاده بشأن الاتفاق النووي سيكون متناسبا مع الإجراءات التي تتخذها الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه كانت هناك وعود كثيرة بشأن الاتفاق النووي، في السابق، لكن دون أي خطوات عملية لتنفيذها.
الجهود الدبلوماسية
وضمن الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اليوم أن الوزير جان إيف لودريان سيستقبل في باريس نظيريه الألماني هايكو ماس والبريطاني دومينيك راب، وسينضم إليهم وزير الخارجية الأميركي عبر الفيديو في لقاء "يخصص بشكل أساسي لإيران، والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط".
ويأتي الاجتماع الأميركي الأوروبي قبل أيام من استحقاق يثير قلقا، فبموجب قانون أقره مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) الذي يهيمن عليه المحافظون في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يتعين على الحكومة تقليص نشاط مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال عدم رفع العقوبات.
وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات سابقة إلى أن المهلة التي يمنحها القانون قبل الإقدام على هذه الخطوة، تنتهي في 21 فبراير/شباط الحالي.
ويندرج قرار البرلمان الإيراني ضمن سياسة طهران القاضية بالتخلي تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وعدم قدرة بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق على ضمان المزايا التي يمنحها لطهران وخصوصا رفع العقوبات.
التفتيش الدولي
وفي سياق متصل، يتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت المقبل إلى طهران "لإيجاد حل مقبول للجانبين لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة أنشطة التحقق التي تقوم بها في هذا البلد" حسب بيان الوكالة.
وتأتي الزيارة بعدما أبلغت إيران الوكالة الدولية أمس الثلاثاء بأنها ستتوقف عن تنفيذ تدابير الشفافية الطوعية التي يتضمنها البروتوكول الإضافي لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية بداية من الثلاثاء المقبل. ويتيح البروتوكول لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بزيارات لمواقع إيرانية دون إخطار مسبق بفترة طويلة.
تجدر الإشارة إلى أن الوصول غير المقيد للمفتشين إلى المنشآت النووية الإيرانية على أساس البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو جزء من الاتفاق النووي الإيراني، والذي يهدف للحيلولة دون تطوير طهران لسلاح نووي، مقابل إلغاء العقوبات الدولية عليها.
وفي سياق متصل، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أبلغتها بأنها تخطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز "إم 2 آي آر" (M2 AR) في محطة نطنز النووية، وهي منشأة تحت الأرض مخصص لتخصيب اليورانيوم، وأوضحت الوكالة أن إيران لمحت إلى أنها تخطط لتركيب سلسلتين إضافيتين تشمل 174 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 5%.