ستة من أشهر سجناء غوانتانامو السابقين يناشدون بايدن إغلاقه
ناشد ستة من أشهر معتقلي غوانتانامو السابقين الرئيس الأميركي جو بايدن إغلاق السجن بوصفه "أزمة ضمير كبيرة"، واقترحوا 8 خطوات في سبيل ذلك القرار.
وأثنى السجناء السابقون -ومنهم سامي الحاج ومحمدو صلاحي ومعظم بيك ومنصور الضيفي- على ما أصدره بايدن من أوامر رئاسية ألغت العديد من القرارات "غير العادلة" التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفي مقدمتها حظر دخول مواطني 6 بلدان ذات غالبية مسلمة.
لكنهم ذكّروه بقصة غوانتانامو المستمرة منذ 19 عاما والتي تعاقبت عليها 5 إدارات أميركية على مدى نحو عقدين من الزمان، دون وضع حد لها.
وقالت الرسالة -التي سلمت للبيت الأبيض- في خطاب مباشر للرئيس بايدن، "إذا ما وضعتم في الحسبان العنف الذي آذانا في غوانتانامو فسنكون متأكدين من أنكم، وبعد مضي 19 عاما، ستتفقون معنا في أن اعتقال الناس لفترات غير محددة دون تقديمهم للمحاكمة، بل وتعريضهم للتعذيب والقسوة والإذلال مع حرمانهم من التواصل مع أسرهم أو تلقي العون والسند القانوني، هو دونما ريب أشنع مستويات غياب العدالة، وعليه فإنا نطلب منكم إغلاق سجن غوانتانامو".
وحثت الرسالة الرئيس الأميركي على استلهام قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- وقد اعتقل وسجن دون ذنب اقترفه، وقالت "لعلنا نوقن أنك -شأنك شأننا- تؤمن بمعتقدك الديني، وأن اعتقادك الديني مهم بالنسبة لك، فاعتقادنا الديني هو البوصلة التي ترشدنا وترشدك إلى طريق العدل الاجتماعي. هنا، وفي هذا السياق، نقول إننا أثناء فترة احتجازنا ظللنا نستلهم قصة النبي يوسف -عليه السلام- الواردة في القرآن الكريم والتي تحكي عن سِني سجنه دون ذنب اقترفه. إن الإنجيل يحكي القصة ذاتها، مما يؤكد لنا أن العدل أمر سماوي صالح لكل الأزمان".
واستعرض السجناء السابقون في رسالتهم التي سلمت إلى البيت الأبيض ما قاسوه من مرارات أثناء الاعتقال دون تهم محددة ودون محاكمة، وقبل ذلك خلال عمليات التسليم، مشيرين إلى أن أغلبهم اختطفوا من "وسط أسرهم وذويهم ليتم تسليمهم جماعات ووحدانا للولايات المتحدة بواسطة بلدان لم تأبه أبدا لتطبيق الإجراءات القانونية العادلة تجاههم".
وذكّر السجناء السابقون بأن البعض منهم رُحل لبلدان لا تأبه للمعايير القانونية "حتى انتهى بنا المطاف جميعا إلى الولايات المتحدة حيث تم تعذيبنا بدنيا ونفسيا إضافة لتعرضنا المستمر للتمييز العرقي والديني".
ومن بين النقاط الثماني التي اقترحتها الرسالة في سبيل إغلاق السجن سيئ السمعة، إعادة كل الذين تقرر إطلاق سراحهم إلى بلدانهم شريطة أن تضمن سلامتهم مع التأكد من أنهم لن يكونوا عرضة للحجز التعسفي والاضطهاد.
كما اقترحت اتخاذ الخطوات الملائمة التي من شأنها التأكيد على أن السجناء السابقين منحوا ما يمكنهم من بدء حياة كريمة في بلدانهم الجديدة، مع توفير الحماية لهم حتى لا تُنتهك حقوقهم.
وأوضحت أنه في حال وجود مساجين يواجهون اتهامات بعينها، فينبغي تقديمهم للمحاكم الأميركية.
كما دعا الموقعون على الرسالة إلى وضع الآليات التي تمكن -من قد تتم إدانتهم- من قضاء فترة حكمهم قريبا من بلدانهم.
ويوم الجمعة الأخير، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إغلاق معتقل غوانتانامو خلال ولايته.
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي بشأن إغلاق محتمل لمعتقل غوانتانامو خلال فترة حكم بايدن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "هذا بالتأكيد هدفنا ونيتنا".
وأضافت "لذا بدأنا عملية مع مجلس الأمن القومي (…) للعمل مع مختلف الوكالات الفدرالية وتقييم الوضع الحالي (…) الذي ورثناه عن الإدارة السابقة".
وخلال حملته الرئاسية لعام 2016، عبّر الرئيس السابق دونالد ترامب عن نيته الإبقاء على معتقل غوانتانامو مفتوحا و"جعله مليئا بالأشرار".
ويضم السجن معتقلي "الحرب الأميركية على الإرهاب"، وبينهم شخصيات بارزة في القاعدة، فضلا عن خالد شيخ محمد المتهم -أميركيا- بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.