جرائم لامتناهية وعقلية انتقامية.. دعوات حقوقية للإمارات للإفراج عن ناشط أردني

دعت منظمتان حقوقيتان السلطات الإماراتية إلى الإفراج عن الناشط الأردني أحمد العتوم، ونددتا بتصاعد وتيرة الانتهاكات بحق النشطاء المقيمين فيها، وحثتا الحلفاء الرئيسيين للإمارات على الضغط عليها لوقف "القمع".
وأعربت منظمة سكاي لاين الدولية (Skyline International)، ومقرها ستوكهولم، عن قلقها البالغ ورفضها الشديد للأحكام القضائية "غير المبررة" بحق مقيمين في الإمارات، بسبب نشاطهم السياسي السلمي عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى الحكم الصادر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالسجن 10 سنوات بحق المواطن الأردني المقيم في الإمارات أحمد العتوم بسبب منشورات له انتقد فيها أداء الحكومة الأردنية والأوضاع المعيشية والسياسية بالمملكة.
ودانت المحكمة العتوم بالقيام بـ"عمل ضد دولة أجنبية من شأنه الإساءة للعلاقات السياسية أو تعريض مواطني الدولة أو موظفيها أو أموالها أو مصالحها لخطر أعمال انتقامية".
وأفادت المنظمة بأن السلطات الإماراتية اعتقلت العتوم في مايو/أيار 2020 أثناء عودته من أحد المحال برفقه طفليه اللذين شاهدا اختطاف والدهما من قبل أحد الملثمين وإجباره على ركوب سيارة، قبل أن يعود الطفلان وحدهما إلى المنزل. وتابعت أن عائلته لم تعلم عنه شيئا إلا بعد 3 أسابيع عندما اتصل بها.
وقالت المنظمة إن "أحكام السجن وما يرافقها من انتهاكات داخل مراكز التوقيف تؤشر على العقلية الانتقامية التي تتبعها الإمارات بحق النشطاء والصحفيين الذين يعبرون عن آرائهم، وتعكس النية الحقيقية لتلك السلطات لإسكات جميع الأصوات التي تعبر عن حقوق الشعوب وتطالب بتحسينها".
وشددت على أن "الحكم الصادر بحق العتوم ينتهك بشكل غير مبرر المعايير الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير، لا سيما وأن منشوراته لم تنتهك المعايير القانونية كما ادعت السلطات القضائية الإماراتية".
ودعت الجهات الدولية، وعلى رأسها رئيس فريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة، إلى "التحرك الفوري وإرسال لجان تحقيق لمراقبة السجون الإماراتية في أعقاب زيادة حالات الاعتقال التعسفي بحق المقيمين في البلاد".
من جانبها قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن واقع حقوق الإنسان في الإمارات بحاجة إلى تدخل عاجل وحاسم من المجتمع الدولي "لوضع حد للجرائم اللامتناهية التي لا يتوقف النظام عن ارتكابها متذرعا بمبررات واهية لتبرير تلك الانتهاكات".
ووفق المنظمة، تُعد حالة المواطن الأردني أحمد العتوم مثالا بارزا على هذا القمع الفريد من نوعه، إذ تعرض للاعتقال وحُكم عليه بالسجن المشدد في الإمارات لمجرد كتابته منشورا على موقع فيسبوك (Facebook) انتقد فيه الحكومة الأردنية وواقع حرية الرأي والتعبير.
وبحسب أسرته، فإن العتوم -القابع حالياً في سجن الوثبة- ظل محتجزا في زنزانة انفرادية لمدة 4 أشهر على الأقل في بداية احتجازه، ولم يسمح له بزيارة من عائلته ولا توكيل محام إلا بعد تلك الفترة الطويلة.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على النظام الإماراتي للإفراج عن أحمد العتوم وغيره من معتقلي الرأي، مضيفة أن الحلفاء الرئيسيين للإمارات، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا، مطالبون بإبداء معارضتهم لتلك الانتهاكات المخالفة للمعايير الدولية المتعلقة بحرية التعبير.